القاصة ريتا بربارة تلفت الانظار الى جنس ادبي جديد خلقته الصحافة

يقوم الفن القصصي لدى القاصة السورية ريتا بربارة على لغة السرد المكثفة بالدرجة الأولى فضلا عن استخدام تقنيات وافدة على الكتابة القصصية كاللجوء للخاطرة واللوحات الخاطفة والمونولوج وأنسنة الأشياء بصورة مكثفة ودالة والومضة القصصية.

وتوضح بربارة في حديث لـ “سانا” أنه كون الأدب منتجاً انعكاسياً للواقع يرتبط به وبالتطور العلمي المتسارع لم يعد هناك وقت للإسهاب والاسترسال السردي, مشيرة إلى أن أغلب منتجات السرد تستطيع الأجهزة البصرية تقديمها وبشكل ربما أبلغ ما يجعل كلا من المنتج الابداعي ومتلقيه لا شعوريا ميالين للمحة و للومضة والإشارة.

وتعتبر بربارة القصة فنا مستحدثا متطورا عن الحكاية تطورت عبر مدارس إلى القصة القصيرة ثم القصة القصيرة جداً لتحمل في المجمل حدثا او موقفا متعلقا ببطل واحد وتتسم بلغتها السهلة السلسة الرشيقة المتواشجة مع المونولوج الداخلي إضافة لتميزها بالمفارقة في البناء الدرامي البسيط بما يخلق الدهشة عند المتلقي “بروعة إيصال الفكرة والقفلة التي تأتي على عكس المتوقع”.

وحول قدرة القصة القصيرة على مواكبة التطورات المتسارعة في عصرنا الحالي رات بربارة أن فن القصة يتطور بتطور الذائقة والحياة المستمر ما يتيح للقصة تغيير ادواتها مع كل عصر يبدا من النقطة السابقة ولا سيما حين يبدأ من حيث ما سبق ليحقق تقدما أكبر يحقق للمتلقي اطلالة جديدة يستكشف من خلالها دهشة الجمال.

وحول مكانة القصة القصيرة جدا في الأدب المعاصر تقول بربارة “حققت /ق ق ج/ حضورا مميزا منذ بداية القرن الحالي وتطورت تقنياتها بما يتناسب وايقاع العصر وهي وجبة ابداعية خفيفة وبالوقت نفسه عالية الدسم لشدة التكثيف ميدانها في الملامسات الوجدانية لتترك في النهاية أثرا في وجدان المتلقي الذي يصبح بدوره شريكا حقيقيا في المنتج الإبداعي”.

وعما إذا كان الأدب المعاصر يرقى لمستوى الأحداث الحالية في سورية بينت بربارة أن “معظم ما قرأته لا يرقى إلى المستوى المطلوب”, داعية إلى التريث قبل إصدار احكام عامة ولا سيما أن كثيرا من المنتج الأدبي لم يصل إلى الجمهور لأسباب مختلفة مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة ابتعاد النص الابداعي الجمالي عن اللغة الخطابية والايديولوجية المباشرة.

وتعتبر القاصة بربارة أن الرواية تحتل حاليا الصدارة في المشهد الثقافي ليس على حساب القصة فقط وإنما على حساب الشعر أيضا وتتحدث عن طغيان جنس أدبي عبر الصحافة الورقية والإلكترونية يأتي على شكل خلطة اندمجت فيها الخاطرة بالقصة والقصيدة واختلط المجازي فيها بالواقعي والكلاسيكي بالحداثوي والمباشرة بالتورية والتصريح بالتلميح.

وحول مستقبل القصة ترى بربارة ان القاصين لهم الدور الأعظم في تحديد مستقبلها وبين صفوفهم هنالك الكثيرون القادرون على فرض أنفسهم وموهبتهم على الجمهور وعلى المشهد الثقافي.

يشار إلى أن القاصة ريتا بربارة من مدينة حلب تعمل مدرسة للغة الفرنسية تكتب القصة القصيرة وشاركت بالعديد من الأمسيات في المراكز الثقافية ودار الكتب الوطنية في حلب وهي عضو في جمعية العاديات لديها مجموعة قصصية واحدة منشورة بعنوان “طفرة نسائية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى