عالم فيزيائي يدعو البشرية لمغادرة الارض واستيطان المريخ
طالب الفيزيائي الشهير “ستيفن هوكينغ” البشر بالبحث عن مكان جديد للحياة ، داعيا لمغادرة كوكب الأرض في غضون 100 سنة، وفي تحذير له قال هوكينغ “إن البشرية تحتاج إلى أن تعيش على كواكب أخرى، خلال القرن المقبل، حتى تتجنب التعرض للانقراض”.
وخلال ندوة في جامعة أكسفورد البريطانية في العام الماضي توقع هوكينغ أن البشرية لن تعيش أكثر من ألف عام على كوكب الأرض، وأنها ستكون في طريقها إلى الانقراض ما لم تبحث عن فرص العيش في كواكب أخرى.
تحذير هوكينغ الجديد جاء ضمن فيلم وثائقي جديد بعنوان “بعثة الأرض الجديدة” Expedition New Earth، من المقرر أن يصدر هذا الصيف كجزء من موسم جديد لسلسلة “عالم الغد” التي تذاع على شبكة “بي بي سي” البريطانية، وفق ما ذكرته مجلة “فوربس” الأمريكية الخميس الفائت.
وبحسب هوكينغ فإن المخاطر المتعلقة بوجود الإنسان تشمل “تغيرات المناخ، والزيادة السكانية، والأوبئة، والاصطدام بكويكبات”.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إن هوكينغ في سلسلته الجديدة، يستعين بالبروفيسور الخبير، دانيال جورج، وتلميذه السابق، كريستوف غالفارد، لمعرفة ما إذا كان البشر قادرين على الوصول إلى النجوم، والانتقال إلى كواكب مختلفة”، وأضافت أن “الرحلة تبين أن طموح البروفيسور هوكينغ ليس خيالياً كما يبدو- فتلك الحقيقة العلمية أبعد عن الخيال العلمي مما ظننا في أي وقت مضى”.
وقبل عدة أيام صرح هوكينغ لوكالة أنباء “تاس” الروسية، بأن المريخ هو الكوكب الأكثر تشابها مع الأرض جراء امتلاكه تربة وغلافا جويا. وقال أيضا في مقابلة مع تلفزيون “إي تي في” البريطاني إنه “ينوي إجراء رحلة إلى المريخ عبر شركة رجل الأعمال ريتشارد برانسون المتخصصة في الرحلات الفضائية”.
وأكد هوكينغ أنه لا يشك في إمكان استعمار المريخ في خلال 100 سنة، مشيرا إلى أن بقاء البشرية على قيد الحياة يتطلب مغادرة الأرض في مستقبل منظور وإيجاد ملجأ آمن على كواكب أخرى. وقال “من أجل تحقيق ذلك نحتاج إلى استثمارات تتيح لنا توسيع معارفنا حول ماهية البقاء في ظروف الإشعاع الفضائي وتجاوز مخاطر التغيرات السلبية في جسم الإنسان ومواجهة انعدام المواد الحيوية خارج الأرض”.
وأشار هوكينغ إلى التحديات الرئيسية التي يمكن أن تجعل البشرية مهددة بالموت على الأرض، واضعا في قمة المخاطر تلك التي تنشأ عن نشاط الإنسان نفسه كالحرب النووية والفيروسات المعدلة جينيا.
وأضاف الفيزيائي الشهير بأن تلك المخاطر أكثر خطورة من المخاطر الطبيعية مثل الاحتباس الحراري الذي قد يصل إلى حدود المأساة أو تصادم الأرض مع أجسام فلكية في مستقبل منظور.
وقال هوكينغ: “بحلول هذا الوقت، يجب علينا أن ننتشر في الفضاء والنجوم الأخرى، وبالتالي لا تعني الكارثة على الأرض نهاية الجنس البشري”.
وتجدر الإشارة إلى أنه هناك حاليا جهود لإنشاء مستعمرة بشرية على سطح المريخ، حيث يأمل الملياردير إيلون موسك في إنشاء مستعمرة في غضون العقود القليلة المقبلة من خلال شركة الفضاء “سباس إكس” ، وقال موسك في حديث له عام 2016 “ليس لدي نبوءة بنهاية الأرض”، وأضاف “لكن التاريخ يُرجح أن بعض أحداث القيامة ستحدث”.
ويعتبر هوكينغ من أبرز علماء الفيزياء النظرية على الصعيد العالمي، ودرس هوكينغ البالغ من العمر 75 عاما في جامعة أكسفورد وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيزياء، وأكمل دراسته في جامعة كامبريدج وحصل منها على الدكتوراه في علم الكون، وله أبحاث نظرية في علم الكون وأبحاث في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، كما له أبحاث ودراسات في التسلسل الزمني.