ماكرون هو ثامن رؤساء الجمهورية الفرنسية الخامسة التي اسسها ديغول

بانتخاب، إيمانويل ماكرون، امس الأحد، رئيساً جديداً لفرنسا، يستقبل قصر الإليزيه ثامن رؤساء الجمهورية الخامسة التي أنشئت عام 1958 على يد الجنرال ديغول.

ثمانية رؤساء- فضلا عن رئيس مؤقت- أفرزتهم 11 عملية انتخابية جرت في البلاد على مدى 59 عاماً، أي منذ سقوط الجمهورية الرابعة بنظامها البرلماني وقيام خامسة تعتمد نظاماً مختلطاً (برلماني – رئاسي).

وفي ما يلي قائمة باسماء رؤساء الجمهورية الفرنسية الخامسة:

1)- إيمانويل ماكرون

لم يمض على تأسيس حركته “إلى الأمام” أكثر من عام واحد، ومع ذلك اكتسح سريعاً المشهد السياسي في بلاده، مقدماً نفسه مرشحاً وسطياً يقف في المنطقة الفاصلة بين اليمين واليسار.

ومع أن العديد من المؤاخذات لاحقته جراء “خروجه” عن نهج معلمه الإشتراكي فرانسوا أولاند، إلا أنه استطاع كسب تأييد شعبي منحه تأشيرة العبور إلى الدور الثاني ومنه إلى قصر الإليزيه.

يحمل ماكرون مشروعا ليبراليا على الصعيد الإقتصادي، مع توجه يساري في ما يتعلق بالمسائل الإجتماعية، ويصعد اليوم إلى حكم بلد يهتز على صفيح التهديدات الإرهابية، وارتفاع معدلات البطالة مرفوقة بتباطؤ اقتصادي لافت.

2)- فرانسوا أولاند (2012- 2017)

اليوم، ومع غروب ولايته الأولى والأخيرة، يغادر الاشتراكي الذي صعد إلى الحكم في 2012، الإليزيه تاركا وراءه محصلة مثيرة للجدل.

أولاند (62 عاما) نجح قبل 5 سنوات في افتكاك الفوز من اليميني نيكولا ساركوزي، في أعقاب منافسة شرسة منحته نصرا صعبا وبفارق ضئيل عن خصمه حينها (51.6 % مقابل 48.37 %)، ليواجه خماسية صعبة بامتياز وفق المطلعين على الشأن الفرنسي.

ومع استهداف البلاد، منذ مطلع 2015، بضربات إرهابية، خلفت حصيلة ثقيلة من القتلى، كان لابد وأن يجهض ذلك أي مؤشر للإنتعاش ولو نسبيا، والأسوأ أنها وأدت جميع الجهود المبذولة من قبل الحكومة الاشتراكية للدفع بمعدلات البطالة نحو الهدف المرسوم.

3)- نيكولا ساركوزي (2007- 2012)

ينحدر من أصول مجرية يهودية، أطاح، في 2007، بسلفه جاك شيراك بحصوله على 53.2 % من أصوات الناخبين الفرنسيين، غير أنه خسر في انتخابات 6 مايو أيار 2012 أمام أولاند، ليكون أول رئيس فرنسي لا يفوز بفترة رئاسية ثانية منذ عام 1981.

ومع أنه وعد إثر خسارته بالانسحاب نهائيا من الحياة السياسية، إلا أنه عاد بعد سنتين، ليعلن أولا ترشحه لرئاسة حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية»، قبل أن يقدم ترشحه لانتخابات الرئاسة للعام الجاري.

وبفوزه برئاسة الحزب اليميني الوسطي، وعد ساركوزي بإجراء عدد من الإصلاحات الجذرية لصالح الحزب، قبل أن يقوم بالاتفاق مع أعضاء الأخير وأنصاره، خلال أحد المؤتمرات التأسيسية، بتغيير اسم الحزب ليصبح «الجمهوريون».

4)- جاك شيراك (1995- 2007)

يميني ينتمي لحزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” (الجمهوريون حاليا)، أطاح في 1995 بسلفه فرانسوا ميتران إثر حصوله على 51.8 % من أصوات الناخبين، ثم عاد ليفوز بولاية رئاسية ثانية في 2002.

غادر قصر الإليزيه في 2007، مسلّما بذلك المشعل لساركوزي، بعد أن قلّصت فرنسا، في استفتاء جرى العام 2000، مدة الولاية الرئاسية من 7 إلى 5 سنوات.

بعض القراءات تشير إلى أنّ معارضة الرجل لغزو العراق في 2003 كانت من بين النقاط المضيئة في مسيرته، والتي أمّنت له مكانة خاصة لدى جزء كبير من الرأي العام الفرنسي.

5)ـ فرانسوا ميتران (1995- 1981)

حكم فرنسا لـ 14 عاما بين عامي 1995 و1981، وهي أطول فترة حكم في الجمهورية الخامسة.

حين صعد إلى الحكم في 1981 عقب هزيمته للرئيس الأسبق فاليتري جيسكار ديستان، كان أول اشتراكي يصل إلى المنصب منذ 1958.

خاض الرجل إصلاحات داخلية كثيرة، بينها رفع الراتب الأدنى بنسبة 10 %، كما أمّم البنوك والمجموعات الصناعية الكبرى، ضمن تدابير ساهمت إلى حدّ كبير في تحديث البلاد.

أما خارجيا، فاشتهر بخطابه الذي ألقاه عام 1982 في مدينة “كانكون” المكسيكية، وانتقد فيه الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية على كوبا.

6)- فاليري جيسكار ديستان (1974- 1981)

عرف الرجل بمواقفه التي اعتبرت “أكثر ليبرالية” خصوصا في ما يتعلق بالقضايا الإجتماعية مثل الطلاق ومنع الحمل، ضمن مسار تحديث البلاد الذي تبناه منذ صعوده إلى الحكم في 1981.

غير أن نهجه ذاك جعله في مرمى الإنتقادات من مختلف التيارات السياسية؛ من اليسار ممثّلا في فرانسوا ميتران، ومن جاك شيراك الذي بعث حينها نهجًا جديدًا يعرف بـ “الديغولية” نسبة إلى الجنرال شارل ديغول، على خط المعارضة اليمينية.

وبتطويقه من جميع الجهات، ومع محصلة اقتصادية بدت واهنة جراء مخلفات الأزمة النفطية في 1973، فشل جيسكار ديستان في تأمين إعادة إنتخابه في 1981.

** آلان بوهر (مؤقت)

تقلّد رئاسة بلده مؤقتا من الثالث من نيسان 1974 حتى 27 أيار من العام نفسه، وقد كان حينذاك رئيسا لمجلس الشيوخ، الغرفة العليا للبرلمان الفرنسي.

ولم يترشح بوهر للإنتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد في 1974.

7)- جورج بومبيدو (1969- 1974)

ترشح عن حزب “الإتحاد من أجل الدفاع عن الجمهورية” (اتحاد الديمقراطيين من أجل الجمهورية لاحقا)، وصعد إلى الحكم من 20 حزيران 1969 حتى وفاته في الثاني مننيسان 1974.

كان بوميدو من الشخصيات المقربة لسلفه شارل ديغول، حتى أن الأخير عينه رئيسا لوزرائه في 1962، كما يعتبر رمزا للتجديد الديغولي في ستينيات القرن الماضي.

يعد بوميدو من رموز التطوير والتجديد في فرنسا، خصوصا على الصعيد الإقتصادي، حيث واجه تداعيات “الصدمة” النفطية لعام 1973، عبر سياسة تعتمد الإبتكار.

أما خارجيا، فيعتبر من رواد السياسة الديغولية، غير أنه فضل، إلى جانب ذلك، إظهار بعض المرونة مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

** آلان بوهر (مؤقت)

تولى رئاسة فرنسا بصفة وقتية بصفته رئيسا لمجلس الشيوخ، من 28 نيسان 1969 حتى 20  حزيران من العام نفسه.

8)- شارل ديغول (1959- 1969)

هو أوّل رئيس للجمهورية الفرنسية الخامسة، تولى الحكم من كانون ثان 1959 حتى كانون ثان 1966، قبل أن يعاد انتخابه لفترة رئاسية ثانية من 1966 إلى حين تنحّيه عن السلطة في 1969.

ينظر الفرنسيون إلى ديغول على أنه “الأب الروحي” للجمهورية الخامسة، حيث يرجع الكثير منهم الفضل إليه في تطهير بلادهم من الجيوش النازية أثناء الحرب العالمية الثانية.

حرص طوال فترة حكمه على استقلال سياسة بلاده الخارجية عن الولايات المتحدة، وعُرف بانتقاده لاحتلال إسرائيل للأراضي العربية، خصوصا عقب حرب 1967.

كما فضل الاستقالة من الحكم في 1969، بعد تصويت أغلبية الفرنسيين ضد مشروع حكومي لإصلاح الشؤون الداخلية للبلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى