القضية الفلسطينية بمنطق وعقلية التاجر الصهيوامريكي ترامب ..!

منذ سنوات وبالتحديد عام 1987 الف التاجر الامريكي دونالد ترامب كتاب بعنوان ” فن اتمام الصفقات في مجال العقارات ” وبعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الامريكية يحاول الشاطر ترامب استخدام عقليته التجارية بحل القضايا السياسية الصعبة على الصعيد العالمي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .

وفي سياق العلاقات العامة من حق الرئيس الامريكي الجديد تحديد لقاءات مهمة مع رؤساء الدول في العالم للتعرف عليهم ومناقشة بعض القضايا الهامة سواء البينية بين هذه الدول او القضايا العالمية ذات الاهتمام المشترك.

وليس صدفة ان يكون اللقاء الاول لسيد البيت الاسود الامريكي مع رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو بعد حملته الانتخابية واطلاق العنان لتصريحاته الخاصة بحماية امن ” اسرائيل وتعمد تجاهل قيادة سلطة معازل اوسلو لغاية صهيوامريكية مما اصاب هذه القيادات حالة من القلق والاحباط وشعروا ان الادارة الامريكية ادارت الظهر لهم وتجاهلتهم مما شجع قيادات العدو الصهيوني اليمينية العنصرية المتطرفة بإطلاق المزيد من التصريحات بضم الضفة الغربية المحتلة لكيان المصطنع في فلسطين المحتلة وان دولتهم يجب ان تكون في شرق الاردن او في غزة بالإضافة لرفض لقاء بين ابو مازن وكبير المجرمين الصهاينة نتنياهو دون شروط مسبقة بالرغم من توسل قيادة السلطة مرات عدة .

وبعد حالة من الجدل والهرج والمرج في اوساط السلطة الفلسطينية في رام الله تمت المكالمة التلفونية بين الرئيس الامريكية ورئيس سلطة الحكم الذاتي المنتهية ولايته محمود عباس وكان الدنيا انقلبت راسا على عقب وجائهم الفرج في لحظة وانقذهم من غياهب المأزق وحالة الاحباط التي اصابتهم بعدما قال له الرئيس الامريكي ان القضية الفلسطينية ما زالت على جدول اعماله ولكن .. سيرسل له مبعوثا خاصا يحمل بعض الشروط لا بد من قراءتها جيدا والعمل على تنفيذها لتمهد للقاء لاحق بين الرئيسين في البيت الابيض حتى يقبل الرئيس الامريكي عودة السلطة الفلسطينية للمفاوضات العبثية بعدما اصطدمت بجدار الرفض الصهيوني منذ اكثر من ثلاثة وعشرين عاما مضت

وما ان تسلم الدعوة السيد عباس للقاء الرئيس الامريكي حتى اطلق العنان لتصريحاته ويعلن استعداده للقاء رئيس وزراء سلطات الاحتلال الصهيوني المجرم نتنياهو تحت رعاية التاجر الامريكي ترامب وهذا ليس جديدا على السيد عباس .

لكن لقاءات الرئيس الامريكي مع بعض رؤساء وملوك وامراء الانظمة العربية المتصهينة من مصر والاردن والسعودية والامارات العربية وقطر والكيان الصهيوني التي تمت قبل لقاء عباس توصلت لموافقة الجميع على قواسم مشتركة على عقد مؤتمر اقليمي برعاية الادارة الامريكية لتصفية القضية الفلسطينية والتوافق على التطبيع مع العدو الصهيوني المحتل لتمهيد الطريق لتشكيل تحالف عربي صهيوني لشطب وتصفية معادلة الصراع العربي الصهيوني وتحويها الى صراع عربي ايراني بمشاركة صهيونية فعالة ودعم ومساندة امريكية مفتوحة .

وفي نفس السياق كشف مراسل صحيفة فلسطينية قريب من سلطة معازل اوسلو في واشنطن ان الادارة الامريكية برئاسة التاجر ترامب قدمت لرئيس السلطة عباس لائحة من الشروط للموافقة عليها قبل لقاء الرئيس الامريكي لينفذها بالحرف حتى مقابل وقف نقل السفارة الامريكية من ارضنا الفلسطينية المحتلة في تل الربيع الى القدس المحتلة .

مع العلم ان نقل السفارة الامريكية يعتبر خرقا فاضحا لكل القوانين والاعراف الدولية والدبلوماسية .

مع العلم ان التاجر ترامب طرح قضية نقل السفارة الامريكية الى القدس في بازاراته الانتخابية لكسب اصوات ودعم ومساندة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية وبعد فوزه بالانتخابات الرئاسية اكد على ضرورة ايجاد حل للصراع الصهيوني الفلسطيني يتفق عليه الطرفين وذلك عكس ما طرحته الادارات السابقة التي تمسكت بحل ما يسمى الدولتين .

وقد نشر مراسل صحيفة القدس في واشنطن الشروط التسعة التي تسلمها رئيس سلطة الحكم الذاتي المحدود المنتهية ولايته محمود عباس من المبعوث الرئاسي الامريكي ” جيسون غرينبلات ” ومنسق المفاوضات غير المباشرة بين سلطات الاحتلال الصهيوني وسلطة رام الله

وننضمن الشروط الامريكية التسعة ما يلي :

اولاً : عودة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات من دون شروط مُسبقة

ثانيا :على الفلسطينيين الموافقة على مشاركة دول عربيّة (مصر والسعودية والإمارات والأردن) في المفاوضات كجزء من صفقة السلام والتطبيع الشامل مع “إسرائيل”.

ثالثاً : عدم اعتراض الفلسطينيين أو العرب على قرارات اتخذتها حكومة نتنياهو برفض تجميد البناء الاستيطاني وعدم إقامة مستوطنات جديدة، أي السماح لـ “إسرائيل” بالبناء في القدس والضفة!.

رابعاً : زيادة جهود السلطة الفلسطينية في حماية أمن “إسرائيل” ووقف كل (أعمال العنف ضد إسرائيل) وان الادارة الامريكية لن ولم تكتفي بالبيانات العامة تصدر عن السلطة بل تريد قرارات عملية لوقف الارهاب، كما ان الادارة الامريكية تريد ان ترى تغيرا حقيقيا في المناهج التعليمية الفلسطينية وتغير اسماء الشوارع الفلسطينية التي سميت بأسماء الشهداء الفلسطينيين لانهم ” ارهابيين ” بالإضافة لوقف التحريض على ” اسرائيل ” عبر وسائل اعلام فلسطينية .  .

خامساً : المطلوب من قوات الامن الفلسطينية تغيير اسلوبها المتبع في محاربة الارهاب ” المقاومة ” من خلال بعض الاشخاص ” المشبوهين ” فالإدارة الامريكية لا تكتف باعتقال الفلسطينيين ” المشبوهين ” الذين يحاولون تنفيذ عمليات ضد ” اسرائيل ” وبعد فترة يتم اطلاق سراحهم بل المطلوب التحقيق معهم ومعرفة من خطط لهذه العمليات ومن ارسلهم وزودهم بالسلاح والمواد المتفجرة ويجب تقديمهم للمحاكمة هم وكل من تورط معهم .

سادسا : ووقف المعونات التي تدفعها السلطة بشكل دوري “لعائلات الشهداء والأسرى الفلسطينيين”؛ (باعتبارهم إرهابيين)، وذلك “تماشياً مع قانون “تايلولر فورس” الذي سَنَّهُ الكونغرس بشأن المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية .

سابعا : على السلطة الفلسطينية ان تتوقف عن تحويل الأموال الى قطاع غزة – بدعوى أنها تمويل مصروفات حركة “حماس” المدرجة على لائحة الإرهاب – بما نسبته 52% من ميزانية السلطة الفلسطينية، وهو ما بدأت حكومة عباس تنفيذه كأول هذه المطالب المعلنة.

المطلوب من السلطة الفلسطينية القيام بإصلاحات في الاجهزة الامنية الفلسطينية ووقف جدول اعمال عناصر الاجهزة الامنية الذين يناوبون لفترتين ويحصلون على راتبين شهريا .

ثامناً : ان الادارة الامريكية برائشة الرئيس دونالد تراب ستواصل دعمها لفكرة حل الدولتين لشعبين .

تاسعا : الادارة الامريكية برئاسة الرئيس ترامب ستواصل دعمها لفكرة حل الدولتين لشعبين .

وفي كل الاحوال هل هناك من يقنع شعبنا ان سلطة رام الله قد تتمسك بشروطها بقبول نتنياهو حل الدولتين الذي تجاهله الرئيس الامريكي ورفضته سلطات الاحتلال الصهيوني او الالتزام بإطلاق الدفعة الرابعة من الاسرى القدامى وعددهم ثلاثين اسيرا او وقف الاستيطان الذي طرحه مبعوث الرئيس الامريكي كشرط من شروط الادارة الامريكية لعودة سلطة اوسلو للمفاوضات العبثية دون شروط مسبقة ؟؟

من يقنع شعبنا ان الرئيس الامريكي عفا التاجر الامريكي الذي تعمد مقايضة نقل السفارة الامريكية من تل الربيع المحتلة الى القدس المحتلة باللقاء مع رئيس سلطة معازل اوسلو  كشرط لديه النية بطرح مشروع لحل القضية بعد شروطه المسبقة على الانظمة العربية المتصهينة وسلطة اوسلو بعد شرع الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة الذي تمت ادانته من قبل الامم المتحدة واعتبرته جريمة حرب بحق الفلسطينيين .

من يقنع شعبنا بشروط ترامب بمحاربة اسر شهداء شعبنا برواتهم واسر في سجون الاحتلال الصهيوني الذين يخوضون حرب الامعاء الخاوية في مواجهة الاحتلال بعد استجابة السلطة لشروط ترامي وحل مؤسسة اسر الشهداء واستحداث ما يسمى صندوق المتقاعدين .

من يقنع شعبنا ان الادارة الامريكية حريصة على حل القضية الفلسطينية بعيدا عن الامم المتحدة وقراراتها بعد مطالبة السلطة الالتزام بمواجهة الارهاب ” المقاومة الفلسطينية ” التي شرعتها كل القوانين الاعراف الدولية والربانية مع العلم ان سلطة معازل اوسلو ما زالت متمسكة بالتنسيق الامني مع سلطات الاحتلال الصهيوني ومحاربة ابناء قطاع غزة المحاصرة بقوت عيشهم رغم الحصار الصهيوني القاتل منذ سنوات الا منطق التاجر الصهيوامريكي الذي يتعمد التعامل مع قضية شعبنا وحقوقه الوطنية .

ان شعبنا يدرك اكثر من غيره ان هذه المشاريع والمخططات الصهيوامريكية الجديدة القديمة والتي تتساوق معها الانظمة العربية المتصهينة هدفها واضح وصريح تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني التي يحاول اليوم التاجر الامريكي في البيت الاسود التعامل معها بمنطق وعقلية التاجر الامريكي المتصهين .

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى