اسماعيل هنية.. من رئاسة حكومة التوافق الى رئاسة حركة حماس
غزة - قدس برس
تنقل رئيس المكتب السياسي المنتخب حديثًا لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، “بشكل تدريجي” في العديد من المراكز القيادية في الحركة بدأها من الحركة الطلابية؛ وكان أحد أبرز نشطاء انتفاضة الحجارة (الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987) في العقد الثامن من القرن الماضي.
ولد هنية (54 عامًا)، في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين (غربي مدينة غزة)، وهو لاجئ فلسطيني هُجّرت عائلته قسرًا من قرية جورة عسقلان عام 1948، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وحصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر بغزة؛ قبل أن يحصل على إجازة البكالوريوس في الأدب العربي عام 1981 من الجامعة الإسلامية بغزة.
قاد هنية طلاب الجامعة الإسلامية بغزة لمظاهرات عارمة ضد الاحتلال قبيل اندلاع انتفاضة الحجارة (1978-1994)، حيث كان بعد ذلك أبرز قادة الانتفاضة وقد اعتقل خلالها ثلاثة مرات بتهمة قيادة فعليات الانتفاضة والانتماء لحركة “حماس” بمجموع 4 سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
شغل هنية عدة وظائف في الجامعة الإسلامية بغزة؛ قبل أن يصبح عام 1997 عضوًا في مجلس أمنائها، وحصل على الدكتوراه الفخرية منها عام 2009.
وأُبعد إلى “مرج الزهور” في جنوبي لبنان، عام 1992 برفقة 417 قياديًا من حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، لكنه عاد إلى قطاع غزة بعد قضائه عامًا في الإبعاد.
وتولى رئاسة مكتب الشيخ أحمد ياسين بعد الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية عام 1997.. وكان عضوًا في اللجنة العليا للحوار الوطني وممثلًا لحركة “حماس” في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية في الانتفاضة الثانية (2000-2005).
تعرض لمحاولة اغتيال في 6 أيلول 2003، إثر غارة إسرائيلية استهدفته مع الشيخ أحمد ياسين في منزل القيادي في الحركة مروان أبو راس في حي الدرج وسط مدينة غزة، حيث أصيب بجراح طيفية.
ترأس إسماعيل هنية قائمة “التغيير والإصلاح” البرلمانية التابعة لحركة “حماس” في التشريعي الفلسطيني، والتي فازت بأغلبية مقاعد المجلس في الانتخابات التشريعية الثانية كانون ثاني 2006.
تم تكليفه من قبل رئيس السلطة الفلسطينية بتشكيل الحكومة العاشرة في آذار 2006، ومن ثم تم تكليفه بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن حوارات مكة في آذار 2007.
تعرض موكبه لإطلاق نار في غزة في 20 تشرين أول 2006 من مسلحي حركة فتح وقتل أحد مرافقيه، وذلك في معبر رفح البري، كما تعرض بعد ذلك مكتبه للقصف من قبل عناصر من حركة فتح أيضًا دون أن يصاب أحد، واستهدفت قوات الاحتلال، منزله في غزة بالقصف خلال عدوان عام 2014، دون أن يُصاب بأذى.
وقع اتفاق الشاطئ في منزله عام 2014، الذي أنهى 7 سنوات من الانقسام السياسي الفلسطيني، وتشكلت إثر ذلك حكومة وفاق وطني بدلًا من حكومتي غزة والضفة الغربية في منزله في مخيم الشاطئ.
انتخب نائبًا لرئيس المكتب السياسي في دورتين سابقتين ومن ثم رئيسًا للمكتب السياسي امس السبت.
رأى المحلل والكاتب السياسي، إبراهيم المدهون، في انتخاب إسماعيل هنية رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس، “مكسب وطني”، مؤكدًا أن “هنية شخصية وطنية، وصاحب كاريزما وله حضور وقادر على الموائمة ما بين تعقيدات الواقع الوطني والواقع الداخلي، وقادر على اتخاذ قرارات جريئة”، وفق قوله.
وشدد في حديث لـ “قدس برس”، على أن “إسماعيل هنية، كان من أقوى المرشحين والأقدر على أن يتجاوز الكثير من المعيقات، وحضوره على رأس حركة حماس يُعطي بعدًا وطنيًا متوازنًا، ستستفيد منه الحركة الوطنية الفلسطينية بشكل عام”.
وأشار إلى أن حركة “حماس” رغم الملاحقات والتضييق والاستهداف حافظت على دورية الانتخابات، “وهي قادرة على أن تفرز قيادات جديدة وقادرة على التجديد في مفاصلها”.
واعتبر المدهون أن “ترك خالد مشعل رئاسة المكتب السياسي طوعًا والتزامًا بالنظام الداخلي للحركة، وهو في قمة شبابه وعطائه ستكون سابقة في الساحة الفلسطيني، وستكون فارقة وستعتبر نموذجًا”.