الابحاث العلمية تثبت ان تدخين النرجيلة اشد ضرراً من السيجارة

 

أصبح تدخين الشيشة أو النرجيلة موضة العصر بين شباب مجتمعنا، فبدل حلقات العلم والتباحث التي كانت تعقد بات شبابنا يجتمعون كل يوم ليتبادلوا أنابيب النرجيلة بينهم، في قناعة منهم أن تجربتهم هذه ممتعة وأفضل شيء قد يقومون به في أوقات فراغهم، والأنكى من ذلك ان هناك اعتقادا سائدا بين 44% من شباب هذا الجيل بأن تدخين النرجيلة أقل ضرراً من تدخين السيجارة، لكن الحقيقة المروعة تقول بأن الأبحاث العلمية أثبتت بالدليل القاطع أن تدخين النرجيلة أكثر ضرراً من تدخين السجائر بعشرات المرّات.

لماذا يعتقد الشباب بأن تدخين النرجيلة أكثر أماناً؟

كثيرون لديهم اعتقاد خاطئ بأن تدخين التبغ عبر تمريره بالماء كما في النرجيلة يجعله سليماً وأقل ضرراً، هذا الاعتقاد الخاطئ  نشأ لأول مرة في القرن الخامس عشر عندما أراد طبيب يدعى حكيم أبو فيث أن يجعل تدخين الشيشة أكثر أمناً، فقال أن لديه اعتقاد بأنه اذا مرّ دخان التبغ من خلال مصفاة “فيلتر” سيكون أكثر أمنا، حتى أنه ابتكر وعاء صغير من الماء ليجعل الدخان يمر من خلاله. ومع ذلك، فإن البحوث الحديثة تنص على أن تصفية دخان التبغ من خلال الماء البارد لا يجعلها أكثر أماناً بتاتاً.

هذا الاعتقاد القديم لطبيب في القرن الخامس عشر، جنبا إلى جنب مع شكل النرجيلة بأنابيبها المائية الغريبة المظهر ومزيج من رائحة حلوة، وخليط من دبس العسل والفاكهة المجففة، بالإضافة إلى الإعلانات الخادعة ونقص المعلومات لدى الناس حول مخاطر تدخين النرجيلة، خدع الشباب وثبت لديهم الاعتقاد بأن التدخين النرجيلة غير مؤذية، بينما ومن ناحية أخرى ينتشر وعي واسع النطاق حول مخاطر تدخين السجائر، لذا لا عجب أن يكون الشباب قد اعتنقوا ذاك الاعتقاد القائل بأن تدخين النرجيلة بديل أكثر أماناً لتدخين السجائر.

مدخنو النرجيلة يستنشقون أضعاف ما يستنشقه مدخن السيجارة وذلك بسبب أن مدة تدخين النرجيلة هي أطول بكثير من فترة تدخين السيجارة فجلسات النرجيلة تطول، حيث يمكن أن تستمر إحدى الجلسات لساعات يستنشق فيها مدخن النرجيلة كمية كبيرة من دخان التبغ، فضلا عن دخان غيره من المدخنين بجانبه فالجلسات لا تحلو إلا مع الأصدقاء.

 

وأشار تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية الى أن الدخان الذى يتم استنشاقه فى جلسة نموذجية للنرجيلة لمدة ساعة يمكن أن يساوي 100 سيجارة أو اكثر، ويدعي التقرير أيضا أنه حتى بعد مرور دخان النرجيلة بالمياه فإنه يظل يحتوي على مستويات عالية من المواد الكيميائية المسببة للسرطان. قد يحتوي هذا الدخان أيضا على الفحم المحترق أو الخشب الأمر الذي يمكن أن يزيد من المواد الكيميائية فيه مما يسبب السرطان وأمراض القلب.

دخان النرجيلة يمكن أن تحتوي على:

* القطران المسرطن  36 مرة أكثر من دخان السجائر.

* ما يصل إلى 15 مرة أكثر من أول أكسيد الكربون.

* مستويات أعلى من الرصاص والنيكل والزرنيخ.

* سيانيد الهيدروجين وحفنة كاملة من المواد المسببة للسرطان.

* النيكوتين، وهي مادة كيميائية تسبب تأثير الإدمان.

بالإضافة إلى ذلك فإن النرجيلة تحتوي على التبغ، وبالتالي فإنها ترتبط بنفس الأمراض الخطيرة والمهددة للحياة التي تسببها السجائر، مثل السرطان وأمراض القلب وأمراض الرئة وغيرها الكثير.

وهذا ليس كل شيء، فإن الدراسات أثبتت انه إذا لم يتم تنظيف أنابيب الشيشة بشكل صحيح ومستمر، فإن تقاسمها ومشاركتها مع الآخرين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض، مثل السل والتهاب الكبد والتهاب السحايا وغيرها من الأمراض المعدية.

لذا وبما أن تدخين النرجيلة يستغرق وقتاً أطول فهذا يستلزم استنشاق المدخن لكميات أكبر من الدخان وبالتالي مستويات أعلى من السموم في أماكن اعمق في الرئتين ناهيكم عن مخاطر تقاسم نرجيلة واحدة بين أكثر من شخص وما يسببه ذلك أيضاً، لم يعد هناك مجال للشك بأن تدخين النرجيلة ليس كتدخين السجارة فحسب لا بل أكثر خطورة وأسوء بكثير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى