ترامب يستقبل محمود عباس بمودة وترحاب كأنه زعيم اسرائيلي

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس الأربعاء، عن ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، خلال استقباله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في البيت الأبيض.

وقال ترامب عقب اجتماعه بعباس “نريد إرساء السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وسنحقق ذلك”، مشيرا إلى أنه سيكون وسيطا بين الطرفين من أجل التوصل لهذا الاتفاق.

وطالب الرئيس الأمريكي الفلسطينيين بالتحدث بصوت واحد ضد التحريض وخطاب الكراهية.

من جانبه، قال رئيس السلطة الفلسطينية إن الخيار الاستراتيجي للفلسطينيين هو تحقيق سلام يقوم على حل الدولتين على أساس حدود 1967، مشددا على أنه يتطلع للعمل مع الرئيس ترمب لإنجاز الصفقة التاريخية.

وأضاف عباس أن الفلسطينيين يعترفون بدولة إسرائيل، وحان الوقت لأن تنهي إسرائيل احتلالها للشعب الفلسطيني وأراضيه، موضحا أن جميع قضايا الحل النهائي قابلة للحل بما فيها اللاجئين والأسرى وفق القانون الدولي.

وأكد على أن تحقيق السلام العادل يعزز المبادرة العربية، كما يعزز فرص إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية.

وتأتي زيارة عباس للبيت الأبيض بعد شهرين ونصف شهر من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكان الرئيس الأمريكي ترامب وجه الدعوة الى الرئيس الفلسطيني للقائه في البيت الأبيض، خلال مكالمة هاتفية أجراها مع “محمود عباس” في العاشر من آذار الماضي.

وقد رأى كاتب إسرائيلي أن الظهور المشترك “الدافئ” للرئيس ترامب، مع رئيس عباس، “يقلق” مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأوضح الكاتب الإسرائيلي دافيد هوروفيتس، وفقا لموقع “تايمز أوف إسرائيل”، أن “الرئيس الأمريكي، الذي كان يتوقع أن يكون متشددا تجاه الفلسطينيين أكثر من سلفه باراك أوباما، ظهر دافئا لطيفا، ومرحبا جدا بعباس”.

وأضاف الكاتب، “لقد خيب ترامب، الذي لم يمنح التفويض المطلق لبناء المستوطنات، ولم ينقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس —حتى الآن على الأقل- أمل نتنياهو مرة أخرى، لقد ظهر متساهلا جدا مع عباس”.

ويصر نتنياهو على أن “النظام الذي يقوده عباس يحرض على العداء تجاه إسرائيل، ويشجع العنف، وقد عبر نتنياهو عن غضبه من دفع السلطة الأجور لمنفذي الهجمات وعائلاتهم”، بحسب الكاتب الذي أكد أن “نتنياهو يعتبر عباس جزءا من المشكلة، وعقبة أمام السلام”.

وفي المقابل، اعتبر ترامب رئيس السلطة عباس “جزءا مركزيا وواقعيا من الحل وليس جزءا من المشكلة”، كما أنه أشاد بعباس لتوقيعه اتفاقية أوسلو في البيت الأبيض قبل 24 عاما، وعبر ترامب عن أمله بأن يقوم رئيس السلطة في المستقبل بالتوقيع على الاتفاق النهائي والدائم.

ونوه هوروفيتس إلى تصريحات ترامب التي أشاد فيها بعباس، حيث اعتبر الرئيس الأمريكي أن رئيس السلطة يقع في الطرف الجيد من مكافحة الإرهاب، ووصف ترامب العلاقة بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأجهزة الأمن الإسرائيلية بـ”العلاقة الجميلة التي لا تصدق”.

كما نبه ترامب إلى أنه “لا يمكن تحقيق السلام الدائم دون أن تتكلم القيادة الفلسطينية بصوت موحد ضد العنف الكراهية”، حيث اعتبر الكاتب الإسرائيلي أن هذا “انتقاد متساهل جدا، لم يكن هناك اتهام مباشر لعباس بأنه يقوم بأي خطأ، حتى أن ترامب تحدث عن رغبته بتعزيز الاقتصاد الفلسطيني”.

وتحدث ترامب عما وصفه بـ”المساهمات الفلسطينية للسلامة الأمريكية، ومن ضمنها ما وصفه بشراكات قائمة متعلقة بالأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب”، موضحا أنه “يريد تحقيق اتفاق سلام، وأنه سوف يفعل كل ما باستطاعته تحقيقه، ولكنه لن يفرضه”، وعلق الكاتب على ذلك بأن عباس “بدا راضيا جدا”.

وأوضح هوروفيتس أنه “بكل تأكيد كان هناك عمل كثير خلف الكواليس على مضمون ملاحظات ترامب قبل مؤتمره القصير مع عباس، كما أن لإسرائيل العديد من النقاط التي أرادت أن يتحدث عنها الرئيس ترامب.

وتابع، “من المرجح أن السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، شارك في هذه المباحثات، ويبدو أنه لم يتم التطرق إلى أي من المواضيع التي كانت تود حكومة نتنياهو سماعها”.

وختم الكاتب الإسرائيلي بقوله، “هذا المستوى الدافئ من ترحيب الرئيس الأمريكي، وفي حال كنت تغمض عينك ولم تعلم أن الرئيس الفلسطيني يقف بجانبه، لكنت اعتقدت أن ترامب، الذي تحدث بدفء كبير حول ضيوفه، كان يستضيف قائدا إسرائيليا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى