الأسرى.. وحّدهم الإضراب وفرّقتهم الخلافات السياسية والفصائلية
غزة- قدس برس
تسود حالة من التوتر خيمة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ 18 يوما، والمقامة في ساحة السرايا غرب مدينة غزة، بسبب مناوشات بين أنصار حركتي “فتح” و”حماس”.
المناوشات بدأت بعد منع الأمن في غزة أنصار حركة “فتح” من الخروج في مسيرة كانوا يعدّون لها دعما وإسنادا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تحت غطاء أنها دعما للأسرى في سجون الاحتلال، حيث كان من المقرر رفع صوره خلال هذه المسيرة، وفق رسالة بعث بها محمود العالول, نائب رئيس الحركة إلى أحمد حلس عضو اللجنة المركزية للحركة في قطاع غزة، وحصلت “قدس برس” على نسخة منها.
من جهته، أوضح عبد الله أبو سمهدانة، القيادي في حركة “فتح” بغزة, أنهم أبلغوا قيادة حركة “فتح” رسميا بعدم القيام بهذه المسيرة التي قال إنها مساندة للأسرى مهما كانت الظروف وذلك بسبب ملاحقة الكثير من كوادر الحركة واعتقال واستدعاء عدد منهم.
وأكد أبو سمهدانة لـ “قدس برس” أن الأمن في غزة طالب الحافلات بعدم نقل المتظاهرين متسائلا لماذا يتم منع مسيرة مؤيدة للأسرى.
وفي رده على سؤال إن هذه المسيرة كان يفترض أن تكون دعما وتأييدا للرئيس محمود عباس وليس للأسرى قال: “كل المسيرات التي تنظمها حركة فتح ترفع صور الرئيس محمود عباس سواء كانت دعما للأسرى أو لأي قضية أخرى، وهذه من فلسفة الحركة”، وفق قوله.
وقد حاولت “قدس برس” الاتصال بالناطق باسم الداخلية في غزة إياد البزم للتأكد من نبا الاعتقالات والاستدعاءات إلا أنه لم يرد على الهاتف.
وتبادلت الحركتان الاتهامات لحرف بوصلة إضراب الأسرى حيث أكدت اللجنة المركزية لحركة “فتح” أن حماس تحاول حرف بوصلة مسيرة إضراب الأسرى من خلال ممارساتها في غزة ضد كوادر فتح.
وقالت اللجنة في بيان لها عقب اجتماعها امس الأربعاء في مدينة رام الله: “لن تقف مكتوفة الأيدي فيما حماس تعمل على تعطيل مسار الحركة الأسيرة، وإسقاط ما تم رفعه من إنجازات لصالحها”.
من جهته، اعتبر سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة بيان اللجنة المركزية لحركة “فتح” بأنه هو قلب للحقيقة.
وقال في تصريح مكتوب له: “هناك تعليمات صدرت من فتح لأنصارها باستغلال إضراب الأسرى لتشجيع الناس للخروج دعما لعباس قبيل لقائه مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب”.
وأضاف يقول: “إن أبناء حماس هم في طليعة المشاركين بالإضراب، وغزة هي قبلة احتضان قضية الأسرى بعيداً عن عمليات التوظيف الرخيص من قبل البعض”.
وعلى الرغم من أن الفصائل الفلسطينية عقدت صباح امس الأربعاء مؤتمر صحفيا مشتركا في الخيمة للإعلان عن فعاليات جديدة لإسناد الأسرى ودخول أسرى جدد في الإضراب وقيام قادة الفصائل بزيارة الخيمة وتوجيه كلمات منها تؤكد على أهمية الوحدة الوطنية، إلا أن المناوشات تواصلت بين أنصار الحركتين.
وأكد زكي دبابش, منسق لجنة الأسرى التابعة للقوى الوطنية والإسلامية المشرفة على إقامة هذه الخيمة وفعالياتها، أنهم حريصون على أن تبقى الخيمة لإسناد الأسرى في سجون الاحتلال وعدم حرف بوصلتها بأي اتجاه.
وقال دبابش لـ “قدس برس”، “إن حركة فتح حاولت حرف بوصلة هذه الخيمة من خلال مسيرة ستصل إلى الخيمة ترفع صور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس دعما وتأييدا له خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية وهو ما رفضناه وطلبنا منهم عدم القيام بذلك”.
وأضاف يقول: “نحن قبل ذلك تصدينا للتيار الإصلاحي لحركة فتح الذين حاولوا رفع صور القيادي المفصول في الحركة محمد دحلان بعدما أعلنوا عن سلسلة فعاليات لهم والتزموا ونفذوا فعلياتهم دون رفع صور دحلان، وهذا ينطبق على كافة التنظيمات الفلسطينية دون تمييز”.
وتابع: “اليوم نحن نرفض حرف بوصلة هذه الخيمة مهما كانت المبررات فهي لإسناد الأسرى وفقط يرفع فيها صور الأسرى وأعلام فلسطين”.
وأشار دبابش إلى أنه تم حل الإشكالية البسيطة التي وقعت في الخيمة وعاد الهدوء إليها.
ويخوض قرابة الـ 1600 أسير فلسطيني؛ منذ 17 نيسان الماضي، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، يهدف لتحقيق جملة مطالب؛ أبرزها: إنهاء سياسة العزل، وسياسة الاعتقال الإداري، إضافة إلى المطالبة بتركيب تلفون عمومي للأسرى الفلسطينيين، للتواصل مع ذويهم، فضلا عن عدد من المطالب الخاصة وأخرى تتعلق بزيارات ذويهم.
وتحتجز إسرائيل في سجونها 6500 معتقل فلسطيني موزعين على 22 سجنًا، ومن بينهم 29 معتقلًا مسجونون منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، و13 نائبًا، و57 امرأة فلسطينية، ومن ضمنهن 13 فتاة قاصر، ويخضع للاعتقال الإداري من بينهم 500 معتقلا.