بعد افلاسها السياسي والاعلامي.. الفضائيات الخليجية توشك على الافلاس المالي

بعد الافلاس السياسي والاعلامي للفضائيات النفطية الخليجية, جاء دور الافلاس المالي والاداري, حيث أصدرت شبكة الجزيرة القطرية سلسلة قرارات إدارية جديدة قالت إنها تأتي في إطار “تطوير البنية الهيكلية للشبكة لتحقيق أعلى مستويات الفاعلية والكفاءة”، وتتضمن نقل تبعية إدارات قائمة لإدارات أخرى وإلغاء إدارات ودمج أخرى.

وهذه ليست المرة التي تتخذ فيها الجزيرة قرارات من هذا القبيل منذ تأسيسها في العام 1996، حيث أقدمت في العام 2015 ضمن ما سمتها “خطتها لتطوير خدماتها” بإنهاء عقود العشرات من الموظفين في مختلف قنواتها وإداراتها شملت مذيعين وإعلاميين وفنيين ومهندسين.

وبحسب تعميم داخلي صادر عن مدير عام الشبكة بالوكالة مصطفى السواق بتاريخ 1-5-2017، فإن القرارات جاءت “بعد دراسة مكثفة ومفصلة للهيكل الحالي ولاحتياجات الشبكة المستقبلية”، لافتا إلى أن هذه التعديلات على الهيكلية الحالية للشبكة هي مرحلة أولى.

وتشمل القرارات في التعميم – وفقا لموقع “عربي21” القطري– على تسعة بنود، في مقدمتها ما يتعلق بالقطاع الرقمي بالشبكة، حيث تقرر نقل الإدارات الواردة في التعميم لتكون ضمن القطاع الرقمي وتحت إشراف المدير التنفيذي للقطاع.

والإدارات المشار إليها في البند الأول هي إدارة الموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة وفرق تشغيل منصات التواصل الاجتماعي، وقسم موقع الجزيرة باللغة الإنجليزية وفرق تشغيل منصات التواصل الاجتماعي، والموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة مباشر وفرق تشغيل منصات التواصل الاجتماعي، وإدارة موقع الجزيرة-البلقان وفرق تشغيل منصات التواصل الاجتماعي، وإدارة التوزيع الرقمي من قطاع الهوية، والأقسام والاختصاصات والوظائف التابعة لدائرة المنصات المؤسسية والرقمية المسؤولة عن تطوير ودعم المواقع الإلكترونية المذكورة.

وقررت الشبكة إلغاء إدارات في القطاع القانوني وإلغاء وظائف في قطاع الموارد البشرية ونقل تبعية إدارات ودمج أخرى، كما تقرر إلغاء دوائر في قطاع المشاريع وإلغاء دوائر وإعادة هيكلة لأخرى في قطاعات التكنولوجيا والتشغيل والقطاع المالي وقطاع الهوية المؤسسية والاتصال الدولي ودائرة التدقيق الداخلي وقطاع الاستراتيجية والتطوير.

اما بخصوص فضائيتي “العربية” السعودية و”سكاي نيوز” في ابو ظبي, فما زال مئات العاملين فيهما يترقبون إنهاء خدماتهم ضمن حملة (تفنيشات) واسعة سوف تشمل مدراء وصحفيين وفنيين عاملين في مختلف الأقسام.

فمن المتوقع أن تُصدر إدارة قناة العربية التابعة لمجموعة “أم بي سي” قائمة تضم العشرات من العاملين، بمن فيهم صحفيون ومذيعون وفنيون ومصورون، ليتم تسريحهم من وظائفهم، حيث بات في حكم المؤكد أن عددا قد يصل إلى 100 شخص سيتم الاستغناء عنهم خلال الأيام أو الأسابيع القادمة، لكن الأسماء لا تزال غير معروفة.

أما  في قناة “سكاي نيوز”، قد استغنت إدارة القناة بالفعل عن رئيس قسم وعدد من الصحفيين في خطوة أولى لموجة إنهاء خدمات، لكن الدافع وراءها، لم يكن ماليا كما هو الحال في قناة العربية، وإنما بسبب تقرير إخباري تضمن فضيحة من العيار الثقيل وتسبب بأزمة صامتة بين كل من السعودية والإمارات.

وفي تفاصيل الفضيحة التي هزت “سكاي نيوز” قبل أيام، والتي يجري التكتم عليها، فإن القناة بثت تقريرا في نشراتها الإخبارية يتحدث عن تراجع اقتصادي كبير في السعودية، ويقول بأن المملكة قد تضطر لتعويم الريال السعودي بما سيؤدي إلى انهيار سعر صرفه في الأسواق، وهو ما أغضب مسؤولين سعوديين كبارا بينهم الأمير محمد بن سلمان، الذي اعتبر بأن القناة المملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي والتي يديرها وزير إماراتي تتعمد الإساءة للمملكة.

ويسود الاعتقاد حاليا بأن إدارة “سكاي نيوز” ستطيح بعدد كبير من العاملين في القناة، ومن بينهم مديرها العام الأردني نارت بوران، وغيره من المديرين والصحفيين ورؤساء الأقسام.

وذكرت تقارير صحفية أن “سكاي نيوز” قد طردت أحد رؤساء الأقسام، كما استغنت عن المذيعة زينة اليازجي، واستغنت عن عدد آخر من العاملين، فيما يسود الاعتقاد بأن القائمة الكاملة للتفنيشات ستظهر خلال الأيام القادمة.

أما قناة العربية التي تنتظر وجبة جديدة من التسريحات خلال أيام وربما أسابيع، فكانت قد استغنت في مثل هذا الوقت من العام الماضي عن نحو أربعين من العاملين فيها، من بينهم الصحفي السعودي ناصر الصرامي، والسعودي غالب درويش، والسوداني نبيل بن شريف الذي أمضى أغلب حياته المهنية في القناة، كما جاءت تلك التسريحات من المقر الرئيسي للقناة في أعقاب إغلاق مكتب قناة العربية في بيروت الذي لا زال مغلقا حتى الآن، وقبل بثلاث أسابيع إغلاق مكتب القناة في قطاع غزة، ولا يزال مغلقا حتى اللحظة.

وبحسب المعلومات المتداولة صحفيا، فإن وجبة التسريحات الجديدة ستطال عاملين في القناة بمقرها دبي، وفي مكاتبها حول العالم أيضا، أما السبب الرئيسي وراء ذلك، فيبدو أن له علاقة بالوضع المالي للقناة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى