اضراب الاسرى الفلسطينيين مستمر لليوم الـ 15 رغم التجاهل الاسرائيلي
أكد الدكتور رأفت حمدونة, المختص بالشأن الاسرائيلى وشؤون الأسرى اليوم الاثنين أن دولة الاحتلال ترتكب حماقة كبيرة بتجاهل مطالب الأسرى الأساسية والانسانية التى تأتى في سياق الاتفاقيات والمواثيق الدولية والقانون الدولى الانسانى.
وأضاف د. حمدونة يقول : أن هذا التجاهل قد ضاعف وحدة الشعب الفلسطينى بكل فئاته وشرائحه ومؤسساته الرسمية والأهلية والقوى الوطنية والاسلامية خلف اكبر قضية وطنية وأخلاقية وقومية ودينية وانسانية، وأعاد الاعتبار لقضية الأسرى ومسيرة الاضرابات المفتوحة عن الطعام ، ودوَّل ملف الأسرى على المستوى العربى والدولى .
وقال د. حمدونة إن دولة الاحتلال بتجاهل مطالب الأسرى ستدفع ثمن هذا التسويف بتأجيج انتفاضة الأسرى ، وتذهب باتجاه تدهور الأوضاع الأمنية واستهداف الجيش والمستوطنين ، مؤكداً أن إدارة السجون وحكومة الاحتلال تقف عاجزة أمام صمود الأسرى المضربين وتقوم بإجراءات قمعية لثنيهم عن خطوتهم الاستراتيجية ، بمنع زيارة المحامين في محاولة لعزلهم عن العالم الخارجى ، واعلان حالة الطوارىء داخل طواقمها ، وسحبت ممتلكات الأسرى المضربين ، وأبقت على الفرشة وغطاء للأسير بعد نقله لأقسام ممتلئة بالحشرات بلا رعاية صحية ، وصادرت الأغراض من الغرف والكهربائيات وخاصة التلفاز والراديو ومنعت الصحف ، ونقلت قيادة الاضراب إلى عزل انفرادى ، وصادرت الملح من داخل الغرف ، وقامت بالتفتيشات والاقتحامات والنقليات المرهقة ، وقلصت ساعات الفورات ، وغير ذلك من اجراءات .
وأضاف د. حمدونة أن كل تلك الاجراءات لم ولن تؤثر على معنويات الأسرى المضربين الذين أكدوا من خلال بيان لهم على عدالة قضيتهم ، واستمرارهم في اضرابهم حتى تحقيق مطالبهم ، وأكد أن الأسرى طلاب حرية وأسرى حرب وفق حق تقرير المصير للشعوب الواقعة تحت الاحتلال ، وأن مطالب الأسرى انسانية وأساسية نصت عليها الاتفاقيات والمواثيق الدولية .
ودعا د. حمدونة لتدويل ملف الأسرى ، وتجاوز الخطاب المحلى للخطاب الدولى بلغات متعددة ، واظهار انتهاكات الاحتلال بحقهم في كل تفاصيل حياتهم ، وناشد المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية ومجموعات الضغط الدولية للقيام بواجبها بحماية الاتفاقيات الدولية والضغط على الاحتلال للالتزام بها ، والتجاوب مع مطالب الأسرى .
على هذا الصعيد فقد تواصلت الفعاليات والوقفات الشعبية المُساندة لإضراب هؤلاء الأسرى، على الصعيدين المحلي والدولي.
ويخوض قرابة الـ 1600 أسير فلسطيني إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لليوم الـ 15 تواليًا (بدأ في 17 نيسان الجاري والذي يُصادف يوم الأسير الفلسطيني)، تنديدًا بسياسات إدارة السجون وبهدف تحقيق عدد من حقوق الأسرى.
وقد شاركت أعداد كبيرة في مدن وعواصم أوروبية من أبناء الجاليتين الفلسطينية والعربية، وممثلي المؤسسات الأوروبية الصديقة والمناصرة للشعب الفلسطيني، بفعاليات التضامن مع الأسرى المضربين.
وقد نُظمت في العاصمة الالمانية برلين مؤخرًا، وقفة تضامنية مع الأسرى أمام بوابة برلين التاريخية “براندنبورغ”، بدعوة من مؤسسات فلسطينية وعربية.
وانطلقت سلسلة بشرية تضامنية يوم الجمعة الماضي، حمل خلالها المتضامنون الشموع، إلى جانب الأعلام الفلسطينية، وصور الأسرى، والرسومات المعبرة عن معاناتهم.
كما شهدت مدينتا مالمو ولاندسكرونا في السويد، فعاليات تضامنية، حيث تم التوقيع على عريضة تطالب المعنيين في السويد سياسيين ومؤسسات العمل، بإدانة ما يتعرّض له الأسرى من ممارسات خارج نطاق القانون، والضغط على تل أبيب للإنصياع لمطالب الأسرى العادلة.
وفي العاصمة البلجيكية بروكسل، نظمت الجالية الفلسطينية وقفة تضامنية دعمًا للأسرى، بمشاركة كل من “التحالف الأوروبي لنصرة الأسرى الفلسطينين”، و”لجنة دعم الديمقراطية بتونس”، ومؤسسات أخرى.
وفي العاصمة الاسبانية مدريد، أقيم تجمع لأبناء الجالية الفلسطينية وشخصيات وفعاليات مدنية وإنسانية تضامنًا مع الأسرى.
كما خرجت فعالية أخرى في العاصمة الفرنسية “باريس”، منددة بانتهاكات الاحتلال وداعمة لمطالب الأسرى، إلى جانب العديد من الفعاليات التي شهدتها العواصم الأوروبية دعمًا للأسرى الفلسطينيين.
وفي السياق، أكد مدير دائرة الشرق الأوسط وأفريقيا، في وزارة الخارجية الباكستانية، تسور خان، أن جمهورية باكستان الإسلامية تقف إلى جانب الأسرى الفلسطينيين وتساندهم لنيل حقوقهم المشروعة.
وأفاد بأن الحكومة الباكستانية، ستقوم فورًا بإصدار البيانات السياسية التي تساند الأسرى في قضيتهم العادلة، لتحريك الرأي العام الباكستاني للوقوف لجانب إخوانهم الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
تصريحات خان، جاءت خلال لقاء مع السفير الفلسطيني لدى باكستان، وليد أبو علي، والذي أطلع المسؤولين الباكستانيين على الأوضاع السيئة التي يعانيها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال ومطالبهم العادلة، والانتهاكات الإسرائيلية التي تمارسها إدارة السجون بحقهم.
ميدانيًا، شارك الفنان الكوميدي والناقد السياسي الساخر مارك توماس، والمخرج جو دوغلاس، وكلاهما بريطانيان، امس الأحد، في خيمة الاعتصام وسط مدينة رام الله، وطالبا الشعب البريطاني، بإظهار دعمه للشعب الفلسطيني والأسرى.
ودعا الفنانان البريطانيان نظراءهما من الإسرائيليين للوقوف في وجه الحكومة الإسرائيلية، وشبها الاحتلال الإسرائيلي بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا.
وأصدر تجمع الأطباء الفلسطينين في أوروبا بيانًا، أعرب خلاله عن قلقه واهتمامه البالغ بالأنباء الواردة من السجون الإسرائيلية والتي تشير لتدهور صحة عدد كبير من الأسرى المضربين.
وحمّل التجمع، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي تدهور يطرأ على صحة الأسرى، معتبرًا أن المماطلة في الاستجابة الفورية لمطالب المضربين العادلة، “يستهدف إطالة أمد الإضراب بهدف انهاك الأسرى جسديًا والاتجاه إاعدامهم ببطء”.
وأبدى الأطباء استعدادهم للمساهمة الفورية مع المؤسسات الصحية الدولية في تقديم الرعاية والفحوصات الطبية وتوفير العلاج اللازم للأسرى.
ويهدف إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لتحقيق عدد من الحقوق، أبرزها: إنهاء سياسة العزل، وسياسة الاعتقال الإداري، إضافة إلى المطالبة بتركيب تلفون عمومي للأسرى الفلسطينيين، للتواصل مع ذويهم، و مجموعة من المطالب التي تتعلق في زيارات ذويهم، وعدد من المطالب الخاصة في علاجهم ومطالب أخرى.