“أنا من أهوى”.. شعر يخط رحيق الحب فوق صفحات صوفية
يرصد الشاعر المصري أحمد الشهاوي في ديوانه الجديد “أنا من أهوى.. 600 طريق للعشق” ظلال الحالات النفسية للحب المرتبطة بالتضحية والعطاء والإيثار بكتابة قريبة من أسلوب المتصوفين.
وتصوغ قصائد الديوان الصادر حديثاً عن الدار المصرية اللبنانية معاني ووجدانيات تلامس رحيق الحب بمسحة صوفية تعاين اللحظة الإنسانية التي يذوب فيها الإنسان ولهاً.
ويلتقط صاحب “الوصايا في عشق النساء” و”كتاب العشق” انعكاسات حالة الحب التي ترتبط بالصد والنكران أيضا وهي الحالة بوصف الفيلسوف هيغل لا تتعدى “شجار العشاق” في افتعال المناكفة التي تفضي للسعادة.
ويعيد الشهاوي في “أنا من أهولى” كتابة المشاعر الإنسانية النبيلة، والرغبات الجسدية بعيدا عن الابتذال في التعبير والتصوير، حيث يغوص في أعماق النفس البشرية بأسلوب مبتكر وجديد ليتعامل مع النفس بكل تقلباتها احتراما لبشريتها وخصوصيتها.
يقدم الشهاوي الكتاب باقتباس للحلاج:
“أنا من أهوى ، ومن أهوى أنا، نحن روحان حللنا بدنا”، ويقول “هنا بعض نفسي، أو جزء من كلي وهو يضاعف وصايا التركية إليف شافاق في روايتها قواعد العشق الأربعون”.
ستمئة من شذوري
وانا أعرف أنك مشغول/ة بغير ما أنا فيه
إقرأ النص كأنك كاتبه واصبر على الحرف لأنه منك
فقد تجد روحك غرقى في سطر ما.
يقسم الشهاوي فصول الكتاب بأسماء الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة ومنها آية الكهرمان، بهجة الياقوت، زمرد الجنة، سورة اللؤلؤ، شذور الذهب، ونثر الماس، ويذهب في كتابة النص لأشعار المتصوفة التي تطهر النفس والروح وتوحد الإنسان بالكون.
ومن أجواء المجموعة الشعرية التي جاءت في 262 من القطع المتوسط:
الحب لا يتشابه لأن جواهر القلوب مختلفة
وإن صممها خالق واحد.
ومنها:
ما الحب إلا تحرير الروح من بؤر السواد التي علقت فيه
ومسح الشوائب المترسبة من غليانها تحت نار الوجع والأحزانز
وأحمد الشهاوي من مواليد دمياط 1960، تخرج في قسم الصحافة من آداب سوهاج بأسيوط، وحصل على عدد من الجوائز وترجمت بعض أعماله إلى لغات أخرى وتناول شعره العديد من أطروحات الماجستير والدكتوراه في الجامعات المصرية والعربية.
ومن إصداراته “الأحاديث” في السفر الأول والسفر الثاني، “باب واحد ومنازل”، “أحوال العاشق” وغيرها، وأصدر له مهرجان الشعر العالمي في روتردام كتابيْ مختارات شعرية باللَغتين الإنكليزية والهولندية.