الباباوان تواضروس وفرنسيس ينهيان خلافاً بين كنيستيهما دام 16 قرناً
في حين تتعمق الخلافات المذهبية المفتعلة بين السنة والشيعة في دار الاسلام, وقع مساء امس الجمعة، بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، وبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا تواضروس الثاني، اتفاقاً من 12 بنداً، كان أبرز ما فيه هو “عدم إعادة سر المعمودية الذي تمَّ منحه في كلٍّ من كنيستينا لأي شخص يريد الانضمام للكنيسة الأخرى”.
وجاءت عملية التوقيع خلال خلال زيارة بابا الفاتيكان للكنيسة القبطية، ضمن برنامج رحلته الأولى لمصر. وقد شهدت هذه الخطوة معارضة من قبل بعض الأساقفة وأتباع الكنيسة الأرثوذكسية في مصر.
والمعمودية هي أحد الأسرار الـ7 للكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، وتمثل طقس دخول الإنسان للمسيحية. وتعد اقتداء بمعمودية المسيح في نهر الأردن، ويتمثل طقسها في أن الآباء الكهنة يغطسون الأطفال 3 مرات داخل إناء ممتلئ بالماء مرددين باسم “الأب والابن والروح القدس”، يأتي ذلك بعد تلاوة الصلوات الخاصة بالمعمودية وهي “تقديس الماء، صلاة الشكر، قانون الإيمان، صلاة تطهير الأم”، ثم “الرشم بزيت الميرون المقدس”
ويقضى الاتفاق باعتراف الكنيسة المصرية بمعمودية الكنائس الأخرى، حيث كانت الكنيسة المصرية لا تعترف بمعمودية الكنائس الأخرى، وتلزم المسيحي الذي يتحول إليها من أي كنيسة أخرى بإعادة التعميد وفقا لطقوسها.
ويعد هذا الاتفاق خطوة غير مسبوقة بين الكنيسة الكاثوليكية في روما، وكنيسة الإسكندرية القبطية الأرثوذكسية منذ الانشقاق الثانية في القرن الـ5، خلال فعاليات المجمع المسكوني في مدينة خلقدونية، عام 451م.
والمجمع المسكوني هو مجموعة من اللقاءات الكبيرة التي جمعت رؤساء وأساقفة الكنائس المسيحية حول العالم، لبحث “المشاكل التي تطرأ على الإيمان المسيحي من البدع”. بدأ أول مجمع مسكوني في مدينة نيقية عام 325م، بحضور 318 أسقفاً.
ويضم المجمع المسكوني 7 لقاءات، تعترف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأول 3 منها، ولا تعترف بالبقية التي عقدت بعد انشقاقها.