القاهرة تستضيف امير شعراء روسيا.. ألكسندر بوشكين

أقيمت امس الاربعاء مراسم نصب تمثال الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين في حديقة الحرية بالقاهرة, وذلك بحضور السفير الروسي سيرغي كيربيتشينكو ونائب وزير الثقافة المصري ومحافظ القاهرة.

وقد تم نصب هذا التمثال بمبادرة من جمعية خريجي المنشآت التعليمية الروسية العليا والمركز الروسي للعلوم والثقافة.

وقال أيمن ناجي, نائب وزير الثقافة المصري أن اختيار حديقة الحرية لنصب التمثال كان عن قصد لأنها تحتوي تماثيل لشخصيات بارزة في حركات التحرر الوطني من بلدان مختلفة إلى جانب تمثال “أمير الشعر الروسي”.

وقال ألكسي تيفانيان, رئيس المركز الروسي للعلوم والثقافة: إن التمثال هو الثالث للشاعر الروسي العظيم في الأراضي المصرية غير أنه أول تمثال نصفي ينصب في حديقة مصرية عامة يزورها آلاف المصريين الأمر سيعزز العلاقات الثقافية بين الشعبين.

وأضاف تيفانيان أن القائمين على المركز الروسي يحاولون تنفيذ برامج طويلة الأمد اعتمادًا على أواصر المحبة لاستمرار تاريخ طويل من العلاقات بين الشعبين.

كما كان قد تم تدشين تمثال للموسيقار الروسي ريمسكي كورساكوف في موقع مسرح الأوبرا القومي في القاهرة نهاية العام الماضي.

جدير بالذكر ان الاسم الكامل لشاعر بوشكين هو الكسندر سرجييفيتش بوشكين ولد في موسكو 6 حزيران عام 1799 في مدينة سانت بطرسبورغ وتوفي في 10 شباط 1837 وهو شاعر وكاتب روائى ومسرحى ويعتبر أبا الأدب الروسي.

ويعد “بوشكين” من أعظم الشعراء الروس في القرن التاسع عشر كما لقب بأمير الشعراء ودراسة هذا الشاعر تحديدا تدفع إلى دراسة الأدب الروسي جملة وتعرّف مراحل القيصرية الروسية منذ “بطرس الأول” حتى “نيقولاي الأول” وكذلك معرفة الحوادث التاريخية التي وقعت في النصف الأول من القرن التاسع عشر.

وقد عُرف العهد الذي عاش فيه بوشكين بعهد الاستبداد الاجتماعي؛ إذ كانت السلطات مركزة بين يدي القيصر والنبلاء. ونشأ الشاعر الروسي الكبير في أسرة نبلاء كانت تعيش حياة الترف واللهو تاركة أمر الاعتناء بالطفل بوشكين إلى الخدم والمربين الذين كانوا عرضة للتغيير دائمًا إلى جانب عدم إتقانهم اللغة الروسية إتقانًا تامًّا وكان أبوه مولعا بالأدب فساعد ذلك على ظهور موهبته الشعرية مبكرًا بالإضافة إلى ذكائه وذاكرته الخارقة.

تلقى بوشكين تعليمه في معهد النبلاء للتعليم الثانوي والعالي معا ولاحظ الكثير من أساتذته موهبته العالية في نظم الشعر وقد تميزت أحاسيسه بالقوة كما حدثت بعض الوقائع التاريخية في أثناء دراسته بالمعهد مثل: انخراط روسيا المكثف في السياسة الأوروبية وغزو نابليون لروسيا وحرق موسكو وسقوط باريس والقبض على نابليون ونفيه. كل ذلك دفع بوشكين إلى المطالبة بالحرية في روسيا.

وأثرت سنوات دراسة بوشكين في تعزيز نزعته الأدبية والسياسية كما كتب العديد من القصائد الشعرية في أثناء دراسته بالمعهد مثل: “أمنية” و”رسالة إلى يودين” وبعد أن تخرج من المعهد أُسندت إليه وظيفة في وزارة الخارجية الروسية.

وعُرف عن بوشكين حبه للتجديد في شعره الذي كان يهدف من خلاله إلى إطاحة القيصرية وكتب الكثير من المؤلفات التي عبّرت عن الحياة الثقافية والاجتماعية في روسيا في ذلك الوقت وانضم إلى بعض الجمعيات السرية من مثل “المصباح الأخضر” و”إرزاماس” وانعكس حبه للحرية والعدالة في كتاباته مثل: “إلى تشاداييف” و”حكايات” و”القرية” كما كتب العديد من القصائد الشعرية مثل: “الأسير القوقازي” و”الأخوة الأشرار” و”النور”.

وفي تشرين الثاني عام 1825 توفي “ألكسندر الأول” فجأة وتولى “قسطنطين” الحكم الذي تخلى عنه لأخيه نيقولاي ولم يكد “نيقولاي” يعتلي العرش حتى هبت ثورة “الديسمبرين” في 14 كانون الأول عام 1825 التي تعد أول حركة ديمقراطية منظمة في روسيا وكان بوشكين منحازا للديسمبرين ونتج عن هذه الثورة إعدام بعض زعمائها شنقاً ونفي آخرين إلى مجاهل سيبريا ولم يستطع القيصر نيقولاي أن يجد في مؤلفات بوشكين ما يشير إليه أو إلى سياسته فنقله من موسكو إلى قرية “ميخايلوفسك” مستخدمًا معه أسلوب اللين والمراوغة.

وكان ألكسندر بوشكين من أوائل من ترجم القرآن الكريم إلى اللغة الروسية. ولديه 9 أشعار مستوحاة من بعض السور والآيات القرآنية أطلق عليها اسم “محاكاة القرآن”.

وأراد القيصر أن يجعل بوشكين شاعر البلاط فيتغنى هذا بالسلطات الرسمية خالعًا عليها كل آيات الثناء والتمجيد واستطاع بوشكين بذكاء وحيلة التقرب من القيصر بالرغم من انتقاده له ولسياسته.

وفي عام 1831 تزوج بوشكين من أجمل فتيات روسيا “نتاليا نيقولايفنا جونتشاروفا” وأنجب منها 4 أبناء.

وقد توفي مقتولا في مبارزة له مع أحد النبلاء الفرنسيين كان يدعى “دانتيس”؛ دفاعا عن شرفه في وجه الشائعات حول علاقة زوجته “نتاليا” بهذا الشاب الفرنسي وكانت زوجته بريئة منها وحدث هذا في عام 1837 عن عمر يناهز 38 عاما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى