“داعش” واخواتها تتولى تفجير المخيمات الفلسطينية وعلى رأسها “عين الحلوة”
بيروت ـ قدس برس
تراقب جميع الجهات السياسية الفلسطينية واللبنانية تطورات الاوضاع في مخيم “عين الحلوة” بعد الاشتباك الأخير مع جماعة “بلال بدر”.
ويعتقد مراقبون ان الوضع هش وقابل للانفجار، لكن هناك جهات فلسطينية ولبنانية تعمل من أجل تهدئة الوضع وترسيخ الامن. مع وجود تحذيرات كبيرة وخطيرة من احتمال اندلاع موجة عنف غير مسبوقة ومن تداعياتها.
وقد أكد المسؤول الأمني لحركة “فتح” في لبنان اللواء منير المقدح في حديث مع “قدس برس”، اليوم الأحد، أن “الوضع الأمني في مخيم “عين الحلوة” بلبنان لا يزال هشا، وأن المواطنين الذين هجروا من ديارهم في المعارك الأخيرة ضد مجموعة بلال بدر لم يعودوا لديارهم بعد”.
وأضاف: “مازالت القوة الأمنية المشتركة، التي يترأسها بسام السعد، والخاصة بمخيم عين الحلوة فقط، لم تنتشر بعد بكافة الشوارع الرئيسية للمخيم، وربما هذا يحتاج لمزيد من الوقت وأيضا لدعم الفصائل لهذه القوات بمزيد من العناصر”.
وأكد المقدح أن “مطلب تفكيك ما يُعرف بحالة بلال بدر مازال أمرا مطلوبا، حتى يمكن طمأنة أهالي المخيم وإعادة الهدوء بشكل كامل”.
وحذّرت مصادر سياسية فلسطينية تحدثت لـ “قدس برس” وطلبت الاحتفاظ باسمها، من أن اندلاع موجة جديدة من العنف في عين الحلوة سيكون هذه المرة أوسع وأضخم وأخطر من الجولات السابقة بسبب احتمال تورط مجموعات وجهات اخرى في المواجهة واتساع دائرتها.
وأكدت هذه المصادر، أنه لا يمكن إبعاد الاوضاع الاقليمية والدولية عن التطورات المحلية، مع الأخذ بعين الاعتبار لتوجهات الادارة الامريكية الجديدة واستخدامها للقوة ومواجهتها لتيارات المقاومة اللبنانية والفلسطينية ومستقبل حل الازمة السورية ومستقبل المواجهة مع “داعش” في الرقة ودير الزور، واحتمال تأثر لبنان بذلك.
وأشار المصدر إلى أن الخسائر الفلسطينية واللبنانية من اية معركة في مخيم عين الحلوة هي خسائر كبيرة وضخمة تشبه فتح عش الدبابير.
كما حذّر من تداعيات التفاهم الامريكي ـ الإسرائيلي تجاه القضية الفلسطينية على مستقبل قضية اللاجئين وانهاء المخيمات، ويعتقد هذا الفريق ان اي انفجار للاوضاع في مخيم عين الحلوة سيؤدي الى تفكيك المخيم وتهجير الفلسطينيين وفرض التوطين باشكال مختلفة.
ودعا ذات المصدر، الأطراف المعنية بالأمن والسلم الأهليين في مخيم عين الحلوة وباقي المخيمات الفلسطينية، إلى البقاء ضمن دائرة المعالجة السياسية والامنية الفاعلة وتطويق العنف وابعاد الفلسطينيين واللبنانيين عن معركة مجهولة الابعاد تكثر فيها محاولات الاستخدام والاستثمار، على اعتبار أن الاوضاع الدولية والاقليمية والمحلية تستوجب المعالجة الفاعلة دون عنف مسلح.
وحذّر من أن “رفع مستوى العنف قد يؤدي إلى توريط جهات لبنانية في الصراع وتغذية النزاعات المذهبية والترويج للأفكار المتطرفة، كما سيرفع من احتمال دخول جهات متطرفة على الخط كي تقوم بتصفية حساباتها مع جهات دولية او اقليمية او محلية من خلال موقع مخيم عين الحلوة”.
تجدر الإشارة إلى أن الفصائل الفلسطينية كانت قد وقعت اتفاقاً لوقف إطلاق النار شهر الماضي، تضمن تشكيل قوة أمنية مشتركة لمتابعة وقف النار، مهمتها الانتشار في المناطق التي شهدت الاشتباكات، والاتصال بالمسلحين لإجبارهم على تنفيذ الاتفاق.
لكن ذلك لم يمنع من تجدد القتال مطلع نيسان الجاري بين القوة الأمنية المشتركة ومجموعة “بلال بدر” المتشددة في المنطقة، حيث أوقعت عشرات القتلى والجرحى.
وبلال بدر هو زعيم لمجموعة مسلحة، وكان ينتمي الى جماعة “فتح الإسلام” المتشددة. وتتضارب المعلومات بشأنه، حيث تتهمه جهات بأنه قريب فكرياً من تنظيم داعش، وأنه يقوم بتنفيذ اجندة خارجية دون تحديد هوية الجهة الخارجية.
ومخيم عين الحلوة أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بالقرب من مدينة صيدا جنوب لبنان، يؤوي نحو 80 ألف نسمة. وأما مخيم نهر البارد القريب من طرابلس، شمال لبنان، فيبلغ عدد سكانه أكثر من 38 ألف نسمة.