هكذا تسلل الموساد الى السودان لتسهيل تهجير يهود اثيوبيا
كشفت إسرائيل تفاصيل مثيرة جدا عن قرية بحرية ومنتجع للغطس، أنشأه جهاز الموساد في السودان مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
وكان هدف المنتجع يتمثل في المساعدة على تهجير آلاف اليهود الإثيوبيين سرا إلى إسرائيل.
وفي تحقيق نشره قبل يومين موقع “وللا” الإخباري الاسرائيلي، ذكر المعلق أورن نهاري أن قيادة جهاز الموساد قررت تدشين قاعدة في السودان على شاطئ البحر الأحمر للإشراف على نقل اليهود الإثيوبيين (الفلاشا) تحت غطاء مدني من أجل تقليص فرص الكشف عن المرامي الحقيقية لوجود رجال الموساد في المكان.
وبحسب التحقيق، فقد قامت خطة الموساد على أن تتقمص إحدى عميلات الموساد شخصية سيدة أعمال أوروبية، وتقوم بتدشين قرية بحرية لهواة الغطس على ساحل البحر الأحمر، يتمكن رجال الموساد من خلالها من إدارة عملية نقل اليهود من إثيوبيا إلى الصحراء السودانية ومنها إلى إسرائيل.
وينقل التحقيق عن داني ليمور ضابط الموساد الذي تم تكليفه بقيادة العملية، قوله إنه توجه إلى شابة يهودية إسرائيلية تحمل الجنسية الألمانية تدعى يولا باعل معروفة باهتمامها بهواية الغطس، وطلب منها الانضمام للموساد بهدف المساعدة في إنجاز مهمة نقل الفلاشا، على أن تكون هي المكلفة بتدشين القرية المائية والتعامل مع السلطات السودانية على أنها سيدة أعمال ألمانية.
وفي مقابلة أجراها معها نهاري، تقول باعل إنها وظفت عشرات العمال السودانيين وموظفات إرتيريات في المنتجع الذي استقطب عددا كبيرا من السياح من هواة الغطس، الذين كانوا لا يعرفون أنهم يعيشون وسط خلية من نشطاء الموساد وضباط من وحدة الكوماندوز البحري الإسرائيلية المعروفة بـ”القوة 13″.
وأشار التحقيق إلى أن رجال الموساد المتواجدين في المنتجع كانوا يتواصلون مع ضابط ارتباط من الموساد داخل إثيوبيا يقوم بإرسال الفلاشا في حافلات عبر الحدود في ليالي ظلماء بدون قمر مرة شهريا، في حين ينطلق رجال الموساد من المنتجع إلى نقطة في الصحراء السودانية قريبة، ويقومون بتنسيق وصول طائرة نقل عسكرية إسرائيلية تقوم بنقل الفلاشا مباشرة إلى إسرائيل.
وينقل التحقيق عن باعل قولها إنها من أجل منع إمكانية أن تتحرك السلطات السودانية ضد المنتجع، تعرفت على رجل أعمال سوداني ثري يقطن بالقرب من المنتجع حيث وافق على أن يتمركز عناصر أمن المنتجع، الذين كانوا من عناصر الموساد، على سطح منزله لاستكشاف تحركات السلطات.
وبحسب التحقيق، فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “CIA” كانت على علم بالمخطط، حيث كان ممثل “CIA” في الخرطوم يصل في أوقات متقاربة للمنتجع للاطلاع على سير تنفيذ الخطة.
وأقرت باعل بأنها سمحت بأن تتم ممارسات جنسية غير أخلاقية داخل المنتجع من قبل الزبائن.