تصاعد حدة التوتر السياسي والتراشق الاعلامي بين الاردن وايران
خلال الايام القليلة الماضية, تصاعدت موجة التوتر في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الاردن وايران, خصوصا بعد ان استدعت وزارة الخارجية الأردنية السفير الإيراني في عمان امس الاول وأبلغته احتجاجا شديد اللهجة على ما وصفته بالتصريحات المرفوضة والمدانة للناطق باسم وزارة الخارجية الإيراني بحق المملكة وقيادتها.
وقد اعتبرت الخارجية في تغريدة على حسابها في “تويتر” أن الانتقادات التي وجهها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي “تعكس محاولة فاشلة لتشويه الدور المحوري الذي تقوم بها المملكة في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين ومحاربة الاٍرهاب والتصدي لمحاولات بث الفتنة ورفض المتاجرة بالقضايا العربية وبمعاناة الشعوب العربية”.
كما أكدت الوزارة على ضرورة التزام إيران بعلاقة حسن الجوار مع الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها واحترام المواثيق والأعراف الدولية في تصرفاتها وتوجهاتها إزاء الدول العربية.
وقالت الوزارة في بيان لها إنها أبلغت السفير مجتبى فردوسي بور “احتجاجا شديد اللهجة على تصريحات مرفوضة ومدانة لناطق باسم وزارة خارجية إيران بحق المملكة وقيادتها”.
وأضافت أن تلك التصريحات “محاولة فاشلة لتشويه الدور المحوري الذي تقوم بها المملكة في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين ومحاربة الاٍرهاب وضلالته والتصدي لمحاولة بث الفتنة ورفض المتاجرة بالقضايا العربية”.
وفي تعليقه على هذا الموضوع قال السفير والدبلوماسي الأردني الأسبق فايز الربيع، لوكالة “سبوتنيك”، إن هذا التوتر الدبلوماسي بين البلدين لن يمر بشكل عابر دون حدوث تداعيات مستقبلية وذلك لوجود تقاطع في المصالح والاتجاهات والممارسات العملية بين البلدين لاسيما في ظل التطورات والأحداث الإقليمية الجديدة وانقسام المواقف تجاه الأحداث في عدة ملفات على رأسها موقف عمان وطهران المختلف تماما من الأزمة السورية، وزيارة الملك عبدالله الثاني الأخيرة لواشنطن وتأييد الأردن للضربة الأميركية الأخيرة في سوريا وترؤسه للقمة العربية التي حذرت طهران في بيانها الختامي من استمرار التدخل في شؤون الدول العربية.
وقد حذر السفير الربيع، من أن الموقف الأردني الذي ينتهج سياسة الحد الأدنى من التصعيد مع إيران، والنابع أصلا من الدبلوماسية الأردنية التي تميل للمهادنة وتجنب الصراعات مع كافة الدول، لن يستمر طويلا وهو الأمر الذي يصب في النهاية لمصلحة إسرائيل المستفيدة الوحيدة من الانقسامات بين الأمة الإسلامية ،على حد قوله.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، انتقد بشدة تصريحات الملك عبدالله الثاني، لوسائل إعلام أميركية خلال زيارته الأخيرة لواشنطن اتهم فيها إيران بدعم الإرهاب في المنطقة.
يذكر أن السفير الأردني لدى طهران عبدالله أبو رمان، متواجد في الأردن منذ نحو عام بعد أن استدعته الخارجية الأردنية للتشاور على خلفية ما وصفته عمان بخيبة أمل أردنية من عدم تغيّر السياسة الإيرانية في المنطقة العربية، وتواصل تدخلها بالشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية على الرغم من توقيعها اتفاقا نوويا مع الدول الكبرى والآمال التي علقت على الساسة الإيرانيين عقب الاتفاق لتغيير سياساتهم.
توتر العلاقة الاردنية- الايرانية لم يقتصر على الجانب السياسي فقط بل تعداه الى النشاط الرياضي, حيث اعتذر اتحاد كرة القدم الأردني عن تنظيم مباراة ودية أواخر شهر أيار المقبل في طهران، في إطار الاستعداد للاستحقاقات الآسيوية القادمة.
وبحسب ما أكدته وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، فقد أرسل مدير المنتخب الأردني أسامة طلال كتاب اعتذار لنظيره الإيراني، أمس الاثنين، يتضمن اعتذارا عن المباراة التي كانت يقترح تنظيمها في أواخر شهر أيار المقبل.
وبرر مدير المنتخب الأردني الاعتذار بأن موعد اللقاء إلى جانب طلب إقامته في طهران حال دون قبول الدعوة.
يشار إلى أن البلدين يعيشان على وقع أزمة دبلوماسية فقد استدعت وزارة خارجية الأردنية الأحد سفير إيران في عمان، مجتبي فردوسي بور، للاحتجاج على انتقادات إيرانية لتصريحات أدلى بها الملك عبدالله الثاني في واشنطن مؤخرا.
ويقول مراقبون دبلوماسيون في عمان أن السجال الجاري بين إيران والأردن يعكس أعراضا لقلق إيراني متزايد من انقلاب المشهد الإقليمي، حيث تستشعر طهران وجود نوايا أميركية فعلية لضرب نفوذها بالمنطقة، خصوصا بعد استهداف الولايات المتحدة مؤخرا لقاعدة الشعيرات الجوية وسط سوريا بصواريخ توماهوك المتطورة إحدى الرسائل المعنية بها إيران.
ويتعمق القلق الإيراني أكثر مع ورود معطيات عن تحركات أميركية أردنية مشتركة في الجنوب السوري، هذا الشطر الذي تريد إيران مد نفوذها فيه لتصبح على تماس مباشر مع إسرائيل ومن خلال ذلك تمسك بالورقة الأقوى لليّ ذراع الجانبين الأميركي والإسرائيلي وحتى الأردني المعني بشكل كبير بهذا الخطر على حدوده.
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني الفريق الركن محمود فريحات، قد منح في أواخر كانون الثاني الماضي قناة البي بي سي عربي مقابلة لافتة في التوقيت والمضمون، أكد فيها أن لا خطط للأردن ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ملمحا إلى تنسيق أمني جار بين عمان ودمشق. لكن فريحات حذّر بالمقابل من “حزام بري” يصل إيران بلبنان، معبرا عن قلق الأردن من تقدم فصائل الحشد الشعبي باتجاه منطقة تلعفر.
وتتخذ الإدارة الأميركية من كبح جماح إيران في المنطقة إحدى أولوياتها، خاصة بعد أن باتت طهران من خلال أذرعها السياسية والعسكرية تهيمن على أكثر من بلد عربي.
ولطالما انتقد الرئيس دونالد ترامب سلفه باراك أوباما حيال طريقة تعاطيه مع الجانب الإيراني حيث اعتبره المسؤول الرئيسي عن هيمنة طهران على العراق.
وكان قد سبق لإيران أن حاولت جذب الأردن أو على الأقل تحييده في أزماتها مع الدول العربية الخليجية منها على وجه الخصوص من خلال إغراء عمّان بضخ استثمارات لديها، إلا أن موقف الأردن بقي عصيا عليها.