مصر تعلن الحرب على الارهاب وتفرض حالة الطوارئ وتعهد للقوات المسلحة بتأمين المنشآت والمرافق العامة
حسمت, فيما يبدو, القيادة المصرية امرها بعد صدمة امس الاحد, وقررت اعلان الحرب على تنظيم داعش خاصة, وعلى الارهاب والارهابيين بشكل عام.
فقد قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء امس الأحد، إعلان حالة الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة أشهر، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية والدستورية اللازمة.
وجاء ذلك الإعلان في خطاب متلفز للسيسي عقب اجتماع لمجلس الدفاع الوطني لبحث الوضع، في أعقاب تفجيرين في كنيستين بمدينتي الإسكندرية وطنطا، أسفرا عن مقتل 44 وإصابة 126 آخرين.
وأضاف السيسي يقول في خطابه، أنه “سيشكل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب الذي سيعطيه كل الصلاحيات التي يمكن بموجبها مواجهة الإرهاب على مختلف الأصعدة”، دون مزيد من التفاصيل.
وتابع الرئيس المصري غاضباً: “نحن في مواجهة طويلة ومستمرة ومؤلمة، وسيقدم فيها ضحايا كثر من الجيش والشرطة والقضاء وأقباط مصر”.
جدير بالذكر ان “مجلس الدفاع الوطني” هو المجلس المكلف بالنظر في الشؤون الخاصة بوسائل تأمين البلاد وسلامتها.
ويضم المجلس في عضويته رئيس مجلس الوزراء، ورئيس البرلمان، ووزراء الدفاع والخارجية والمالية والداخلية، ورئيس المخابرات العامة، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومدير إدارة المخابرات الحربية.
فقد وافق مجلس الوزراء المصري اليوم الاثنين، على قرار الرئيس السيسي بفرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر على البلاد.
وأعلن المجلس فرض الطوارئ اعتباراً من الساعة الواحدة من ظهر اليوم الإثنين, وجاء ذلك خلال الاجتماع الأسبوعي للمجلس الذي عقد صباح اليوم.
كما أفاد بيان للرئاسة المصرية، أن السيسي قرر امس الأحد، الدفع بعناصر من وحدات التأمين الخاصة بالجيش بشكل فوري، لمعاونة قوات الشرطة في تأمين المنشآت الحيوية، بمختلف محافظات مصر.
وكان تنظيم “داعش” الإرهابي قد اعلن مسؤوليته عن التفجرين؛ حيث استهدف الأول كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، والثاني طال الكنيسة المرقسية (المقر البابوي للكنيسة الأرثوذكسية المصرية) بالإسكندرية، وكشف عن أسماء الشخصين اللذين نفَّذا هجومين على الكنيستين في الإسكندرية وطنطا، مشيراً إلى أنهما استخدما سُترتين ناسفتين.
وقالت وكالة “أعماق”، التابعة للتنظيم المتطرف في بيانٍ، إن أحد مقاتليها ويدعى “أبو البراء المصري” انطلق نحو الكنيسة المرقسية في الإسكندرية وفجَّر سترته الناسفة، وأضافت أن الانتحاري الثاني الذي نفَّذ تفجير كنيسة مارجرجس هو “أبو إسحاق المصري”، لافتةً إلى أنه استخدم أيضاً سترة ناسفة.
ومن جانبها أفادت مراسلة قناة “العربية” بالقاهرة، أنه حسب معلومات أولية، فإن المعلومات تشير إلى أن المتهم الأول “أبو إسحاق المصري”، هو مسؤول عن عملية استهداف كنيسة الإسكندرية, وهو من مواليد الأول من ايلول عام 1990 في منيا القمح، وهو حاصل على بكالوريوس تجارة, حيث عمل محاسباً بالكويت لمدة أربعة شهور. وسافر إلى تركيا ثم إلى سوريا في 26 كانون اول عام 2013، عاد بعدها إلى سيناء.
أما المسؤول عن استهداف كنيسة طنطا ، “أبو البراء المصري”، فهو من مواليد قرية أبو طبل بكفر الشيخ في 13 كانون اول عام 1974, وهو حاصل على دبلوم صنايع، ومتزوج وله 3 أطفال. دخل إلى سوريا في 15 آب عام 2013، وقد سافر إلى لبنان ثم عاد إلى سوريا.
وقد بعث تنظيم داعش برسالة تهديد إلى الأقباط في مصر، ومن أسماهم بـ”المرتدين”، قائلا إن “الفاتورة بيننا وبينهم كبيرة جدا”.
وتابع: “سيدفعونها من دماء أبنائهم أنهارا بإذن الله”.
وكان مصدر أمني بمحافظة الإسكندرية المصرية، قد اعلن في تصريح خاص لـوكالة “سبوتنيك” الروسية، امس، إن الهدف الرئيس من تفجير الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، كان اغتيال البابا تواضروس، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وأضاف المصدر، أن البابا تواضروس كان يؤدي القداس والصلاة على أرواح القتلى في حادث تفجير كنيسة طنطا، عندما سمع الجميع دوي الانفجار، وبعدها اكتشفوا أن ضابطين وأمين شرطة تمكنوا من التصدي للإرهابي الذي كان يرتدي الحزام الناسف، ما اضطره لتفجير نفسه فيهم.
وأوضح المصدر، أنه لولا يقظة رجال الأمن المصريين، لتمكن الإرهابي من الدخول إلى الكنيسة، وتفجير نفسه وسط المصلين، ومن بينهم البابا تواضروس، ولكن العناية الإلهية أنقذت الجميع، بعد اكتشاف رجال الشرطة له.
وكان التليفزيون المصري، قد أعلن أن انتحارياً فجر نفسه في مجموعة من رجال الأمن ضمت كلا من الشهيدة العميد نجوى الحجار, والشهيد الرائد عماد الركايبي، منعوه من الدخول إلى الكنيسة المرقصية في الاسكندرية، لتفجير نفسه وسط المصلين، الذين يؤمهم البابا تواضروس الثالث، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية.