الأسد يؤكد فشل العدوان الامريكي على سورية, بينما السفيرة الغندورة ” نيكي هايلي” تتعهد بازاحته عن الحكم

تلقى الرئيس السوري بشار الأسد اتصالاً هاتفياً من الرئيس الإيراني حسن روحاني أعرب من خلاله الأخير عن إدانته الشديدة للعدوان الأميركي على الأراضي السورية والذي يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية وكافة القوانين والمواثيق الدولية على حد تعبير روحاني.

وبحسب وكالة “سانا “فإنّ الرئيس روحاني أكد خلال الاتصال على “وقوف إيران الى جانب الدولة السورية في حربها ضد الإرهاب وفي ما تقدمه من مبادرات لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية بما يؤدي الى وقف سفك الدم السوري”.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن روحاني قوله للرئيس السوري إنّ “العدوان الأميركي على سوريا بوصفها دولة مستقلة يناقض القوانين الدولية وميثاق الامم المتحدة و مدان بالكامل من قبل إيران، مشيراً إلى أنّ الشعب الإيراني باق إلى جانب الشعب السوري في محاربة الإرهاب وحفظ وحدة الأراضي السورية”.

كما أوضح الرئيس الإيراني أنّ “سوريا تعاونت مع الأمم المتحدة في نزع الأسلحة الكيميائية، مؤكداً أنّ الإدعاءات الحالية واهية ولا تستند إلى حقائق… وأنّ العدوان الأميركي يحاول فقط رفع معنويات الإرهابيين الذين يواجهون خسائر وهزائم كبرى في سوريا والعراق خلال الأشهر الأخيرة”.

روحاني شدد على أنّ “العدوان الصاروخي الاميركي تحركٌ ضد المصالح السورية وندعو جميع الدجول الحرة في العالم الى ادانتها بوضوح وأنه محاولة للإخلال بمباحثات السلام السورية – السورية لكنها لن تؤثر على مستقبل سوريا ومحاربتها للإرهاب”، مضيفاً أنّ نهاية طريق الحل في سوريا هي الحل السياسي.

وبحسب الرئيس الإيراني فإنّ استخدام السلاح الكيميائي جرم لا يغتفر وهدفه حرف الرأي العالم العالمي عن الحقائق ولا يجب السماح للإرهابيين باستخدام هذه الأسلحة واتهام الآخرين بذلك.

روحاني دعا لتعزيز التنسيق الثلاثي “الإيراني السوري الروسي” الذي يمكن أن يكون مؤثر جداً على محاربة الإرهاب كما قال، ولفت إلى أنّ “من يظنون أنهم بدعمهم الإرهابيين يمكن أن يغيّروا مستقبل سوريا لصالحهم فهم مخطئون بالكامل”.

من جانبه اعتبر الرئيس السوري ،بحسب وكالة سانا، أنّ “الولايات المتحدة فشلت في تحقيق هدفها الذي أرادته عبر العدوان ألا وهو رفع معنويات العصابات الإرهابية المدعومة من قبلها بعد الانتصارات التي حقّقها الجيش السوري”، مشدداً على أنّ “الشعب والجيش في سوريا مصمّمان على سحق الإرهاب في كل بقعة من الأراضي السورية”.

وشكر الأسد إيران قيادة وشعباً على وقوفها المتواصل مع الشعب السوري ضد ما يتعرّض له من حرب إرهابية تدعمها العديد من الدول الغربية والإقليمية.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الرئيس السوري قوله خلال مكالمته الهاتفية مع نظيره الإيراني أنّ “الهجمات الصاروخية الأميركية التي جاءت بعد الهزائم الكبيرة للإرهابيين وانهيارهم هي محاولة لرفع معنويات الإرهابيين وإضعاف سوريا شعباً وجيشاً، وأنه لا تأثير للعدوان الأميركي على معنويات الشعب السوري في دفاعه عن وحدة أراضيه وطرد الإرهابيين، بل إنه يجعلنا جميعاً أكثر إصراراً على إلحاق الهزيمة الكاملة بالإرهابيين”.

وعلى صعيد اخر قالت نيكي هايلي، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إنها ترى أن تغيير النظام في سوريا إحدى أولويات إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وقالت هايلي، في مقابلة مع برنامج “ستيت أوف ذا يونيون” تبثها شبكة “سي.إن.إن” كاملة اليوم الأحد، إن أولويات واشنطن هي “هزيمة تنظيم داعش والتخلص من النفوذ الإيراني في سوريا وإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد”.

وأضافت هايلي: “لا نرى سوريا سلمية مع وجود الأسد”.

وتمثل تعليقات هايلي تراجعا عما قالته قبل أن تشن الولايات المتحدة هجوما على قاعدة جوية سورية باستخدام 59 صاروخا من طراز توماهوك، يوم الخميس الماضي، ردا على ما قالت إنه هجوم لقوات الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيميائية، وأمر ترامب بالهجوم الصاروخي بعد أن شاهد صورا لأطفال يعانون من حالات اختناق.

وقالت هايلي للصحفيين، يوم 30 اذار، قبل أيام من حادثة الكيميائي في خان شيخون: “أنت تنتقي معاركك وتختارها. وعندما ننظر إلى هذا نجد الأمر يتعلق بتغيير الأولويات. وأولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على إزاحة الأسد عن السلطة”.

ويتخذ وزير الخارجية ريكس تيلرسون موقفا أكثر ليونة فيما يتعلق بالأسد إذ قال يوم امس السبت إن أولوية واشنطن هي هزيمة تنظيم “داعش”.

وقال تيلرسون في مقابلة مع برنامج “فيس ذا نيشن” تبثها محطة “CBS” التلفزيونية كاملة يوم الأحد إنه بمجرد تقليل خطر “داعش” أو إزالته، “أعتقد أننا يمكن أن نوجه اهتمامنا مباشرة إلى تحقيق استقرار الوضع في سوريا”.

وأضاف تيلرسون أن الولايات المتحدة تتطلع إلى جمع الأطراف والبدء في عملية التوصل إلى حل سياسي.

وقال تيلرسون: “إذا تمكنا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار(..) فحينها نأمل في أن تكون لدينا الظروف اللازمة لبدء عملية سياسية مفيدة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى