مخاطر الملف النووي الصهيوني

إذا كان الكيان الصهيوني نتيجة من نتائج الحرب العالمية الثانية فإن البرنامج النووي الصهيوني ترافق مع ولادة هذا الكيان وكان من بنيات أفكار كبيرة المجرمين الصهاينة ديفيد بن غوريون أدل رئيس وزراء السلطات الاحتلال الصهيوني الذي التقط هذه الفكرة من فعالية القنابل الذرية الأمريكية التي تم إلقائها على اليابان لحسم الحرب العالمية الثانية .

وقد التقط هذه الفكرة لبناء المفاعل النووي الصهيوني لتكون الضمانة الاستراتيجية الأكيدة لحماية وجود هذا الكيان من أي محاولة عربية لتصفية وجوده في فلسطين المحتلة.

وقد ترجم المجرم بن غوريون هذه الفكرة لواقع حي وملموس بالتعاون مع البر فسور الصهيوني ديفيد بريغمان مدير هيئة الطاقة النووية ومدير عام وزارة الحرب الصهيونية شمعون يبرز رئيس الكيان الصهيوني الحالي الذي استطاع إقناع الحكومة الفرنسية بتزويد الكيان الصهيوني بأول مفاعل ذري وكانت هذه بداية المرحلة الأولى التي استمرت حتى عام 1966 , 1967 والتي نجح العدو الصهيوني بتصنيع من 3 إلى 7 قنابل ذرية

ومنذ ذلك الحين تطورت صناعات الأسلحة النووية بشكل متسارع وشملت إنتاج وتصنيع القنابل الهدروجينية ونترو جينية وأسلحة ذرية بالإضافة لصناعة رؤوس نووية يمكن تركيبها على صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى مثل صواريخ أربحا 1-2-3.

وقد التزمت سلطات الاحتلال الصهيونية المتعاقبة بتطوير أسلحة الدمار الشامل بدعم ومساندة الإدارات الأمريكية المتعاقبة ومعظم الأنظمة الغربية الأوربية وفي مقدمتها النظام الفرنسي والبريطاني والألماني .

وقد فرضت سلطات الاحتلال سياسية متشددة من التكتم والسرية على برنامجها النووي وحذراً على وسائل الإعلام أكثر تشدداً لكن أجهزة الاستخبارات الصهيونية تعمدت أكثر من مرة توجيه بعض الرسائل للعرب عبر وسائل إعلامية غربية تشعرهم بوجود سلاح الردع النووي الصهيوني لتخوفهم وشل تفكيرهم من أي محاولة لاستهداف وجود الكيان الصهيوني وقد أكد معظم القادة الصهاينة على أهمية الترسانة النووية الصهيونية التي أصبح الكيان بفضلها أكثر أمناً من أي وقت.

وقد أعتقد البعض أنه بفضل الترسانة النووية الصهيونية وقع بعض العرب معاهدات الاستسلام وقال شمعون بيرس ” أن السلام لم يأتي من الفراغ بل أن إسرائيل استطاعت إقناع العرب أنه بواسطة التقدم العلمي ستقضي على أي فرصة يفكر بها العرب للقضاء على وجودها ”

لكن الترسانة النووية الصهيونية لم تنجح فقط في ودفع العرب لطاولة المفاوضات بل حددت سقف مطالبهم لأنهم يفتقدون أوراق القوة.

لقد تعمدت سلطات الاحتلال المتعاقبة إحاطة البرنامج النووي الصهيوني بالسرية والغموض بسبب وجود قانون أمريكي يحظر تقديم المساعدات العسكرية و الاقتصادية لأي دولة تعمل على تطوير أسلحة نووية لذلك هم لا يفكرون حتى اليوم بالإعلان عن ترسانتهم النووية مع العلم لو أعلنت سلطات الاحتلال عن برنامجها لن ولم يحصل أي شيء وخير دليل هذه الهند وباكستان أعلنت عن ترسانتها النووية وعرضت بعض تجارتها بشكل استعراضي ماذا حصل لم تتعرض لأي عقوبات تذكر لأنها مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلن أكثر من مسؤول في إدارتها مطلوب من العالم التسليم بقدرات الباكستان والهند النووية كما سيسلم العالم بوجود الترسانة النووية الصهيونية وفي مقدمتها الأنظمة العربية المتصهينة التي لا تهتم إلا بضمان بقائها وحماية عروشها بعد العدوان على العراق وإسقاط نظام الحكم بقيادة الرئيس صدام حسين بالقوة اما الجماهيرية الليبية فقد تخلت عن برنامجها النووي بشكل طوعي لكن اعتراف ” إسرائيل ” ببرنامجها النووي سيجسد المزيد من المصداقية لقوة الردع الصهيونية في مواجهة العرب والمسلمين وفي مقدمتهم الجمهورية الاسلامية الايرانية غيرهم .

هناك من يقول أن فعنونو لم يعد يملك أي أسرار حول البرنامج النووي الصهيوني لذلك تعمد شن حملة دولية دعائية لمطالبة العالم بتجريد ” إسرائيل ” من قدرتها النووية ومهاجمة النظام العالمي الحالي الذي استسلم لانفراد الكيان الصهيوني دون غيره من دول المنطقة بعدم التوقيع على معاهدة انتشار الأسلحة النووية وهذا قد يحرج الكيان الصهيوني وشركائه الأمريكان المتورطين في تطوير برنامجها النووي وخاصة أن أجهزة الأمن الأمريكية ساهمت بشكل كبير في اختطاف فعنونو من ايطاليا بواسطة عملاء “ أ ف بي أي “.

مراحل تطور البرنامج  النووي الصهيوني المدمر التالية :

– 1947 أسس كبير المجرمين الصهاينة أول قسم للأبحاث العلمية في إطار منظمة الهاغانا بحجة الاستخدام السلمي المزعوم .

– 1948 حاولت وزارة الحرب الصهيونية التنقيب عن اليورانيوم  في صحراء النقب .

-1949 أول زيارة لمسؤول الطاقة الفرنسية للكيان الصهيوني لدعم البرنامج النووي ودعا الفيزيائي الفرنسي فرانسيس برين الباحثين الصهاينة لزيارة فرنسا و تقرير التعاون العلمي في هذا المجال .

– 1953 توقيع أول اتفاق فرنسي صهيوني للتعاون في استخراج اليورانيوم وإنتاج الماء النقي .

– 1955 توقيع اتفاق صهيوني أمريكي حصلت بموجب إسرائيل على مفاعل نووي أقيم في قرب قرية يبنة غرب بئر السبع في معهد سوريك ناحال .

– 1957 تم إنشاء مفاعل ديمونة في صحراء النقب بدعم ومساندة الخبراء الفرنسيين بموجب اتفاق السري بين الطرفين.

وفي نفس العام سربت بعض الصحف الإعلامية تقارير تؤكد تعاون ألماني ” إسرائيلي ” في المجال النووي .

– 1958 بيع عشر طن من الماء الثقيل من بريطانيا لإسرائيل عن طريق النرويج لتفعيل مفاعل ديمومة في النقب المحتل .

– 1963 تم تشغيل مفاعل ديمونة بشكل عملي .

– 1968 تم الكشف عن صفقة بين بلجيكا والكيان الصهيوني حيث باعت بلجيكا حوالي 900 طن من اليرانيوم .

– 1986 كشف الخبير النووي الصهيوني مردخاي فعنونو لصحيفة التايمز البريطانية عن معلومات موثقة بحوالي 60 صورة لمفاعل ديمونة وإنتاج أسلحة التدمير الشامل .

– 1987 أعلنت النرويج رسمياً أن الكيان الصهيوني يرفض السماح لها بمراقبة استخدم الماء الثقيل الذي نقلته لإسرائيل نهاية الخمسينيات.

– 1992 أكدت تقارير سرية للاستخبارات الألمانية أن أربعين عالماً نووياً هاجروا للكيان الصهيوني من روسيا مع موجات المهاجرين الروس بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وانضموا للبرنامج النووي الصهيوني عداك عن العلماء الذين هاجروا من المنظومة الاشتراكية .

والمعروف أن إسرائيل عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكنها لم توقع معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وترفض الكشف عن برنامجها أو السماح للوكالة بتفتيش منشآتها أو مراقبتها، وذلك تطبيقا لما تسميه سياسة الغموض النووي، وقد ساعدتها الدول الكبرى في سياستها هذه حيث لم تطالبها جديا بالكشف عن حقيقة برنامجها ولا المراحل التي بلغها.

اهم التجارب النووية الصهيونية  :

كما هي أجزاء البرنامج النووي الصهيوني المحاط بالتكتم لا توجد معلومات مؤكدة حول التجارب النووية التي أجرتها سلطات الاحتلال الصهيوني أو شاركت فيها غير أن مصادر عدة تشير إلى تجارب أجرتها أو شاركت بها من أهمها :
– في عام 1960 سمح الرئيس الفرنسي شارل ديغول لخبراء صهاينة بحضور تجربة نووية عام 1 أجرتها فرنسا في منطقة حمودي بفران في صحراء الجزائر.
– في عام 1966 نفذت سلطات الاحتلال الصهيوني تجربة نووية في نفق أرضي متاخم للحدود مع مصر وقيل إن التجربة أحدثت هزات بصحراء النقب وشبه جزيرة سيناء.
– في عام 1979 التقط  القمر الصناعي الأميركي وميضا يعتقد أنه نجم عن تفجير نووي في المحيط الهندي وأشارت تقديرات أميركية بعد ذلك إلى أن التفجير المفترض كان تجربة مشتركة بين سلطات الاحتلال الصهيوني وجنوب أفريقيا في تلك المنطقة.

– في عام 1997 نشرت صحيفة هآرتس الصهيونية تصريحا لمساعد وزير خارجية جنوب أفريقيا عزيز بهاد أكد فيه تلك الشكوك.
الترسانة النووية الصهيونية  :

قدرت وكالة الاستخبارات الأميركية عام 1974 ان عدد الرؤوس النووية الصهيونية تتراوح بين 10 و20 رأسا نوويا.
– في عام 1986 قدر خبراء تعاونت معهم صحيفة صنداي تايمز البريطانية للتحقق من معلومات مردخاي فعنونو ان مخزون سلطات الاحتلال الصهيوني النووي يتراوح بين 100 و200 رأس نووي.
– في عام 1990 قدرت وكالة الاستخبارات الأميركية من جديد ان ترسانة سلطات الاحتلال الصهيونية النووية تتراوح بين 75 و130 رأسا نوويا.

بالرغم من الخطر الجدي للملف النووي الصهيوني على الامن الاستقرار العالمي يتعمد مجرمي الحرب الصهاينة وحلفائه وشركائه بالغرب وعملائهم الصغار في المنطقة تسليط الاضواء على السلاح الكيماوي السوري المزعوم بحجة استخدامه ضد ابناء الشعب العربي السوري سواء في غوطة دمشق او في محافظة ادلب بخان شيخون وقد اعترفت معظم دول العالم ان السلاح الكيماوي موجود بحوزة العصابات الوهابية التكفيرية وتحديدا عند عصابات النصرة التي استوردته من تركيا واستخدمته في اكثر من مكان في سورية وخاصة عندما تشعر بالهزيمة تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه للتشويش على انتصارات الجيش وتأليب الراي العام العالمي على سورية  التي أودعت لدى الأمين العام للأمم المتحدة وثيقة انضمامها إلى اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيماوية وتدمير تلك الأسلحة كما أعلنت أنها ستمتثل لأحكام هذه وستقوم على تنفيذها بأمانة وإخلاص، وتطبيق الاتفاقية في شكل موقت ريثما تدخل حيز التنفيذ بالنسبة للجمهورية العربية السورية.

وفي 14 أيلول 2013 رحبت سورية بتشكيل بعثة الأمين العام للأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في الجمهورية العربية السورية عملا بقرار الجمعية العامة 42 – 37 c1987 واستجابت سورية للقرار الاممي بشهادة البعثة الدولية التي اكدت ذللك بالصوت والصورة وتم تدمير هذا المخزون عن طريق بعض الدول الغربية بقيادة الادارة الامريكية ليطمئن الكيان الصهيوني الذي تعمد التركيز ايضا على الملف النووي السلمي الايراني بعد توقيع الاتفاق الايراني مع السداسية الدولية لكن محاولاتهم فشلت في استهداف سورية والنيل من صمود وصلابة شعبها وقيادتها بقيادة الزعيم القومي الكبير بشار الاسد وستفشل في استهداف الملف السلمي النووي الايراني, كذلك كما فشل عدوانهم الكوني الاجرامي على سورية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى