قاعدة الشعيرات السورية تنهض مجددا عقب الضربة الصاروخية التي فضحت تواطؤ ترامب مع عملائه العرب والاتراك واليهود

 

استأنفت قاعدة الشعيرات الجوية، التي تعرضت فجر امس الجمعة لقصف أمريكي، عملها وأقلعت منها طائرات حربية سورية.

وأكد ناشطون سوريون لوكالة “رويترز” أن طائرات حربية قد اقلعت من الشعيرات وشنّت ضربات جوية على مناطق يسيطر عليها المسلحون في ريف حمص الشرقي.

وأشار الناشطون لـ”رويترز” إلى أن حجم الأضرار التي لحقت بالقاعدة غير واضح بشكل كامل، لكن الطائرات الحربية السورية “فعلت المستحيل” من أجل مواصلة استخدامها في طلعات جوية.

وذكر هؤلاء أن “طائرتين عسكريتين أقلعتا من داخل مطار الشعيرات الذي عاد إلى الخدمة بشكل جزئي وشنتا غارات على ريف تدمر”.

وكان الجيش الأمريكي قد أطلق، فجر امس، 59 صاروخا من طراز “توماهوك”، من مدمرتين للبحرية الأمريكية، على مطار الشعيرات العسكري، جنوب شرق مدينة حمص، وسط سوريا.

وقد اعلن محافظ حمص، طلال البرازي، عن مقتل 9 مدنيين جراء سقوط الصواريخ الأمريكية في المناطق السكنية قرب القاعدة، مضيفاً أن 13 شخصاً، هم 4 أطفال و9 نساء، أصيبوا بالضربة.

ومن جهتها قالت وزارة الدفاع الروسية إن 23 صاروخا فقط من أصل الـ59 أصابت القاعدة، مضيفة أنه يجري حالياً البحث عن 36 صاروخا آخر.

وبدورها اعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية أنه في عدوان جائر وسافر قامت الولايات المتحدة الأمريكية فجر امس باستهداف مطار الشعيرات في ريف حمص.

وقالت رئاسة الجمهورية على صفحتها على موقع فيس بوك.. إن رئاسة الجمهورية العربية السورية تؤكد أن ما قامت به أمريكا ما هو إلا تصرف أرعن غير مسؤول ولا ينم إلا عن قصر نظر وضيق أفق وعمى سياسي وعسكري عن الواقع وإنجرار ساذج وراء حملة وهمية دعائية كاذبة محمومة غذت عنجهية هذا النظام للقيام بهذه العربدة السياسية والعسكرية الرعناء.

وأكدت رئاسة الجمهورية أن إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على هذا الفعل المشين عبر استهداف مطار لدولة ذات سيادة يوضح بالدليل القاطع مرة أخرى ما كانت تقوله سورية وما زالت من أن تعاقب الإدارات لهذا النظام لا يغير من السياسات العميقة لكيانه المتمثلة باستهداف الدول وإخضاع الشعوب ومحاولة الهيمنة على العالم.

وقالت رئاسة الجمهورية.. إن كان النظام الأمريكي يعتقد أنه بهذا الاعتداء قد تمكن من دعم عملائه من العصابات والمنظمات الإرهابية على الأرض فإن الجمهورية العربية السورية تؤكد وبصريح العبارات بأن هذا العدوان زاد من تصميم سورية على ضرب هؤلاء العملاء الإرهابيين

وعلى استمرار سحقهم ورفع وتيرة العمل على ذلك أينما وجدوا على مساحة الأراضي السورية.

وبهذا الصدد قالت وسائل إعلام أمريكية، نقلا عن شاهد عيان، إن الجيش السوري قام قبل الهجوم بالصواريخ المجنحة بإجلاء الأفراد والمعدات من قاعدة الشعيرات الجوية التي تعرضت للهجوم الأمريكي.

وذكرت قناة تلفزيون “ABC” أن تصرفات الجيش السوري تدل على أنه توقع الهجوم الصاروخي الأمريكي الذي انطلق ليلة امس الجمعة واستمر نحو 35 دقيقة.

كما نقل موقع “إرم نيوز” عن مصدر عسكري سوري قوله، أن القوات السورية قد أبلغت مسبقًا بالتهديدات الأمريكية قبل ساعات من الهجوم الصاروخي على قاعدة الشعيرات الجوية.

وقال المصدر: “علمنا بوجود تهديدات أمريكية وقصف مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية، واتخذنا إجراءات احترازية في أكثر من نقطة عسكرية، منها مطار الشعيرات، حيث أخلينا عددًا من الطائرات باتجاه مواقع أخرى”، إلا أنه لم يحدد المواقع التي نقلت إليها الطائرات أو الجهة التي حذرتهم من الغارة.

وأضاف المصدر: “نحن في حرب والحالة الاعتيادية لدينا هي الاستنفار، لكننا في الساعات الماضية رفعنا من جاهزية الاستعداد لدى جنودنا ومراصدنا، توقعنا حدوث الأمر قبل ساعات”، وأكد أن “9 طائرات خرجت عن الخدمة، بعضها دمر بالكامل”.

وكان مسؤولون أمريكيون أكدوا أن الجيش الروسي في سوريا قد أبلغ بالضربة مسبقًا، وأكد الكرملين ذلك، لكنه رفض كشف ما إذا كان تعين إجلاء جنود روس من القاعدة.

وفي واشنطن اعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ميشيل بالدانس، امس، أن هذه الوزارة قد استلمت مذكرة من روسيا بشأن وقف عمل قنوات “الخط الساخن”.

وقالت بالدانس لوكالة “سبوتنيك”: “استلمنا المراسلات من موسكو، لكننا لن نكشف عن تفاصيلها”.

وقد أعربت بالدانسا، في وقت سابق، عن أمل بلادها باستمرار التواصل الأمريكي الروسي حول أمن التحليق في سوريا، وأنها تعول على قرار بالمثل في هذا الصدد من جانب موسكو.

وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، في وقت سابق من امس، بأنه تم إرسال مذكرة وقف عمل قنوات “الخط الساخن” للاتصال إلى البنتاغون عبر قنوات سياسية ودبلوماسية.

وقال كوناشينكوف: “تم إرسال مذكرة وزارة الدفاع الروسية بشأن وقف العمل ببروتوكول قنوات “الخط الساخن” للاتصال عبر قنوات عسكرية — دبلوماسية إلى البنتاغون”.

يشار إلى أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية، جوزيف دانفورد، أجرى امس، اتصالاً هاتفيا مع رئيس الهيئة العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، لبحث الوضع في سوريا.

وقال ناطق باسم الإدارة الأمريكية لوكالة “سبوتنيك”: “تحدث الجنرال دانفورد مع الجنرال غيراسيموف بعد الضربة، والمحادثة كانت مهنية وركزت على الوضع في سوريا.

اما رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف فقد اعتبر أن الضربة الأمريكية على سوريا وضعت واشنطن على شفا الاشتباك مع الجيش الروسي.

وشدد على أن الهجوم كان انتهاكا للقانون الدولي والأعراف المعتمدة في الولايات المتحدة نفسها.

وكتب رئيس الوزراء الروسي على حسابه في موقع “فيسبوك”: “بدلا من الوفاء بتصريحاتها حول التعاون المشترك في محاربة العدو الرئيسي وهو “داعش”، أثبتت إدارة ترامب أنها ستحارب الحكومة السورية الشرعية بشراسة.. في انتهاك فظ لأحكام القانون الدولي وبدون موافقة الأمم المتحدة، وكذلك انتهاكا للإجراءات الداخلية الأمريكية التي تفرض على الإدارة إبلاغ الكونغرس مسبقا بعملية عسكرية ليست مرتبطة بتعرض الولايات المتحدة لهجوم”.

وأضاف أن إدارة الرئيس الأمريكي أظهرت عجزها عن اتخاذ القرارات بشكل مستقل وكذلك تبعيتها للنخبة السياسية في واشنطن.

بدورها اعتبرت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن الضربة الأمريكية على سوريا جاءت على خلفية سياسية واضحة داخل الولايات المتحدة نفسها. واعتبرت أن واشنطن ستدرك عاجلا أو آجلا أن استراتيجيتها هذه هدامة للغاية.

وأوضحت أنه لم يعد سرا أن الأسابيع الأولى في السلطة كانت صعبة للغاية بالنسبة للرئيس الأمريكي، لأن مختلف المؤسسات السياسية في الولايات المتحدة تبذل جهودها القصوى لعرقلة عمله. لكنها حذرت من أن إثبات ترامب لنفسه عن طريق مثل هذه الخطوات غير المنطقية وغير المدروسة وغير العقلانية أمر خطير للغاية فيما يخص محاربة الإرهاب.

وعلى صعيد متصل قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تخطط لتعزيز منظومة الدفاع الجوي للجيش السوري في أقرب وقت، رداً على القصف الأمريكي لقاعدة الشعيرات العسكرية، بحمص.

جاء ذلك في تعليق للوزارة على الضربات الأميركية التي نُفذت، فجر امس، وفق ما نقلته وسائل إعلام روسية.

وبينت الوزارة أن الضربة الأمريكية على الشعيرات أسفرت عن مقتل 6 عسكريين سوريين، وفقدان اثنين، وإصابة 6 آخرين, كما دمّرت 6 مقاتلات “ميغ-23″، و محطة رادار.

وكانت الولايات المتحدة قد اعلنت في الساعات الأولى من فجر امس الجمعة، إطلاقها 59 صاروخاً على قاعدة الشعيرات الجوية، رداً على مزاعمها بان الجيش السوري قد استخدام أسلحة كيماوية ضد بلدة خان شيخون.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى