تفجيرات بطرسبورغ تستفز بوتين وتضاعف عزمه على محاربة الارهابيين في سورية قبل نقل جرائمهم الى روسيا

أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اقترح على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال المكالمة الهاتفية بينهما، المساعدة بعد التفجير الذي وقع بمترو مدينة سان بطرسبورغ الروسية.

وجاء في بيان للبيت الأبيض أن “الرئيس دونالد ترامب تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأدان الهجوم الذي وقع في سان بطرسبورغ. وقدم الرئيس ترامب التعازي العميقة للضحايا وذويهم والشعب الروسي بأسره”.

وأضاف البيت الأبيض أن “الرئيس ترامب اقترح الدعم الكامل من قبل الحكومة الأميركية في الرد على الهجوم، وفي محاسبة المسؤولين عنه. واتفق الرئيس ترامب والرئيس بوتين على ضرورة تحقيق انتصار حازم وسريع على الإرهاب”.

وفي وقت سابق، ذكر المتحدث باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اتصل مع الرئيس بوتين هاتفيا لتقديم التعازي في سقوط الضحايا جراء التفجير في بطرسبورغ. واكد الرئيسان على ضرورة مكافحة الإرهاب معا.

ومن جانبه أعلن سيرغي لافروف, وزير خارجية روسيا أن الترويج بأن العمل الإرهاب في سان بطرسبورغ جاء انتقاما لسوريا أمر خسيس، معربا عن أمله في تخلي الشركاء بالخارج عن معايير مزدوجة بشأن الإرهاب.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القرغيزي إيرلان أبدلدايف في موسكو: “للأسف، ذلك ليس مجرد أوهام لوسائل الإعلام، بل كان بعض المسؤولين من ممثلي البنتاغون في إدارة أوباما قد أعلنوا عن أفكار مشابهة للمجتمع الدولي”.

وأشار في هذا السياق إلى أن مسؤولين في البنتاغون قالوا بعد بدء روسيا عمليتها في سوريا إن موسكو أن تستعد لـ”استقبال النعوش” من هذا البلد.

وأعرب الوزير الروسي عن أمله في “التخلي عن مثل هذه المعايير المزدوجة في الوضع الحالي، عندما يهدد الإرهاب جميع الدول دون استثناء، وفي تحلي السياسيين بالمسؤولية بهذا الشأن”.

وأضاف الوزير الروسي أنه بحث مع نظيره القرغيزي اتخاذ إجراءات على مستوى وزارتي الخارجية وأجهزة الأمن والاستخبارات للبلدين على أساس ثنائي وكذلك في إطار رابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، تسمح بزيادة الجهود المشتركة من أجل مواجهة الأخطار الإرهابية.

من جانبه، أكد وزير الخارجية القرغيزي أنه بحث مع لافروف الهجوم الإرهابي في سان بطرسبورغ الذي يشتبه بتنفيذه مواطن روسي من أصل قرغيزي، مضيفا أنه يجب انتظار نتائج التحقيق في ما إذا كان لهذا العمل الإرهابي أي علاقة بتنظيم “داعش”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد قال في وقت سابق أن التفجير في مترو أنفاق سان بطرسبورغ يؤكد ضرورة توحيد الجهود في مجال مكافحة الإرهاب.

وقال لافروف في مستهل لقائه مع نظيره القرغيزي إيرلان أبدالدايف في موسكو: “أود أن أعرب مرة أخرى عن الامتنان لأصدقائنا وحلفائنا القرغيزيين بشأن إبداء التضامن بعد العمل الإرهابي البشع أمس في سان بطرسبورغ”.

وأضاف: “أنا على قناعة بأن ذلك يؤكد لنا مرة أخرى ضرورة زيادة التعاون المشترك في مواجهة هذا الشر العالمي”.

وأكد الوزير الروسي أن مكافحة الإرهاب وغيره من الجرائم المنظمة بشكل مشترك تمثل جزء مهما من تعاون المؤسسات الروسية والقرغيزية، بما في ذلك الاستخبارات.

اما دميتري بيسكوف, المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، فقد اعلن اليوم الثلاثاء، ثبات موقف بلاده في توجهها لمكافحة الإرهاب.

وقال بيسكوف: “روسيا كالكثير من الدول الأخرى، “تقف في الجبهة الأمامية في مكافحة الإرهاب الدولي. ولم تستطع أي دولة في العالم حتى الآن أن تنتصر على الإرهاب بمفردها. ومع ذلك يعرف الجميع جيدا، المسار الملتزم الذي تتبعه روسيا في مكافحة الإرهاب. ويعرف الجميع جيدا ذلك النهج الملتزم والحازم الذي يتبعه الرئيس بوتين في قضايا مكافحة الإرهاب. ويعرف الجميع جيدا أنه للأسف، لا توجد دولة في العالم محمية من ظاهرة الإرهاب. لكن هذا لا يعني مطلقا أن أحدا ما سيخفف من مكافحته لهذا الشر القبيح، والذي علينا للأسف مواجهته”.

وقال بيسكوف إنه من المبكر الخروج بالاستنتاجات حول العمل الإرهابي في بطرسبورغ، هذا غير عقلاني وغير ذي جدوى بعد مرور وقت قليل كهذا.

كما أعلن، أن حقيقة وقوع العمل الإرهابي في مدينة سان بطرسبورغ أثناء تواجد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين فيها، يدعو للتفكير، وأن هذه مادة لتدرسها وتحللها الأجهزة الأمنية.

وقال بيسكوف، ردا على سؤال حول ما إذا كان الكرملين يرى في تزامن الحادث مع تواجد الرئيس في المدينة تحديا شخصيا للرئيس: “بالتأكيد، حقيقة أن هذا العمل الإرهابي وقع في لحظة تواجد رئيس الدولة في المدينة، يدعو للتفكير ويلفت الانتباه. هذه مادة للتحليل من قبل الأجهزة الخاصة”.

وأضاف: “أي عمل إرهابي يقع في البلاد، يعد تحديا لكل روسي، بما في ذلك رئيسنا بوتين”.

جدير بالذكر ان أجهزة الأمن في جمهورية قرغيزستان، قد اعلنت اليوم الثلاثاء، أن “انتحارياً” من مواطنيها هو منفذ الاعتداء الذي أوقع 14 قتيلاً واكثر من 50 جريحاً، يوم امس الإثنين، في مترو الأنفاق في سان بطرسبورغ بشمال غربي روسيا.

وصرَّح المتحدث باسم أجهزة الأمن في قرغيزستان رخات سليمانوف لوكالة فرانس برس، أن “الانتحاري في محطة سان بطرسبورغ هو مواطن من قرغيزستان، يدعى اكبريون جليلوف… من مواليد العام 1995”.

وتابع المتحدث: “من المرجح أن يكون حصل على الجنسية الروسية”.

وقرغيزستان دولة تقطنها أغلبية مسلمة في آسيا الوسطى ويبلغ تعداد سكانها ستة ملايين وهي حليف سياسي وثيق لروسيا وتستضيف قواعد عسكرية روسية.

وأعلنت أجهزة الاستخبارات الروسية “إف إس بي” أن الانفجار قد وقع عند الساعة 14,40 من يوم امس في عربة تسير بين محطتين، على خط يعبر وسط المدينة بين سيناينا بلوشتاد وتكنولوجيستي انستيتوت.

ويأتي هذا الاعتداء الذي لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، بعد أن دعا تنظيم “داعش” إلى ضرب روسيا، رداً على تدخلها لدعم النظام السوري، في أواخر أيلول 2015.

وقد انضم نحو سبعة آلاف شخص على الأقل من مواطني الاتحاد السوفيتي سابقاً، من بينهم نحو 2900 روسي إلى صفوف الجهاديين في العراق وسوريا، خصوصاً تنظيم “داعش”، بحسب الاستخبارات الروسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى