تجدد الصراع بين ايران وقطر حول استغلال حقل الغاز المشترك
اعلن سعد شريدة الكعبي, الرئيس التنفيذي لشركة قطر للبترول أمس الاول إن بلاده أنهت التعليق المؤقت الذي فرضته في عام 2005 على تطوير أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم.
ويمثل الحقل الخليجي العملاق، الذي تسميه الدوحة حقل الشمال وتسميه إيران حقل بارس الجنوبي، جميع إنتاج قطر من الغاز تقريبا ونحو 60 بالمئة من إيراداتها من الصادرات.
وأعلنت قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، تعليقا مؤقتا قبل 12 عاما على تطوير حقل الشمال الذي تتقاسمه مع إيران ليكون أمام الدوحة الوقت لدراسة أثر الزيادة السريعة في الإنتاج على المكمن.
وقال الكعبي للصحافيين في الدوحة “أكملنا معظم مشروعاتنا والوقت الحالي مناسب لإنهاء التعليق”. وأكد أن القرار لا علاقة له بخطط إيران لتطوير الجزء الخاص بها من حقل الغاز المشترك.
لكن محللين ربطوا بين القرار القطري والسباق الإيراني لاستغلال الحقل المشترك، الذي استأثرت قطر بشكل شبه منفرد بإنتاج الغاز منه منذ عام 1991، في حين تعثرت جهود طهران بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها.
ويرجح محللون أن تدخل العلاقات بين قطر وإيران مرحلة جديدة يهيمن عليها سباق إنتاج النفط والغاز من الحقل المشترك. ويمكن أن يعكر ذلك المهادنة التي غلبت على علاقات البلدين وينهي استئثار الدوحة بمعظم إنتاج الحقل لفترة طويلة.
وجعلت إيران، التي تعاني من نقص حاد في الغاز محليا، زيادة إنتاجها من حقل بارس الجنوبي بوتيرة سريعة أولوية قصوى ووقعت اتفاقا مبدئيا مع توتال الفرنسية في نوفمبر الماضي لتطوير مشروع حقل بارس الجنوبي 2.
وأصبحت توتال بذلك أول شركة طاقة غربية توقع اتفاقا كبيرا مع طهران منذ رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها في بداية العام الماضي.
وأوضح الكعبي أن “القرار استند إلى نتائج اختبارات أجريناها على الإمكانات الفنية للحقل.. المنطقة التي سنقوم بتطويرها تقع في أقصى جنوب حقل الشمال. إنه أبعد مشروع عن الحدود الإيرانية”.
وتوقع أن يبدأ الإنتاج الإضافي الجديد من الحقل خلال فترة تتراوح بين 5 و7 سنوات مع استهداف تصدير ملياري قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا.
وأوضح أن التطوير الجديد سيزيد الإنتاج الحالي من حقل الشمال بنحو 10 بالمئة وسيضيف نحو 400 ألف برميل يوميا من المكافئ النفطي إلى إنتاج قطر.
وأكد أن “ما نقوم به اليوم وبالطبع في المستقبل شيء جديد تماما.. سنشارك إيران بكل ما نقوم به.. بالنسبة إلينا هذا لا علاقة له بإنتاج إيران”.
وكانت وزارة النفط الإيرانية قد أعلنت في 19 اذار الماضي للمرة الأولى عن بدء الإنتاج من آبار جديدة من الحقل العملاق الذي تبلغ مساحته نحو 9700 كيلومتر مربع، 6 آلاف كيلومتر مربع منها تقع في المياه الإقليمية القطرية.
وتوقع غلام رضا مانوشهري نائب رئيس شركة النفط الإيرانية حينها أن تبدأ الآبار بإنتاج 5 آلاف برميل نفط يوميا تزيد إلى 35 ألف برميل يوميا في غضون أسبوع. ورجح تصدير أول شحنة من الحقل المشترك خلال الشهر الحالي أو بداية مايو المقبل.
وبدأت قطر الإنتاج من الحقل في عام 1991 في حين تعثرت محاولات إيران لعدم امتلاكها التكنولوجيا اللازمة بسبب العقوبات الدولية. وقد مكن ذلك قطر من الانفراد بالإنتاج واحتلال قمة مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم.