يا أيها القمرُ المُغادِرُ، الى صدام حسين

شعر: رعد بندر/العراق

يتذكَّرونَ فيذكرونَكْ أو يُنصِتُونَ فيسمعونَكْ

ضاقتْ مُتونُهُمُ بحِملِ الهَمِّ فافتقدوا مُتونَكْ

يتذكَّرونكَ كيفَ كنتَ تمُدُّ فوقهمُ غصُونَكْ

أو كيفَ كنتَ الضلعَ إذ تعيا الخطى يتوكؤونَكْ

أو كيفَ يَرجُفُ شارباكَ مروءةً إذ ينتخونَكْ

ألآنَ قد عرفوا بأنكَ سَهمُهُمْ إذ يُطلقونَكْ

وبأنكَ الجرحُ الذي مهما اندملتَ سينزِفونَكْ

يا أيها القمرُ المُغادِرُ طالتِ الظلماءُ دُونَكْ

رُمحاً تسيرُ لوقفةٍ قد أرعبت مَنْ يشنقونَكْ

واللهِ مَنْ في الأرضِ أجمعِهمْ عليها يَحسِدونَكْ

فلْتعذرِ المتعَملِقينَ فإنهُمْ لا يَعرفونَكْ

لا لستَ تمثالاً يجرُّ بكَ الرَّعاعُ ويُسقِطونَكْ

أو محضَ جسمٍ ناحِلٍ يتراقصونَ ويَطعَنونَكْ

أو لوحةً محظورةً أو بيتَ شِعـرٍ يَمنعونَكْ

أو صورةً ويمزقـونَكَ ، لافِتاتٍ يحرقونَكْ

ياأيها الصَعْبُ الذي بغبائِهمْ يَستسهلونَكْ

قد أغلقوا الأبوابَ إلاّ فتحةً إذ يُبصِرونَكْ

ويُراقِبونَ القيْدَ كيفَ تجرُّهُ ويُراقِبونَكْ

حتى إذا فاحَ البَخورُ وسُقْتَ للمرقى ظعونَكْ

ندِمُوا وعضّوا فوقَ أيديهمْ دماً يتوسَّلونَكْ

لو عُدتَ ثانيةً لماتوا تحتَ نعلِكَ يَفتدونَكْ

فاتَ الأوانُ فلو فَنَوا أعمارَهُمْ لا يُرجِعونَكْ

يا أيها الجَبَلُ الأشَمُّ بأيِّ قبْرٍ يدفنونَكْ

لا يعرفونَ بأنكَ الضوءُ الذي لا يُطفِئونَكْ

حيَّاً وَمَيْتاً يرجفونَ إذا ذُكِرتَ ويَحذرونَكْ

إذهبْ بعيداً ان مَنْ في الأرضِ لا يستأهلونَكْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى