مقررات قمة البحر الميت تكيل بمكيالين حيث تعلن دعم الشرعية باليمن وانكارها في سورية

انتهت مساء امس الاربعاء أعمال القمة العربية الـ28 التي انعقدت في منطقة البحر الميت، بعد أن بحث الزعماء ورؤساء الوفود المشاركين فيها أبرز القضايا والأزمات العربية التي تمر بها المنطقة.

وقد تلا أحمد أبو الغيط, الأمين العام لجامعة الدول العربية “إعلان عمّان”، الذي تضمن 15 بندًا توافقيًا، اعتبرها البيان بأنها “جاءت بعد تشاورات مكثفة وحوارات معمقة صريحة”.

وأكد إعلان عمّان على “استمرار العمل على إعادة مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية جادة وفاعلة ورفض نقل السفارة الأمريكية للقدس”.

وجاء فيه :”نؤكد استمرارنا في العمل على إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي وتسير وفق جدول زمني محدد لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين”.

وشدد على أن “السلام الشامل والدائم خيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام التي تبنتها جميع الدول العربية في قمة بيروت في العام 2002”.

وفي السياق ذاته، أكد الإعلان “رفض كل الخطوات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير الحقائق على الأرض، وتقوض حل الدولتين”، مطالباً المجتمع الدولي تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار مجلس الامن رقم 2334 عام 2016.

كما أكد الاعلان رفض جميع الخطوات والاجراءات التي تتخذها اسرائيل لتغيير الوضع القانوني والتاريخي في المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.

كما دعا إلى “تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقدس وخصوصا القرار 252 عام 1968 و267 و465 عام 1980 و478 عام 1980، والتي تعتبر باطلة كل إجراءات إسرائيل المستهدفة تغيير معالم القدس الشرقية وهويتها، وتطالب دول العالم عدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل”.

من جهة أخرى، أكد “اعلان عمّان” على “تكثيف العمل لايجاد حل سلمي للأزمة السورية، والاستمرار بدعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين، وتكريس جميع الإمكانات اللازمة للقضاء على العصابات الإرهابية”.

وفيما يتعلق بالعراق، فقد أكد الاعلان، على أمن واستقرار ووحد أراضيه، مثمنا دور الحكومة العراقية في محاربة الارهاب، في الوقت الذي أيد فيه جهودها في تحقيق المصالحة الوطنية عبر تكريس عملية سياسية، وتثبت دولة المواطنة وتضمن العدل والمساواة لكل مكونات الشعب العراقي.

كما ساند الاعلان جهود التحالف العربي في دعم الشرعية باليمن وإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216 عام 2015 وبما يحمي استقلال اليمن ووحدته ويمنع التدخل في شؤونه الداخلية، ويحفظ أمنه وأمن دول جواره الخليجية، ونثمن مبادرات إعادة الإعمار التي ستساعد الشعب اليمني الشقيق في إعادة البناء.

وأكد الاعلان على ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا من خلال مصالحة وطنية ترتكز إلى اتفاق “الصخيرات”، وتحفظ وحدة ليبيا الترابية وتماسكها المجتمعي.

وفيما يخص الارهاب، فقد أكد “اعلان عمّان”، التزامه بتكريس جميع الإمكانات اللازمة للقضاء على العصابات الإرهابية وهزيمة الإرهابيين في جميع ميادين المواجهة العسكرية والأمنية والفكرية، فالإرهاب

كما أعرب عن “القلق إزاء تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا ومحاولات الربط بين الدين الإسلامي الحنيف والإرهاب، بالإضافة إلى الحرص على بناء علاقات حسن الجوار، والتعاون مع دول الجوار العربي، والتأكيد على سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث واستعادة سيادتها من إيران”.

وشدد الاعلان على حرصه لبناء علاقات حسن الجوار والتعاون مع دول الجوار العربي بما يضمن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية الإقليمية، كما أكد على “رفضه كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية وندين المحاولات الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية أوتأجيج الصراعات”.

وأكد على سيادة دول الإمارات، على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى) ونؤيد جميع الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها لاستعادة سيادتها عليها.

وتضمن الإعلان تهنئة للصومال باستكمال العملية الانتخابية، وإحداث تطوير نوعي في التعليم التزامًا ببيان الكويت 2014، وتكليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي تنفيذ قرارات القمم السابقة.

وشدد البيان على “دعم جامعة الدول العربية وتمكينها كحاضنة لهويتنا، واستمرار التشاور والتواصل من أجل اعتماد أفضل السبل وتبني البرامج العملية التي تمكن من استعادة المبادرة في العالم العربي”.

في غضون ذلك، وصف أبو الغيط القمة العربية، بـ “الناجحة” وذات الحضور الكبير الذي “عكس الإحساس بخطورة المرحلة”.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك جمعه بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بُعيد اختتام القمة العربية.

وبين أبو الغيط أن “مستوى الحضور الكبير في القمة يعكس الإحساس بخطورة المرحلة التي نمر بها” وأن القمة “ناجحة ونستطيع أن نقول إنه تم لملمة الوضع العربي خلالها”.

واتفق الصفدي مع أبو الغيط، حيث اعتبر أن القمة كانت ناجحة بكل المعايير ونتائجها ستترجم ضمن عمل عربي مشترك أكثر تنسيقاً لحل أزمات المنطقة.

وكانت قد انطلقت في منطقة البحر الميت، صباح امس الأربعاء، أعمال القمة العربية الـ 28، والتي بحثت نحو 17 بنداً تبناها وزراء خارجية الدول العربية، في مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا واليمن وليبيا، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول عربية، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى تطوير جامعة الدول العربية، التي تأسست عام 1945.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى