ديمستورا ينهي ملف خدمته ويترك ملف القضية السورية مفتوحاً

 

يستعد ستيفان ديمستورا, المبعوث الأممي إلى سوريا لمغادرة هذا الموقع قريبا, بعد ان اصبح في حكم المؤكد أن لا يتم تمديد مهمته التي ستنتهي في منتصف نيسان المقبل، فيما بدأت ترشيحات أشخاص آخرين لخلافته.

وتقول مصادر مطلعة أن ديمستورا قد اجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريس، حيث قام الأخير بالتمديد لنائب المبعوث الدبلوماسي المصري رمزي عز الدين رمزي، لمدة 6 أشهر, لكنه لم يمدد لديمستورا، الذي سيستمر في أداء مهمته حتى يتم التوافق على مبعوث أممي آخر أو يتم تكليف نائبه عز الدين القيام بمهامه.

وهكذا يبدو ان الملف السوري قد أزاح الرجل الأممي الثالث على التوالي الذي بدأ بكوفي عنان ومن ثم تم تسليمه للدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، وبعده ديمستورا الذي بدأ بمهامه في تموز 2014.

أكثر من سنتين حافلة في العمل في أروقة الأمم المتحدة بالملف السوري ملأى بالاجتماعات في مدينة جنيف السويسرية يتذكر فيها وفدي المعارضة والنظام السوري ديمستورا بمحاسنه ومساوئه، أوصل المفاوضات إلى الجولة الخامسة، على أمل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية. علمًا أنه خلال العامين الماضيين لم يحقق فيها الشيء الكثير سوى نقل المفاوضات من مرحلة إلى أخرى، بسبب التوازنات الإقليمية والعالمية في الملف السوري، وفشلت خطته الاستراتيجية التي جاء بها أول تسلمه مهامه في “تجميد مناطق القتال” بدءًا من حلب.

تشير مصادر الى أن ديمستورا كان يُمنّي نفسه بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وبعدما آل منصب الأمانة العامة لغوتيريس، بعدها حاول التمديد في تكليفه في المرحلة المقبلة لإدراكه أنه سيُحال إلى التقاعد إن لم يتم التمديد له إذ لم يعد هناك أي مجال لترفيعه في المراتب الدبلوماسية الدولية أكثر من حصوله على الأمانة العامة، خصوصًا لشخص بلغ من العمر 70 عامًا.

وحسبما ترددت بعض الانباء فان ديمستورا كان يحاول تمديد ولايته، لأنه كان يأمل الحصول على جائزة نوبل حيث وصلت الأزمة السورية إلى نهايتها وأن الحل يبدو قريبًا، لأن الدول الفاعلة في الأزمة السورية ستضطر للجلوس معًا بعد الانتهاء من قتال داعش لتجنب الحرب المباشرة.

وكان ديمستورا تلقى فيتو من النظام السوري، أدى لرفض استقبال النظام لديمستورا في دمشق قبل بدء مفاوضات جنيف 5 والذي نسبه رئيس وفد النظام بشار الجعفري إلى خروج ديمستورا عن التكليف الممنوح إليه.

لذلك وفي نهاية هذه الجولة من المفاوضات سيكون الدبلوماسي السويدي الحامل للجنسية الإيطالية والعضو السابق في الحكومة الإيطالية، أمام التقاعد، بعد تسليم ملف الأزمة السورية لخليفته، ليبدأ من حيث انتهى ديمستورا.. ويفتتح جنيف 6.

حتى الآن هناك شخصان لخلافة ديمستورا بدون ترجيحات لأحدهم عن الآخر، أحد المرشحين هو حارث سيلاديتش، رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك سابقًا، وسيغريد كاغ ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان.

أما حارث سيلاديتش فهو سياسي وأكاديمي بوسني مسلم يجيد اللغة العربية، تم انتخابه في تشرين الأول عام 2006 ممثلا عن البوسنة في رئاسة البوسنة والهرسك، وأصبح وزيرًا للخارجية في الحكومة البوسنية التي قادها الرئيس الراحل، علي عزت بيجوفتش، والتي أعلن برلمانها استقلال الجمهورية عن يوغسلافيا السابقة.

يُذكر أنه درس اللغة العربية في الجامعة الإسلامية في مدينة البيضاء في فترة الستينات في ليبيا. شغل منصب وزير الخارجية من 1990 إلى 1993 للبوسنة والهرسك في وقت الحرب، ويعتبر من الجناح المعتدل، وله جملة مشهورة في منتدى ستوكهولم الدولي حول المحرقة النازية لليهود، 27 كانون الثاني 2000 “إذا قتلت شخص واحد، فإنك تحاكم. إذا قتلت عشرة أشخاص أصبحت من المشاهير، وإذا قتلت ربع مليون إنسان، فستتلقي دعوة لحضور مؤتمر السلام”.

أما المرشحة الأخرى فهي ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، الهولندية المسلمة سيغريد كاغ، وهي رئيسة البعثة الدولية المكلفة بتدمير الترسانة الكيميائية في سوريا، وترأست البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة منع انتشار الأسلحة الكيميائية، ويعرف عن سيغريد إتقانها للغة العربية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى