ندوة بمركز الحوراني بغزة حول دور الإعلام الثقافي في استنهاض الإبداع الفلسطيني

 

نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق في غزة, ضمن فعاليات وزارة الثقافة في يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية وميلاد الشاعر الكبير محمود درويش, ندوة ثقافية بعنوان “دور الإعلام الثقافي في النهوض بالحركة الإبداعية الفلسطينية”، وذلك بحضور نخبة من الكتاب والباحثين والمثقفين والإعلاميين ومهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي العام.

وقد افتتح هذه الندوة الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني، حيث رحب بالحضور وبالمتحدثين وهم: الدكتور أحمد حماد أستاذ الإعلام في جامعة الأقصى، والدكتور أحمد الشقاقي أستاذ الإعلام في جامعة فلسطين.

وقال: لقد قامت الحركة الإبداعية والثقافية في فلسطين قبل عام 1948 على الجرائد والمجلات، وكانت مجلة النفائس العصرية التي أسسها الكاتب خليل بيدس من أشهر المجلات التي نشر على صفحاتها القصص والأشعار والفصول الروائية والترجمات الأدبية، بالإضافة إلى العديد من المجلات والجرائد الأخرى التي كانت منتشرة في المدن الفلسطينية.

وأضاف يقول : كانت فلسطين قبل النكبة قبلة للكتاب والمثقفين والفنانين العرب الذين قدموا إلى فلسطين, وقدموا محاضراتهم وفنونهم على مسارح وسينمات فلسطين.

وأكد الباحث زقوت على تراجع الصحافة عن دورها الثقافي في الوقت الراهن لصالح الشأن السياسي، وغياب المجلات الأدبية والثقافية المتخصصة في المشهد الفلسطيني.

وقد تحدث الدكتور أحمد حماد عن دور الإعلام في تشكيل الوعي الثقافي، فقال: تعد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مصدرا مهما من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية.

وأضاف يقول : وإذا كان دور وسائل الإعلام في أي بيئة مجتمعية يتحدد بالأثر الذي تستطيع أن تحدثه فيها، فمن الممكن أن نقسم الإعلام باعتبار تأثيرها في المجتمعات إلى قسمين، قسم مؤثر فاعل، وقسم غير مؤثر وغير فاعل.

وأشار د. حماد إلى أن حالة الخواء الثقافي والفكري التي نلاحظها في كثير من شبابنا هذه الأيام لم تأت من فراغ، ولكن نتيجة ما يتعرض له هؤلاء الشباب من قبل وسائل الإعلام، إما لانها لا تعرف حقيقة دورها وأثرها في المجتمع، أو أنها تعرف ذلك وتدركه جيدا وتوظف تلك المعرفة وذلك الإدراك لإنشاء جيل من الشباب الأجوف.

وأضاف يقول: أن الإعلام أمانة ومسؤولية، والمؤسسة الإعلامية كالمؤسسة التربوية من حيث أثرها في تشكيل بنية المجتمعات ورسم ملامحها، وقد يتفوق اثر المؤسسة الإعلامية على التربوية نتيجة عوامل مختلفة، منها طبيعة المادة التي تقدمها كل منهما ومدى مناسبتها لأهواء المتلقين.

وتحدث الدكتور أحمد الشقاقي عن واقع الإعلام الثقافي في فلسطين، حيث أكد أن الثقافة والإعلام لهما دور واحد وهدف واحد هو مخاطبة الناس والاتصال بهم لتحقيق هدف توصيل المعلومة. وليس هناك ثقافة دون إبلاغ وتعبير عن محتواها، ولا إعلام جيد دون ثقافة تؤازره. والتطور الحاصل في وسائل الإعلام والاتصال يتجاوز صعوبات كانت عائقا أمام نشر المعلومة وتعزيز الإبداع.

وأشار د. الشقاقي إلى واقع الإعلام الثقافي الفلسطيني ومدى قدرته على صناعة المحتوى الإعلامي الثقافي وتقديم المحتوى الثقافي إلى الجمهور محليا وعربيا ودوليا.

وأضاف يقول: من المهم التركيز على تحفيز الإعلام للانتباه إلى العملية الإبداعية، بحيث لا يتم التعامل مع الثقافة كفائض عن الحاجة بل مكون أساسي لتعزيز الهوية الفلسطينية، فالمبدع الفلسطيني بحاجة إلى دعم من خلال التغطية الصحافية بكل الأشكال والفنون الصحافية.

وقدم د. الشقاقي في نهاية مداخلته مجموعة من التوصيات والمقترحات لتعزيز الثقافة إعلاميا، فقال: التعامل مع الثقافة باعتبارها رافعة أساسية لتطوير المجتمع الفلسطيني، وتوسيع المساحات المخصصة للثقافة في وسائل الإعلام، توسيع مشاريع الترجمة والتفاعل مع الفكر العالمي والإبداعات الإنسانية، وإشراك العناصر الشابة في اقتراح وتقديم البرامج الثقافية والإعلامية، والقيام باستطلاعات رأي بشكل دوري ومستمر لقياس اتجاهات الرأي ومدى تأثره بالثقافة والرسالة الإعلامية، وتعديل التوجهات استنادا للنتائج.

وفي ختام الندوة فتح باب النقاش والمداخلات، فتحدث الكاتب الروائي غريب عسقلاني عن أزمة الثقافة الفلسطينية، وتناول الكاتب توفيق أبو شومر الإشكالية الإعلامية تجاه الثقافة، وتحدث المبدع السينمائي محمود روقة عن دور الثقافة وأهميته في نشر الوعي، وأزمة السينما من المشهد الثقافي الفلسطيني، وأشار المخرج المسرحي صلاح طافش إلى أزمة المسرح الفلسطيني وبالتالي غياب التأثير الثقافي للمسرح، في حين عبر الفنان التشكيلي فايز السرساوي عن الحركة التشكيلية الفلسطينية ودورها في تشكيل الوعي الثقافي، وتحدث الباحث محمد حجازي عن إشكالية غياب الكتاب الثقافي والأدبي من المكتبات، وعدم اهتمام المكتبات الجامعية بتوفير كل المنتجات الثقافية الفلسطينية، وتناول فاروق شبلاق دور مركز التخطيط في الاهتمام بالكتاب ومتابعة كل جديد وتزويد المكتبة به، أما الشاعرة رحاب كنعان فقد أشارت إلى أزمة الطباعة في فلسطين، فيما دعا الشاعر أبو الأديب صقر المؤسسات الثقافية إلى الاهتمام بالكتابات الإبداعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى