اردوغان يدمغ قادة اوروبا بـ”الصليبية” ويتهم حكام ايران بنشر التشيع ويمهد الطريق لتقسيم تركيا

 

واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس الأحد،  تصريحاته الاستفزازية التي اثارت ضده عاصفة من الانتقادات والاحتجاجات وردود الافعال الغاضبة على السنة عدد من رؤساء الدول الاوروبية والاقليمية.

فقد اعلن اردوغان امس “إنَّ اجتماع قادة دول الاتحاد الأوروبي في الفاتيكان بمناسبة الذكرى السنوية الستين لتأسيس الاتحاد قد أظهر تحالفهم الصليبي”.

وكان قادة دول الاتحاد الأوروبي قد اجتمعوا امس الاول في روما والفاتيكان، بمناسبة الذكرى 60 لتوقيع اتفاقية “روما”، التي تأسس بموجبها الاتحاد.

تصريحات أردوغان هذه جاءت في كلمة ألقاها خلال مشاركته في افتتاح عدد من المشاريع التنموية في إسطنبول. وتساءل “لماذا اجتمعتم في الفاتيكان؟! ومنذ متى كان البابا عضواً في الاتحاد الأوروبي؟!”.

ولفت إلى أن “الاتحاد الأوروبي يرفض عضوية تركيا لكونها دولة مسلمة”. وانتقد أردوغان مواقف الأوروبيين تجاه تركيا، متهماً إياهم بدعم الإرهابيين وتوفير الأسلحة للعناصر الإرهابية الناشطة في المنطقة.

وتابع يقول: “إنَّ غضب الأوروبيين علينا ليس لأننا انحرفنا عن الطريق الصحيح، وإنما لأننا لم نعد نأتمر بأمرهم ولم نعد ننصاع لمطالبهم”.

تصريحات اردوغان الاستفزازية لم تقتصر على الجانب الاوروبي بل امتدت لتطال الجارة المسلمة (وليس الصليبية) ايران, وهو ما اضطر بهرام قاسمي, المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية للرد على تصريحات اردوغان التي اتهم فيها طهران بممارسة “سياسة عنصرية” في العراق، معتبراً (قاسمي) إن هذه التصريحات الاردوغانية “غير مقبولة وغير مبررة”.

ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية، قال قاسمي إن “تصريحات المسؤولين الأتراك تدخل في شؤون الآخرين، ولا أساس لها من الصحة”، مضيفاً إن هذه التصريحات “تسعى لتبرير سياسات تركيا التوسعية في دول الجوار”.

وتوجه قاسمي بالنصيحة إلى المسؤولين الأتراك “أن لا يقحموا القضايا الإنسانية في النزاعات السياسية”.

وأشار قاسمي إلى التصريحات الخاطئة لنائب رئيس الوزراء التركي حول وجود موجة جديدة من الهجرة من المهاجرين البالغ عددهم 3 ملايين مهاجر في ايران صوب تركيا ومنها إلى أوروبا، ونفى هذه المزاعم الغريبة قائلا، إن إيران تستضيف منذ اكثر من 30 عاما ملايين المهاجرين من دول الجوار, وعلى تركيا أن تتعلم من إيران كيف استضافت ملايين المهاجرين لاكثر من 3 عقود ولم توظف أبدا هذا الموضوع الانساني لمآرب واغراض خاصة ولم تستغلها سياسيا ضد أي بلد.

وأكد قاسمي أن ايران تعتبر احترام السيادة الوطنية ووحدة أراضي دول الجوار افضل خيار لتعزيز وتنمية العلاقات بين الشعوب والدول، مضيفا أن الحوار البناء مع الدول المجاورة يعد افضل وسيلة لتقوية وترسيخ العلاقات مع هذه الدول بدلا من توجيه الاتهامات إلى الآخرين.

وكان الرئيس التركي قال امس الاول السبت خلال فعالية للموظفين الحكوميين في مدينة أنطاليا، إن “السياسات الإيرانية تؤثر في العراق الآن.. وإن أزمة العراق مبنية على الطائفية والتفرقة”.

وحول المخاطر المحدقة بتركيا جراء حماقات اردوغان ومغامراته ومزايداته الانتخابية, اكد مايكل روبين المحلل الأمريكي المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إن أردوغان وصل إلى نهاية الطريق، معربًا عن رفضه لتعديلات النظام الرئاسي في تركيا بكلمة “لا” حسب صحيفة “زمان” التركية.

جاء ذلك في رسالة نشرها “روبين” الذي ينتمي للمحافظين الجدد، والذي كان قد تنبأ, على حسابه في موقع “تويتر” باللغة التركية, بمحاولة الانقلاب الفاشل في تركيا قبل وقوعها بثلاثة أشهر.

وقد وصف موقع “ترك برس” المقرب من الحزب الحاكم تصريحات مايكل روبين بـ”التهديد” الذي وجهه إلى الرئيس أردوغان، بينما كان أردوغان هو من وجه تهديدًا صريحًا للدول الغربية بقوله: “إذا استمرت مواقفكم على هذا المنوال فإنكم لن تتمكنوا من الخروج إلى الشوارع في أي مكان من العالم”، وحذا حذوه في ذلك كبير مستشاريه يغيت بولوت مهددًا أوروبا بشكل خاص.

يذكر أن هذه التهديدات قد دفعت الرأي العام الدولي وعددًا من الكتاب والمفكرين والسياسيين إلى اتهام الرئيس أردوغان باستخدام اللغة التهديدية التي يستخدمها زعيم “داعش” البغدادي لتهديد الدول الغربية.

وكان هذا الخبير الأمريكي الذي سبق أن عمل كمستشار للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش قد قال في وقت سابق أن السياسات التي نفذها أردوغان ضد الأكراد بحجة مكافحة “حزب العمال الكردستاني” قد قسمت تركيا فعلاً من الناحية النفسية، وقال أن التاريخ سيذكر أردوغان كرجل سيئ حطم تركيا بسبب غطرسته وكبريائه.

ورأى “مايكل روبين” أن المرحلة النفسية لعملية تقسيم تركيا قد اكتملت بفضل سياسات أردوغان، لكن لم يتحدد بعد ما إن كان الأكراد سيؤسسون دولة مستقلة أم سيشكلون اتحادًا فيدراليًا داخل تركيا، على حد تعبيره.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى