“الموساد” يوجه ضربة موجعة لحكومة حماس باغتياله للمجاهد المبعد مازن فقهاء في قلب غزة
تم مساء امس الجمعة اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء، بعد تعرضه لعملية إطلاق نار مباشر من قبل مجهولين جنوب مدينة غزة.
وقد أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، عن اغتيال فقهاء، المبعد من الضفة الغربية المحتلة إلى القطاع، برصاص مجهولين.
وأكد إياد البزم, المتحدث باسم الوزارة في بيان له امس، “اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء بعد تعرضه لإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين بمنطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة”.
وأشار البزم إلى أن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقًا عاجلًا في الحدث, بعدما كانت شرطة حماس قد اعلنت على لسان ناطقها أيمن البطنيجي, العثور على جثة الأسير فقهاء بوجود 4 رصاصات في رأسه بمنطقة تل الهوى بغزة.
وقد أفاد سكان محليون، بأن عدداً من المسلحين المجهولين، “أطلقوا عدة رصاصات على الأسير فقهاء، أمام البناية التي يقطن بها في تل الهوى جنوب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاده على الفور”.
جدير بالذكر ان مازن فقهاء هو أسير محرر من الضفة الغربية المحتلة، وقد أُبعد إلى قطاع غزة بعد إطلاق سراحه بصفقة “وفاء الأحرار” عام 2011، التي خرج بموجبها 1047 أسيرًا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وتتهم سلطات الاحتلال فقهاء وهو من مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، بقيادة “كتائب القسام” الذراع العسكري لحركة “حماس” في الضفة، وإعطائهم الأوامر لاختطاف وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في حزيران 2014 بالخليل.
وقد اتهمت حركة “حماس”، عملاء الاحتلال بالوقوف وراء اغتيال الفقهاء, حيث قال القيادي في الحركة إسماعيل رضوان، ان المجاهد مازن فقهاء قد تعرض مساء اليوم لعملية اغتيال جبانة، وعملاء الاحتلال يتحملون المسؤولية عنها”.
وأضاف “أصابع الاتهام تشير إلى ضلوع عملاء المخابرات الإسرائيلية في تنفيذ هذه الجريمة التي لن تمر دون محاسبة الذين يقفون ورائها”.
كما حمّلت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، العدو الاسرائيلي، مسؤولية اغتيال فقهاء، وتعهدت بالثأر له وبكسر معادلة الاغتيالات.
وقالت الكتائب في بيان نُشر على موقعها الالكتروني، فجر اليوم السبت، “نقسم أمام الله، ثم أمام أمتنا وشعبنا بأن العدو سيدفع ثمن هذه الجريمة”.
وأضافت الكتائب “أن معادلة (الاغتيال الهادئ) التي يريد أن يثبتها العدو الاسرائيلي على أبطال المقاومة في غزة سنكسرها وسنجعل العدو يندم على اليوم الذي فكر فيه بالبدء بهذه المعادلة”.
وأوضحت بأن “الجريمة من تدبير وتنفيذ العدو الصهيوني، والعدو هو من يتحمل تبعات ومسؤولية الجريمة”، مؤكدةً أن “من يلعب بالنار سيُحرق بها”.
ونعت الكتائب فقهاء، وبينت أنه ارتقى بعد رحلة من الجهاد والاعتقال والعطاء، أرّق خلالها العدو ووجه له صفعات قاتلة في قلب فلسطين المحتلة.
وأشارت إلى أن للشهيد فقهاء دور كبير في التخطيط والإشراف على عدد من العمليات النوعية البطولية كان أبرزها عملية الرد على مجزرة حي التفاح, وهي عملية اغتيال القائد الحمساوي السابق الشهيد صلاح شحادة.
وأشارت الكتائب إلى أنه قدّم لدينه ووطنه من جهده ووقته وعقله وسني عمره حتى لقي ربه ونال الشرف الذي سعى له منذ بداية مشواره.
ومن جانبه قال موقع “امد” الفلسطيني ان مصدرا مطلعا قد اكد له أن عنصرين من الموساد الاسرائيلي ، قاما مساء امس الجمعة ، بإغتيال الأسير فقهاء، في منطقة تل الهوى.
وحسب معلومات مصدر (أمد) فأن شخصين قاما بإطلاق النار من مسدس كاتم للصوت على مسافة قريبة من الأسير المحرر مازن فقهاء عند الساعة الثامنة والنصف مساء الجمعة في منطقة تل الهوى.
يذكر أن الأسير فقهاء من محرري صفقة شاليط التي تمت بين حركة حماس واسرائيل، والشهيد من نشطاء حركة حماس ، وأحد منفذي عملية صفد التي أودت بحياة أكثر من تسعة اسرائيليين، وتم الحكم على فقهاء من قبل السلطات الاسرائيلية، 9 مؤبدات ، وهو من طوباس، تم ابعاده الى قطاع غزة اثر عملية تبادل الاسرى.
وفي طوباس حمّلت عائلة الشهيد فقهاء، السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن اغتيال نجلها، حيث قال محمد فقها، والد الشهيد، أن قوات الاحتلال اقتحمت منزلهم عدة مرات، وكانت تحذره من مغبة استمرار نجله في تجنيد الخلايا والتخطيط لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
وأضاف والد الشهيد، يقول في حديث مع “قدس برس”، أن التفاصيل التي وصلت العائلة حول استشهاد نجله، هي ذاتها التي نقلت عبر وسائل الإعلام، مشيرا إلى أنهم بانتظار ظهور نتائج التحقيق حول عملية الاغتيال.
وشدد على أن الاحتلال هو الذي يتحمل المسؤولية عن استشهاد نجله، سواء كان التنفيذ بيد قواته أو عن طريق العملاء.
ولفت فقهاء، إلى أن ضباط مخابرات إسرائيليون قالوا له إن “يدهم طويلة وسيصلون لنجله أينما كان”، مضيفا أن الاحتلال نفّذ ما هدد وحذّر به، وأقدم على اغتيال نجله لدوره في المقاومة.