ريم بقلب أسد

الى صاحبة الارادة الصلبة والحدس السليم،

الى التي قدمت نموذج “معدن شخص” القادة القدوة بالتزام مبادىء المنظمة التي تخدم وبالاحتكام الى أصول قواعد الوظيفة وتحكيم الضمير الحيّ معًا،

الى التي تقول الحقّ وتفعل الصحّ (وهذا واجب جميع المسؤولين) فتناهض التمييز وتدعو الى تطبيق القانون، كلّ القانون، على الجميع، كلّ الجميع، والى تحقيق العدالة للجميع … حتى الإستشهاد السياسي،

الى من التزمت القيم السامية (ولا صلة بلا سامية الدعاية الصهيونية) ورفضت الكيل بمكيالين،

الى من برهنت للعالم أن إحقاق الحقّ ما زال ممكنًا… ولو في وجه أعتى الأعداء… ولو بعد حين !

اليها نقول باعتزاز: نحيّيك يا ريما على إنحيازك الفاضح الى معسكر مقاومة الظلم، مهما كلّف الأمر.

لقد أعطيت صورة نادرة عمّا يجب أن يكون موقف “الرجل” العربي في موقع المسؤولية بموقفك هذا، الانساني والأخلاقي والوجداني أولًا، والقانوني والحقوقي والتقني ثانيًا، والسياسي والطبيعي ليس أخيرًا.

وكما قال عنك مؤخرًا شرفاء الأمّة وأحرار هذا العالم: فعلت كلّ ذلك ” بجرأة وشجاعة وإنصاف وانسجام مع الذات والضمير “.

أما نحن،

فلقد أعطيتنا جرعة من المضاد الحيوي الموصوف لازالة مفاعيل فيروس الإستسلام والخنوع المتفشي في عالمنا البائس، ولقد زوّدتينا بمخزون من حبوب المقويّات المعيدة للثقة بالنفس والإحساس بالكرامة ، وما أحوج الجسم العربي المترهّل لهذه المضادات والمقويّات في هذه الأيام.

الأمة في سبات محطّم (بالتحريكين!)

والمتحكّمون بمصير الأمّة باتوا بحاجة الى ” دم من فئة ريما خلف “.

إن الإستقالة المعلّلة والتي تكشف العلّة في النظامين الأممي والرسمي العربي هو عمل مقاوم، هو وسام شرف لا يرتقي أحد من الرسميين العرب الى مرتبة منحك ايّاه !

لقد قدمت خلال قيادتك للمنظمة لائحة إدّعاء تلو الأخرى الى محكمة الضمير الإنساني، الى محكمة الشعب العربي ومنها، إن شاء الله، الى المحاكم الوطنية والقطرية والدولية المختصة لملاحقة المرتكبين ومعاقبتهم، دولًا (مزعومة أو معترف بها) أكانت أو مسؤولين، ثم أنك وضعت موضوع “وجود (ما يسمى بدولة) “إسرائيل” ” على نقطة الإنطلاق على سكة طويلة، لكنّها اّتية لا محال … ولو بعد حين، فاختصرت محطاتها في خاتمة التقارير الصحّ الأمر الذي بات يهدّد بقاء الدولة العنصرية الغاصبة في هذا الزمن الصعب والرديء.

هنيئًا لنا جميعًا ما فعلته والله يكون بعونك في ما هو ما زال مطلوبًا منك أن تفعليه.

والى وقفة عزّ… ” مستدامة ” (باللغة الأممية) يا أصدقائي !..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى