وساطة أردنية- كويتية- إماراتية للمصالحة بين السعودية ومصر خلال القمة العربية

قالت مصادر دبلوماسية، إن اجتماعا مرتقبا للمصالحة بين القيادتين السعودية والمصرية، سيعقد في الأردن، على هامش القمة العربية، المقررة نهاية الشهر الجاري، برعاية إمارتية- كويتية- أردنية.

ونقلت صحيفة «اليوم الجديد»، عن مصادر دبلوماسية، وصفتها برفيعة المستوى، عن جهود لإتمام المصالحة بين مصر والسعودية، عبر شهور من الفتور بين القاهرة والرياض، على خلفية عدم التوافق في ملفات ثنائية وإقليمية.

وقالت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، إن القمة بالأردن ستشهد اجتماعًا مغلقًا بين القيادة السياسية في القاهرة والرياض، برعاية إماراتية ـ كويتية ـ أردنية.

وأشارت المصادر إلى أن زيارة وزير الخارجية الأردني «أيمن الصفدي» للقاهرة، كانت بناء على توجيه من العاهل الأردني، وجاءت لوضع ترتيبات القمة العربية، وأيضًا لتنقية الأجواء المصرية السعودية، بهدف إتمام الاجتماع النهائي في الأردن لتسوية كل الخلافات على مستوى أعلى.

كما كشفت أن مسؤولًا سعوديًا يزور مصر حاليًا في إطار التحركات الدبلوماسية بين البلدين لتقريب وجهات النظر، وأنه عقد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين بالقاهرة لمناقشة الملفات الخلافية بين القاهرة والرياض.

ووفقًا للمصادر ذاتها، فإنه جرى الاتفاق على وقف أي هجوم إعلامي في البلدين، واستئناف تنفيذ العقود الاستثمارية الموقعة بين مصر والسعودية، والتي تم إيقافها في الفترة الماضية، مضيفة أن المملكة ستبدأ في تنفيذ عدد من المشروعات داخل الأراضي المصرية خلال الفترة المقبلة، وتحديدًا في شمال سيناء.

وكان من ضمن البنود المتفق عليها أيضًا، استئناف ضخ شحنات البترول لمصر من شركة «أرامكو» السعودية مرة أخرى دون شروط مسبقة، وهو الأمر الذي أُعلن عنه رسميًا الأيام الماضية.

وأوضح المصدر أن الشركة السعودية أكدت في تعهد كتابي عدم تجميد الاتفاقية مع مصر مرة أخرى.

وحسب المصادر، فإن جهود إتمام المصالحة لم تتطرق للعلاقات بين البلدين فقط، لكن تجري مناقشة استغلال المصالحة بين القاهرة والرياض للاتفاق على قضايا عربية كبرى.

وشرحت المصادر، أن المحاور الرئيسية للمناقشات يأتي على رأسها بحث إنشاء تحالف عربي على غرار «حلف الناتو»، للتدخل السريع لمواجهة أخطار الإرهاب في المنطقة، وسيكون بمشاركة كل الدول العربية، بجانب ذلك، فهناك مشاورات حول وضع وثيقة عربية موحدة لمكافحة الإرهاب، تنص على التبادل المعلوماتي بين الدول العربية في هذا المجال، وخصوصًا فيما يتعلق بالتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، ووفقًا لذلك ستكون هناك اجتماعات أمنية متبادلة على المستوى العربي.

وتطمح الجهود العربية المبذولة لأن تكون المصالحة بين مصر والسعودية مفتاحًا لحل قضايا أخرى، مثل طرح وثيقة عربية شاملة بالتنسيق مع القاهرة والرياض لتسوية الأزمة السورية، وأوضحت المصادر أن هذه الوثيقة ستقرب وجهات النظر بين البلدين، وستنص على بنود واضحة، على رأسها الحفاظ على الجيش السوري، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، ومنع تمدد الجماعات الإرهابية من سوريا الى دول الجوار.

بجانب ذلك، تجري مناقشة تأثير المصالحة مستقبلًا على الوضع في ليبيا، بحيث تفتح الطريق لإعادة التأهيل والإعمار خلال الفترة المقبلة.

وختمت المصادر حديثها، بأن المصالحة المنتظرة ستُكلل بوثيقة تعاون مشترك بين الدولتين في مجالات مكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي، وزيادة الاستثمارات، وإقامة مناورات عسكرية مشتركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى