من الذي سقط..؟

بقلم : نوال عباسي

تنويه: أربعة عشر عاما مرت على إحتلال العراق.. هذه المقالة كتبتها في صحيفة المجد القومية المناضلة في الرابع عشر من نيسان عام الفين وثلاثة ،وإحتلال العراق كان من  ذاك  النيسان وهذه أول مقالة كتبتها بعد إلإحتلال ، وكانت تحت عنوان (من الذي سقط؟ ) اُعيد كتابتها كل عام.. لتنشر في أي صحيفة أكتب بها، وسأظل اُعيد كتابتها كما هي دون إضافة أو حذف، وساعيد كتابتها كل عام  حتى يرحل الغزاة  وأذنابهم  وبيادق شطرنجهم عن أرض العراق.  

إخوتي العرب في كل مكان من وطننا العربي، أتألم حتى التمني بالموت وأنا أشاهد عبر شاشات التلفزة الصهاينة والأنجلو أمريكيين والفرس والعملاء والخونة والمرتزقة وهم يعبثون بالعراق أرضاً وشعباً، ويحاولون حكمه بالحديد وبالنار.

أجزم بأن جرائم الحرب  البشعة التي إرتكبها الأوغاد لإحتلال العراق لم يسجل التاريخ مثلها..إنها تعد أشد بشاعة من جريمة هولاكو، فالقنابل المتعددة الأنواع والأحجام من عنقودية وفسفورية وإسمنتية المعبأة باليورانيوم المنضب وغيره من المواد السامة والحارقة والمسرطنة كانت تنهال على العراقيين كزخات المطر دون ذنب جنوه..وإن كذب بوش وبلير وإتهامهما للعراق بأنه  يمتلك أسلحة محرمة دولياً كان مكشوفاً للقاصي والداني  وإنهما يودان تدميرتلك الأسلحة فقط..!  وبتلك الكذبة  احتلوا العراق  بالقوة الغاشمة وبالبلطجة وبوقاحة  غير مسبوقة..  من أجل الجلوس على منابع نفطه..  ولتحقيق حلم الصهاينة بوطن يمتد من النيل إلى الفرات.بعد تهويد  كل فلسطين.

ولقد فتحت الأرض العربية للغزاة أبوابها وأجواءها ..و قدمت الطاعة المطلقة من المسئولين العرب لمجرمي الحرب لإحتلال العراق الذي يعد البوابة الشرقية المدافعة عن اُمتنا العربية..المسئولون العرب كانوا ولا يزالون صامتين غير مبالين.. أو مسرورين بتقتل وبتدمير الأوباش للعراق واللعراقيين..    وكأن العراق يقع في مثلث برمودا أو  في بلاد الواق واق..  إن ما شاهدناه عبر شاشات التلفزة من جرائم إقترفها الغزاة بحق أهلنا في العراق تقشعر لها الأبدان، فالبشر أضحت نعوشاً، ودماء الأبرياء أصبحت تغطي معظم الأمكنة، والسجون أصبحت تعج بالمعتقلين الأبرياء ، ناهيك عن ملايين الهاربين من الموت بعدما أحرق الغزاة الأخضر واليابس، ودمروا حضارة أُم الحضارت، وعم سواد الإحتلال العراق بعد تكتيف مارده الجبار (صدام حسين)بالحصار الظالم الطويل..وبفرق التجسس الكاذبة.. لأنهم قد دمروا أسلحة الدمار الشامل  التي كان يمتلكها العراق عام 1991 ألممنوع على العرب إمتلاكها  .. وبعد ذلك دخلوا إلى  العراق واحتلوه  أمنين..!

إني أسمع القدس تصرخ..والأقصى يئن .. وأرى اهلنا في فلسطين يهجرون.. وفلسطين تهود..وارض الرافدين تدنس ببساطير الغزاة والمرتزقة والخونة..و لقد أضحى البعثي العروبي إرهابياً.. ورأسه مطلوباً من الغزاة للقطع.. والمناضل المدافع عن حرية وطنه ارهابياً أيضاً..وبات العراق الرافض لكل أشكال الإستسلام والتطبيع مع الصهاينة مرتعاً للصهاينة والفرس وللحاقدين والطامعين في إستعبادنا .. ولقد اصبح الإعلام العربي مسيساً يهاجم الرجال الأفذاذ ويتجاهل مجرمي الحرب الحقيقيين.

أعرف العراق والعراقيين جيداً.. وأعرف بأنهم أبطال.. وأجزم بأن بغداد لم تسقط .. إنما اُحتلت بالقوة الغاشمة.. أجل لم تسقط اما  الذي سقط فهو جامعة الدول العربية، والمسؤلون العرب،ومجلس الأمن الدولي،وكوفي عنان، وبريطانيا. وكل من أيد أو دعم الحرب على العراق.. وكذلك سقطت الشرعية الدولية والسماوية في دماء اطفال العراق.. وأمريكا هي التي سقطت في شريعة الغاب وموت الضمير.. أجل امريكا هي التي سقطت في المستنقع العراقي.. وأجزم بأن  المقاومة العراقية الباسلة  ستجعلها  تهرب هي واذنابها الى جحورهم.. وثم إلى جهنم.. وبأس المصير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى