استقالة ريما خلف من الاسكوا تكشف هوان الامم المتحدة وتفضح ارتهانها لمشيئة امريكا واسرائيل

أكد المرصد الاورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن المنظمات الأممية قد خسرت واحدة من المدافعات الشرسات عن الحريات، وذلك في أولى ردود الفعل على استقالة المسؤولة عن منظمة الـ”إسكوا”، ريما خلف، امس الجمعة، إثر رفضها قرار سحب تقرير يدين إسرائيل.

وفي بيان له صدر مساء امس، ثمّن المرصد عاليا ذلك “الموقف الصلب والمدافع للأمينة التنفيذية لمنظمة إسكوا”.

وأعرب المرصد الأورومتوسطي عن بالغ أسفه لطلب الأمانة العامة للأمم المتحدة من منظمة “إسكوا” سحب التقرير والتراجع عن محتواه، رغم كونه معدّا بطريقة علمية واحترافية.

كما طالب المرصد الحقوقي المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الأمم المتحدة التي “تتعرض لضغوطات عديدة وواسعة، أدت لاستقالة واحدة من أبرز الشخصيات المستقلة فيها”، مشيراً إلى أن استقالة خلف هي صفعة للعدالة الدولية.

وقال مدير المرصد الدكتور رامي عبده، إن “ما فعلته خلف يعبر عن تمسكها بمبادئها حتى على حساب عملها، ولو تنبه العالم لما قالته فلسوف يكتشف أن الاجدى عمليا هو تكريمها كونها كانت مسؤولة عن تقديم تقرير شفاف ويعكس الحقيقة”.

وأضاف عبده “لم تتمكن أي من الجهات التي لم يعجبها التقرير من نقض او التشكيك بمضمونه وانما اكتفت جميعا بالضغط بهدف سحبه بدلا من التعامل مع محتواه ومحاولة تصويب الأوضاع الحقوقية السيئة التي يعكسها بمعاملة اسرائيل للفلسطينيين”.

وكان المرصد الاورومتوسطي قد أشاد سابقا بالتقرير، باعتباره اول تقرير أممي يكشف الانتهاكات الإسرائيلية ويوضحها بجرأة وبأسلوب علمي.

وكانت ريما خلف، الأمين التنفيذي لمنظمة “إسكوا”، قد اعلنت امس الجمعة، خلال مؤتمر صحفي، عقدته في بيروت استقالتها من منصبها بعد مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لها بسحب هذا التقرير الذي يدين إسرائيل.

وأوضحت خلف خلال المؤتمر أنها قدمت استقالتها بعد أن طلب منها غوتيريش أمس الاول الخميس، سحب تقرير يدين إسرائيل، مشيرة إلى أنها دعته إلى مراجعة قراره، وقدّمت استقالتها بعد تمسكه بطلبه، فقبلها مساء الجمعة.

وأشارت إلى أن تعليمات صدرت لها خلال الشهرين الماضيين بسحب تقريرين يدينان الممارسات الإسرائيلية، مؤكدة أنها تُصر على استنتاجاتها في التقرير أن إسرائيل تمارس سياسة الفصل العنصري.

وأضافت خلف “أجد نفسي غير قابلة للضغوط التي مورست عليّ خلال الفترة الأخيرة، وأؤمن أن التمييز على أساس البشرة أو الدين أو العرق أمر غير مقبول , ولهذا فقد استقلت لأنني أرى أن واجبي أن لا أكتم شهادة حق عن جريمة ماثلة”.

وشددت على أن “الواجب يفرض تسليط الضوء على الحقيقة، وأن هذه الممارسات لا يمكن تبريرها”.

وفي نهاية المؤتمر الصحافي قدم السفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور، لخلف خريطة فلسطين محفورة بالخشب بأسماء جميع المناطق الفلسطينية إضافة الى الكوفية الفلسطينية.

وكانت خلف قد استعرضت يوم الأربعاء الماضي، في مؤتمر صحفي، تقريرا أعدته لجنتها حول “ممارسات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني ومسألة الفصل العنصري”.

وقالت خلف إن “تقريرها يخلص إلى أن إسرائيل قد أسست نظام فصل عنصري تجاه الشعب الفلسطيني بأكمله”، وهو التقرير الذي تبرأ منه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسمه استيفان دوغريك، إن “التقرير لا يعكس آراء الأمين العام، وما ورد فيه إنما يعكس فقط آراء هؤلاء الذين قاموا بكتابته، ونحن نعرفهم”.

وبتكليف من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، كتب هذا التقرير كل من: ريتشارد فولك الخبير في القانون الدولي وحقوق الإنسان، المقرر الخاص الأسبق المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وفيرجينيا تيلي الباحثة والأستاذة في العلوم السياسية، والخبيرة في دراسة السياسات الإسرائيلية.

من جهته، طلب السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة داني دانون، من غوتيريش أن “ينأى بالأمم المتحدة عن هذا التقرير المنحاز والمخادع”.

وندد السفير الإسرائيلي رسالة بعث بها إلى الصحفيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة، باتهام تقرير “إسكوا” إسرائيل بـ”الفصل العنصري”، معتبرا أنها “محاولة تشويه سمعة الديمقراطية الحقيقية الوحيدة في الشرق الأوسط (يزعم أنها إسرائيل) عن طريق خلق تشبيه كاذب.. هذا أمر حقير ويشكل كذبة صارخة”.

وقد أفادت مصادر إعلامية عبرية، بأن سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قد طالبت الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتريش، بإلغاء قرار أممي أدان الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، إن الطلب الأمريكي جاء استمرارًا لوعد إدارة ترامب بالصراع ضد انحياز الأمم المتحدة لصالح أعداء إسرائيل، لافتة إلى أن المطالبة تخص إلغاء التقرير الذي يتهم تل أبيب بممارسة “الأبرتهايد” ضد الفلسطينيين.

ولفتت الصحيفة الاسرائيلية إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، سارع إلى التوضيح بأنه لا يثق بتقرير الـ “إسكوا”، ولا يعتبره يمثل الأمم المتحدة.

وذكرت أن السفيرة الأمريكية، أشارت إلى أن “الولايات المتحدة غاضبة على كتابة التقرير”، لافتة إلى أن سكرتارية الأمم المتحدة محقة في التنصل من التقرير، لكن عليها مواصلة العمل لإلغائه تمامًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى