المغرد السعودي “مجتهد” يعود ليرسم صورة قاتمة لصراعات “المحمدين”

بعد انقطاع لعدة اشهر عاد المغرد السعودي المعروف باسم “مجتهد” بعدة تغريدات على “تويتر” قال فيها : نبدأ بالحديث عما يجري في العائلة الحاكمة، وهل هناك سباق حقيقي بين المحمدين؟ وهل هناك نشاط آخر من قبل غيرهما لخيار ثالث أو لدعم أحدهما؟

واضاف “مجتهد” يقول : السباق بالطبع على قدم وساق، وهناك نشاط وجدل في العائلة، لكن قبل أن أجيب على هذين السؤالين وأبين حقيقة الوضع أود أن أؤكد عدة نقاط:

أولا: ابن سلمان وابن نايف حريصان على أن لا يظهر منهما أي تصرف يوحي بشيء إلى أن تنطلق الخطوة الأولى من أحدهما في إبعاد الآخر حتى لا تجهض الخطة.

ثانيا: لا يمثل الشعب والعلماء والأعيان والقبائل أي أهمية في قرار المحمدين، وكلاهما يهتم جدا بأمرين: ردة فعل العائلة ومدى موافقة أمريكا.

ثالثا: اللغط والجدل ما زال يدور في العائلة حول نشاط ومصير المحمدين, لكن لم يتمخض عن أي خطوة جادة في التأثير على مستقبل السلطة والعرش.

وقال ايضا : نبدأ بالحديث عن موقف بقية آل سعود، حيث يعبر الكثير منهم في المجالس الخاصة عن التذمر من تهور ابن سلمان واحتكاره السلطة واستحواذه على الأموال, ويدور معظم انزعاج العائلة حول مصالحهم الخاصة في إبعاد شركاتهم ومؤسساتهم، واستيلاء شركات ابن سلمان على مناقصات وعقود الدولة, كما أرعبتهم جدية ابن سلمان في بيع أرامكو، حيث سيتحول النفط تحت الأرض إلى “نقد” سينتهي حسب توقعهم إلى جيب ابن سلمان ولن يصلهم منه إلا الفتات.

والطريف أن كثيرا من آل سعود يسمون ابن سلمان في دوائرهم الخاصة “الدب الداشر” وآخرون يسمونه “ولد العجمية” وبعضهم  يتفق على رمز خاص, ومقارنة بقلقهم على اموالهم فالقليل منهم فقط قلقون من صراع المحمدين لأن غالبيتهم غيرمؤهلين عقليا وثقافيا لتصور الخطر, بل مشغولين بشهواتهم وبذخهم.

واشار “مجتهد” الى ان الخشية من ردود فعل شعبية على إجراءات ابن سلمان التقشفية والتغريبية غير موجودة حيث تربى الجميع على أن الشعب لا يستحق أن يحسب له حساب, ولذلك فاللغط داخل العائلة لا يعدو أن يكون تذمرا من تقليل نصيبهم من المليارات أو خوفا من بيع أرامكو أو غيرة من حظ هذا المراهق تحت سلطة أبيه, وخلافا لما يعتقد من حرص آل سعود على وحدة العائلة فمعظمهم خائف من تهديد ابن سلمان وطامع في ترغيبه وإكرامه ولا يهمه وحدة العائلة.

وقال “مجتهد” : تبين من هذه التجربة أن آل سعود أكثر جبنا من الشعب حيث لا يتجاوزالتذمرالمجالس الخاصة, ولم يتجرأ أحد على الحديث علنا أو تنظيم خطة لتدارك الوضع.. وبقدر ما تلاعب آل سعود بالشعب بالترغيب والترهيب فقد تلاعب ابن سلمان بأبناء عمه بنفس الطريقة وذلك بتهديد من ينتقد وإكرام من يدعم, وبقدرما ينتشر النفاق وبيع الكرامة بين أعيان الشعب الذي يشتريهم آل سعود فإنه يسود في العائلة كذلك طبقا لترغيب وترهيب المحمدين.

كمثال على ذلك دعا محمد بن فهد إلى وليمة كبيرة على شرف عمه أحمد وأدى المدعوون عرضة رددوا فيها “تحت بيرق سيدي سمعا وطاعة” يقصدون عمهم أحمد, وكانوا يقصدون في هذه العرضة إرسال رسالة لابن سلمان أن مرجع العائلة هو أحمد بن عبدالعزيز حيث كانوا يعلمون أن خبرها سيصل ابن سلمان, وهذا هو المطلوب.

وقال “مجتهد” : وحين سمع ابن سلمان بذلك رتب لمحمد وسعود أبناء فهد أن يكونا في مقدمة وفد والده في رحلة آسيا فلم يترددا في قبول العرض وأولهما محمد بن فهد, أما أحمد بن عبدالعزيز فهو أكثرهم ترددا وجبنا، وأقصى ما فعله أن كلم الملك بتردد وخجل عن تهور ابنه محمد فرد عليه الملك “ادعوا له” وانتهى الموضوع.

وأحمد بن عبدالعزيز يعلم أن التصرف الحقيقي ليس في مخاطبة الملك المخرف بل في مبادرة مستقلة منه وستلحقه العائلة لكنه أجبن من أن يفعل ذلك, وتكليمه للملك ليس إلا تخلصا من حرج الضغط الذي يتعرض له داخل العائلة لعمل شيء، فكأنه يقول “خلاص كلمت الملك وشتبوني أسوي” على أساس برئت ذمته!!

باختصار فإن وضع العائلة بائس وهي أعجز من أن تكون قادرة على احتواء الموقف أو منع التداعيات الخطيرة بل حتى عاجزة عن تصور الخطر.

وقال ايضا : ننتقل الآن للحديث عن المحمدين،  فرغم المجاملات الظاهرية فقد توسع الشك وازدادت الريبة وتعمق سوء الظن لأبعد مدى، خاصة خلال الستة أشهر الماضية.. وكان المحمدان يلتقيان ما لا يقل عن مرتين أسبوعيا غالبا في الديوان الملكي، ويتظاهر كل منهما بالحميمية تجاه الآخر حتى في اللقاءات الخاصة, ومنذ نهاية صيف العام الماضي توقفت اللقاءات وصارا لا يلتقيان بشكل شخصي إلا مصادفة في لقاءعابر ويكون باردا وباهتا إلا اذا وجد الإعلام..

خلال تلك الفترة غاب ابن نايف عن الديوان وتوقف عقد مجلس الشؤون الأمنية والسياسية لأن ابن نايف أحس أنه طرطور بعد أن سحب المراهق صلاحياته, ولم ينعقد المجلس إلا مرة واحدة بعد عودة ابن نايف من الجزائر بينما انعقد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية مرات كثيرة برئاسة ابن سلمان, ورأى ابن سلمان أن لا يهتم كثيرا بالمعارضة داخل العائلة بعد أن رصد التردد والجبن والسلبية لديهم وأدرك أن مشكلته الحقيقية هي مع الأمريكان.

وقال “مجتهد” : وكان الأمريكان قد أرسلوا له رسالة غير مباشرة مضمونها أن لا يتهور بأي خطوة يزيح فيها ابن نايف وفهمها جيدا وكانت السبب الرئيسي في التاجيل, وكان ابن سلمان قد حاول أيام أوباما كسب الأمريكان من خلال نافذة إسرائيل ومن خلال تنفيذ حملة تغريبية في البلد لكن لم يتمكن من ترجيح كفته عندهم, وظن ابن سلمان أن أمريكا ستكون مشغولة خلال مرحلة تغيير الرئيس ويمكنه خلال هذه النافذة الزمنية انتزاع قرار من والده يقفز فيه فوق ابن نايف.

ولهذا السبب كان ينوي أن يصدر القرار في يوم تنصيب ترامب تحديدا، لكن من سوء حظه أن والده كان تلك الأيام في حالة تحسن ذهني فرفض الفكرة.

وبعد استلام ترامب لم ييأس بل ازداد حرصه على كسبه، وتمكن فعلا من بناء علاقة قوية مع المقربين من ترامب وخاصة رودي جولياني عمدة نيويورك سابقا.

وكان جولياني قد أثنى شخصيا على ابن سلمان وقال بالنص أنه يسعى مشكورا للتطبيع مع إسرائيل والحد من سلطة المتشددين الإسلاميين في السعودية.

ورحلته الحالية لأمريكا ستكون تبادل منافع حيث سيقدم صفقات ضخمة جدا لتقوية موقف ترامب شعبيا بعد فضائحه مقابل دعم ترامب له ضد ابن نايف.

وترامب بحاجة لهذه الصفقات حتى توفر وظائف وأموال للشعب الأمريكي وتخفف من مشاكله الداخلية التي خلخلت شعبيته ولهذا كان هو الذي دعا ابن سلمان.

ولذلك فالسبب الرئيسي لحضور ابن سلمان هو تقديم مئات المليارات لأمريكا مقابل دعم ترامب وليس تفاهم حول إيران والمشاكل الإقليمية والإرهاب.

أما ابن نايف فقد وثق علاقته مع CIA وFBI وفاز بميدالية جورج تينيت لمحاربة الإرهاب, وهي إضافة قوية لملفه العلاقي وسيرته الذاتية عند الأمريكان.

من جهة أخرى تمكن من استلام ملف العراق وذلك حتى يقنع الأمريكان أنه مستعد أن يبيع كرامة السعودية والخضوع لحكومة العراق من أجل هزيمة داعش.

والآن بتوجيه من ابن نايف تُدفع أموال طائلة لتجنيد البقية من السنة العراقيين ضد داعش ويُقدم دعم سياسي وإعلامي ولوجستي للحكومة العراقية.

وهكذا صارت أموال البلد وكرامة البلد وهوية البلد وأمن البلد ومستقبله أدوات يستخدمها المحمدان في سباقهما لإرضاء أمريكا والفوز بختم الموافقة.

لاحقا إن شاء الله مزيد من التغريدات عن

وزير التعليم سعود القحطاني

التطورات في اليمن

مستقبل مشاريع السكن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى