شروق القواسمي.. فنانة عفوية تختزل الوقت وترسم بالذهب

الخليل - قدس برس

لبرهة من الزمن، تنتابك الحيرة وتقضي دقائق قليلة مترقباً لتحديد معالم اللوحة الفنية التي تُرسم أمامك، قبل أن يُنفث عليها مادة ذات لون ذهبي لتعيد الروح لرسمتها، وتُبدد معها الغموض وتظهر اللوحة الفنية في أوج جمالها.

تلك هي طريقة الفنانة التشكيلية شروق القواسمي (21 عاما)، من مدينة الخليل، في رسم لوحاتها الابداعية، والتي جمعت بين ريشتها الحرّة ومعرفتها وتعمقها بفلسفة الفن التشكيلي.

تقول القواسمي، إنها بدأت رحلتها مع موهبة الرسم منذ كانت في السابعة من عمرها، عندما بدأت تثير انتباه والدتها برسوماتها الجميلة، كما لفتت انتباه معلماتها في المدرسة.

وتضيف، إن أول من اكتشف موهبتها، هي والدتها التي شجعتها عليها من خلال إحضار أدوات الرسم؛ الأولوان والكراسات، مبينة أنها تقوم بتنمية موهبتها عبر متابعة حلقات “اليوتيوب” عن الفن التشكيلي السريع.

وأفادت الطالبة في جامعة الخليل، بأنها تمكنت مؤخرًا من انجاز اللوحة التشيكية خلال دقيقتين، بعد أن كانت تستغرق 10 دقائق لإنجاز نفس اللوحة الفنية عبر التدريب الذاتي المكثف.

وأضافت في حديثها لـ “قدس برس”، أنها لم تحصل على مساعدة من أحد أو تتلقى دورات فنية، وتشعر أنها تكتسب مهارات أفضل من خلال السرعة في إعداد لوحاتها الفنية.

وبيّنت أنها تقوم بـ “الرسم المباشر، الذي لا يستغرق أكثر من 3 دقائق على القماش، عبر استخدام الألوان المائية المختلفة”.

وأوضحت: “أبدأ بالمناطق الواسعة في الصورة، وأترك التفاصيل الصغيرة للنهاية”، في مشهد يجذب انتباه المشاهد حتى النهاية.

وتبدع القواسمي اليوم في إعداد لوحات تشكيلية، برسم السريعة والمباشرة منها لشخصيات فلسطينية وعربية، عبر استخدام الألوان على لوحة سوداء.

وتُشير: “المشاهد لا يمكنه معرفة ملامح الصورة إلا بعد أن أقوم برشها بمادة البرق الذهبية، فحينها تظهر جمالية اللوحة الفنية التي تثير فضول المشاهد”.

وتطمح القواسمي لتحقيق أرقام قياسية جديدة، بإعداد الرسومات واللوحات الفنية خلال فترة لا تتجاوز الـ 90 ثانية، وترى أن لديها القدرة على ذلك عبر مزيد من التدريب، والتفرغ لهذه الموهبة.

وشاركت “شروق” في معارض فنية محلية بجامعات ومؤسسات فلسطينية، بإعداد لوحات فنية حازت على اعجاب الحضور كون أن هذه الموهبة غير منتشرة في الأراضي الفلسطينية، وربما لم يشاهدها الكثيرون إلا في معارض فنية عربية ودولية.

تتطلع الفنانة الفلسطينية للمشاركة في معارض عربية ودولية، وتلقي دورات تدريبية بالخارج تعزز مهارتها وتنميها للتمكن من خوض منافسات على مستوى دولي.

ولفتت النظر إلى أن وجود عدة عوائق تمنعها من السفر خارج فلسطين المحتلة، قد حال دون قبولها عروض قدمت لها كمنح لتلقي دورات متقدمة بالفن التشكيلي والرسم السريع؛ لا سيما في المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى