خطر الشائعات في ظل غياب المعلومات

 

تلعب الشائعات دورا هاما وحيويا في عمليات التضليل والارباك للافراد والمجتمعات معا وفي تأزيم المشهد الداخلي للمجتمع خاصة في حال غياب الحقائق والمعلومات وعدم توافرها بالقدر الكافي اثناء الازمات والاوقات الحرجة التي تمر بها الاوطان.

فالشائعات تنشط وتزدهر وتصبح اكثر رواجا وانتشارا كلما زاد الغموض في ابداء الحقائق امام الراي العام في المواقف العامة, حيث يصبح المناخ موائما لتكرار الشائعات التي تتدحرج ككرة الثلج لتتسع دوائرها مع الاوقات وتنتشر على نطاق واسع محدثة فوضى وقلقا في المجتمعات والاوطان, ومما يزيد في حدة الشائعات التطور التقني لوسائل التواصل الاجتماعي الذي يعطيها زخما اخرا في سرعة الرواج والتاثير.فكم مرة نالت هذه الشائعات من علماء وساسة ومفكرين وعظماء تقزيما وتشويها.. وكم هدمت من وشائج قربي وصداقات.. وكم فتنة نائمة ايقضتها من سباتها العميق هذه الشائعات.. وكم جريمة قتل فيها الابرياء ودمرت فيها الدول لقاء هذه الافة الخطيرة التي سخرها الساسة لخدمة اجنداتهم الخاصة .

الشائعات هي حروب بدون استخدام الذخيرة الحية فذخيرتها الكلمات وصواريخها القصص الملفقة واثرها قتل عقل الانسان وتدمير روحه المعنوية.

الشائعات هذه الايام امراض سارية في المجتمعات العربية تفتك بالانسان وتعمل على تدمير المجتمعات والاوطان من الداخل, فنشر حالة القلق والارق وعدم الثقة في مجتمعاتنا المحلية هو اول طلائع الحرب التي يشنها علينا اعداء امتنا العربية, فاذا هزمت الروح المعنوية في الامة فكبر عليها اربع تكبيرات – فالمواطن المهزوم من داخلة لا يمكن ان يحقق نصرا حتى لو سلح باحدث الاسلحة ومعدات القتال المتطورة – لهذا فالتصدى للشائعات هو ضرورة حياتية وليس عملا ثانويا خاصة في ظل الظروف التي يمر به الوطن الاردني والاقطار المجاورة.

ان تصليب جبهتنا الداخلية من خلال تجذير دولة المواطنة ودولة الحقوق والواجبات ودولة العدالة الاجتماعية ودولة سيادة القانون هي اهم الوسائل في مكافحة الشائعات والتصدي لها واجهاضها في رحم امها.

الشائعات خناجر مسمومة مزروعة في خاصرة الامة والاوطان تسبب لنا نزيفا داميا وزعزعة دائما لعوامل وحدتنا و استقرارنا ونهضتنا وعنوان كبريائنا والاعلام الوطني هو القادر على استئصالها من جذورها بغير رجعة فرسالة الاعلام الوطني التربية والتعليم والتثقيف وقبل هذا وذاك رفع الروح المعنوية للامة من كيد العاديات.

ان تحصين جبهتنا الداخلية هذه الايام مطلب شعبي فالجندي الذي يحرس الثغور بحاجة الى ان يسند ظهرة الى جبهة داخلية صلبة متماسة تسند روحه القتالية وتزيد من عزيمته النضالية قوة ومنعة واصرارا على الشهادة او النصر.

ان تنوير الشعب – ووضع الحقائق امامه على الطاولة وفعل المكاشفة والشفافية في الطرح للواقع المعاش ولازمات الاوطان, هو خير وسيلة للقضاء على الشائعات ومصادر ترويجها, وهو الضامن الاوحد لصلابة المواطن.. جسديا وعقليا ونفسيا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى