احذروا التلفزيون لان المخابرات الامريكية قد سخرته للتجسس على اصحابه
نشر موقع ويكيليكس وثائق تكشف أن وكالة الاستخبارات الأميركية يمكنها تحويل التلفزيون في أي منزل إلى جهاز للتنصت.
وأشار الموقع في مقتطفات منشورة على صفحته بموقع فيسبوك إلى أن المخابرات الأميركية تستعمل بشكل خاص أجهزة تلفزيون سامسونغ الذكية للتجسس، من خلال فتح سماعة التلفزيون والتنصت لما يدور داخل المنزل.
حسب المقتطفات المنشورة فإن عملية التجسس شملت بشكل خاص دول أوروبا، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا.
والواقع أن هذا النوع من التسريبات لم يعد يفاجئ هيئات حماية المستهلكين ولا حُماة البيانات الشخصية الذين يعتبرون شبكة الإنترنت مصدرا للمخاطر وفق ما ذكرت صحيفة التليغراف البريطانية.
لكن ما الذي يجعل من تلفزيوناتنا الذكية أداة التجسُّس الأفضل؟
إن التلفزيونات الذكية (Smart TV)، مثل هواتفنا النقالة، في الكثير من الأحيان شاهِدة على حياتنا الخاصة، فعادة ما توضع وسط منـازلنا.
كما تكون في الغالب مُجهزة بكاميرات وميكروفونات، بالإضافة إلى ذاكرات داخلية، والتي بالإمكان استخدامها لرصد ما تقوم به، وما تقوله، وما تشاهده.
وتُعَد التلفزيونات الذكية، باعتبارها أكثر حداثة مُتَّصِلة بالإنترنت، أقل عرضة للحصول على دعم أمني مناسب.
ويعود ذلك جزئيا إلى أنَّ المستخدمين لا يتوقعون وجود مثل ذلك الدعم بسبب التنوع في أنظمة التشغيل المختلفة، ولأنَّ الأمن ليس عادةً من اختصاص الشركات المُصنِّعة للتلفزيون. أضف إلى ذلك أن المستخدمين أقل احتمالاً لاستخدام أفضل إجراءات الأمن، مثل تغيير كلمات العبور وتحديث البرمجيات بانتظام، حينما يتعلَّق الأمر بتلفزيوناتهم.
وقد أظهرت الأنباء الأخيرة أن الجميع بدءا من المُصنعين، مروراً بالمُعلِنين، ووصولاً إلى وكالات الاستخبارات يمكن أن يراقبوك من خلال تلفزيونك.
وظهرت المخاوف من أن أجهزة التلفزيونات الذكية يمكن أن تراقب مالكيها بادئ الأمر في 2015 حينما حذَّرت إحدى سياسات الخصوصية لشركة سامسونغ من أن كل بيانات التعرف الصوتي قد تُمرر إلى طرف ثالث، إذ قالت “اعلم أن كلماتك المنطوقة إذا ما كانت تتضمَّن معلومات شخصية أو غيرها من المعلومات الحسَّاسة، فإنَّها ستكون ضمن البيانات التي تُلتَقَط وتُنقَل إلى طرف ثالث عبر جهاز التعرُّف الصوتي الموجود لديك”.
وفي وقت سابق من هذا العام، كشفت مفوضية التجارة الفيدرالية في الولايات المتحدة، لأول مرة وبشكل رسمي، أن 11 مليون جهاز تلفزيون ذكي (Smart TV) تقوم بالتجسس على مستخدميها وهم لا يعلمون، في واحدة من أضخم عمليات الاختراق وانتهاك الخصوصية التي يتم تسجيلها في العالم منذ ظهور ثورة التكنولوجيا الحديثة.
وتعود هذه الأجهزة التلفزيونية إلى شركة «فيزيو»، وهي واحدة من أشهر شركات التكنولوجيا الأميركية وتتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً لها، كما أنها أحد أشهر منتجي أجهزة التلفزيون الذكية التي يمكن ربطها بالإنترنت وتشهد رواجاً كبيراً على مستوى العالم. وغُرمت الشركة بـ 2.2 مليون دولار لتتبُّعها عادات المشاهدة الخاصة بالمستخدمين دون علمهم ومشاركة تلك المعلومات.
وبالإضافة إلى تتبع الشركات المصنعة للمشاهدين، كشف موقع ويكليكس أن وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون يمكن أن تراقب المواطنين من خلال تلفزيوناتهم.
وزعمت المعلومات التي نشرها الموقع أنَّ المكتب الخامس (المخابرات الحربية البريطانية)، ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قد صنعا وضع “إغلاق زائف”، (أي الإيهام بأن التلفزيون قد أُغلِق لكنه ليس كذلك)، لتلفزيون سامسونغ من طراز F8000، وهو ما سمح بتسجيل محادثات المستخدمين بصورة سرية عبر الكاميرا والمايكروفون.
وبإمكان الشركات المُصنعة مراقبة زبائنها فقط إذا ما حصلت على موافقاتهم. وتُطلب تلك الموافقة غالباً خلال عملية تهيئة الجهاز للتشغيل، لكن يمكن أن تلغى عموماً في وقتٍ لاحق من خلال ضبط الإعدادات.
هناك طريقة أخرى لحماية نفسك بالتأكد من أن تلفزيونك يُشغل أحدث البرامج. ويمكنك القيام بذلك من خلال تشغيل وضع التحديث الذاتي أو التحقُّق بانتظام من وجود تحديثات جديدة في الإعدادات.
لكن خبراء يقولون إن “أسهل حل هو التخلي الكلي عن الاستعمال”، فتفادي استعمال الأجهزة الذكية هو الضمانة الأمثل لتلافي المتجسسين. لكن هذا الاقتراح يبدو غير قابل للتنفيذ في عالم سمته الأبرز الأجهزة الذكية وإنترنت الأشياء.
من جانبها، قالت شركة سامسونغ إنها تبحث “بصورةٍ عاجلة” في الأنباء حول إمكانية أن تكون وكالة الاستخبارات المركزية قد راقبت محادثات زبائن الشركة خلال عملية الاختراق التي سُميت “الملاك الباكي (Weeping Angel)”، لكنَّها لم تُعلق على صحة الادِّعاءات. وإذا ما وجدت الشركة مشكلة، فإنَّها على الأرجح ستُصدِر تحديثاً أمنياً لإصلاح الخلل، وفق ما نقلت صحيفة التلغراف البريطانية.
وعبر مستخدمو الشبكات الاجتماعية في اليومين الماضيين عن دهشتهم من تقرير موقع ويكليكس ضمن هاشتاغ #weeping_angel الذي اجتاح موقعي تويتر وفيسبوك.
واجتاحت سخرية واسعة الهاشتاغ ومن بين المقترحات العودة إلى العصر الحجري والتخلص من جميع الأجهزة الذكية.