حماس والجهاد تعتبران تقرير “شابيرا” بمثابة هزيمة للجيش الاسرائيلي

 

اتهم يوسف شابيرا،  مراقب الدولة الاسرائيلية امس الثلاثاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة عسكريين كبار بسوء الاستعداد لمحاربة أنفاق المقاومة في قطاع غزة، خلال الحرب الأخيرة صيف عام 2014.

وكان “شابيرا” قد نشر امس، تقريره حول الإخفاقات الإسرائيلية بخصوص العدوان العسكري الأخير على قطاع غزة.

ويقع التقرير في ثلاثة فصول؛ الأول يتعلق باتخاذ القرارات في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية “كابينيت” قبل العدوان على غزة وفي بدايته، والثاني يتعلق بتعاطي إسرائيل مع أنفاق المقاومة بالقطاع.

في حين أن الفصل الثالث لم يتم نشره؛ لكونه يتعلق بسير العملية العسكرية على قطاع غزة، والخشية من أنها قد تكون مخالفة للقانون الدولي.

وجاء في التقرير “كانت المؤسسة السياسية والعسكرية والهيئات الاستخباراتية على علم بتهديد الانفاق منذ عام 2013 وحتى عرفته بأنه استراتيجي، ولكن الأفعال التي اتخذت لم تكن على مستوى التهديد”.

واتهم التقرير، نتنياهو ووزير جيشه في حينه موشيه يعلون بعدم مشاركة المعلومات “الضرورية والأساسية” حول الأنفاق مع أعضاء الـ “كابينيت” بشكل كامل، ما حال دون تمكنّهم من “اتخاذ قرارات على بينة من الوقائع” حول الوضع في قطاع غزة كله، قبل الحرب.

وأكد التقرير أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدا للتعامل مع تهديد الأنفاق، وتم إخفاء معلومات عن خطر هذه الأنفاق وعن سير الحرب عن بعض الوزراء.

وخلص التقرير إلى أن ضعفا عاما لدى الاستخبارات الإسرائيلية ونقصا في المعلومات عن هذه الأنفاق، أدّى إلى دخول الجيش للمعركة دون خطة واضحة للتعامل مع تهديد الأنفاق، وفشله في تدميرها؛ حيث أن ما تم تدميره هو نصف الأنفاق المؤدية إلى إسرائيل فقط، مؤكدا أن “أهداف الحرب لم تتحقق كلها بعكس تصريحات الحكومة”.

ولا يتضمن التقرير استنتاجات شخصية،  لكنه أبدى ملاحظات تجاه رئيس أركان الجيش السابق بيني غانتس، وحمله المسؤولية عمّا وصل إليه الجيش من ضعف.

ولفت التقرير إلى عدم التنسيق بين وحدات الجيش المختلفة خلال الحرب، خاصة بين الوحدات الهندسية التي كانت تُعنى بمهمة اكتشاف الأنفاق وبين القوات الجوية التي كانت تقوم بعمليات القصف.

وأشار “شابيرا” إلى تحذيرات سابقة أصدرتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من عمليات كبيرة لـ “حماس” تستهدف خطف جنود ومدنيين في حزيران من خلال الأنفاق التي كان يعتبرها نتنياهو “خطرا استراتيجيا”.

وأضاف “القوات البرية دخلت الحرب في ظل فجوة استخبارية حول الوضع في غزة والخطر الذي تشكله الأنفاق”.

يذكر أن  شابيرا قام بإعداد التقرير في ايلول 2014، فورا بعد انتهاء الحرب على غزة التي استمرت قرابة شهرين، بعد تصاعد المطالبات داخل المجتمع الإسرائيلي وبعد الاتهامات بوجود إخفاقات خلال الحرب وأن ما جرى لم يكن انتصارا كما حاولت الحكومة والمؤسسة الأمنية تصويره.

ومن جانبه فقد دعا زعيم المعارضة يتسحاق هيرتسوغ، رئيس حكومته بنيامين نتنياهو إلى الاستقالة، إثر ما ورد في هذا التقرير.

وقال هيرتسوغ إن “التقرير كشف عن أوجه تقصير نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) في أداء مهامهم حيث أخفقو في إدراك التهديدات وتحديد الاستراتيجية وتجهيز جنود جيش الدفاع والمواطنين ولا سيما سكان الجنوب”.

ورأى هرتسوغ، في تصريحات نقلتها الإذاعة الاسرائيلية، أن “مضمون التقرير يجب أن يثير الهلع والقلق لدى الإسرائيليين”، داعيا نتنياهو للاستقالة.

ولم يتضمن التقرير توصيات بالإقالة او العقاب، ولكنه يوجه انتقادات إلى قيادات سياسية وعسكرية تولت زمام الأمور في فترة الحرب في شهري تموز وآب 2014.

وبناء على التقرير، قررت لجنة مراقبة الدولة في برلمان الاحتلال الـ “كنيست” استجواب نتنياهو في الأسابيع المقبلة حول تقرير المراقب شابيرا.

وفي غزة أكدت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، أن تقرير شابيرا، يمثل إقرارا بهزيمة إسرائيل أمام المقاومة الفلسطينية.

وقالت “حماس”، إن التقرير هو “إقرار ضمني بهزيمة إسرائيل أمام المقاومة الفلسطينية، ودليل على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها”.

وأضافت في تصريح صحفي لها على لسان الناطق باسمها حازم قاسم، إن “المقاومة وفي مقدّمتها المقاومة المسلّحة هي الخيار القادر على حماية شعبنا واسترداد حقوقه من الاحتلال”.

وجدد تأكيده على أن “القسّام ومعها قوى المقاومة، كانت قادرة وما زالت على تحقيق الإنجازات، وصولاً للانتصار الكامل على الاحتلال الإسرائيلي”.

بدورها، قالت حركة “الجهاد الإسلامي” إن تقرير “شابيرا” يعدّ “إقرارا بفشل العدوان والحرب على غزة عام 2014”.

وأضاف مسؤول المكتب الإعلامي في الحركة داود شهاب في تصريحات صحفية، أنّ المقاومة الفلسطينية “تأخذ بالحسبان الصراع الداخلي ومحاولات توظيف التصعيد والعدوان على الشعب الفلسطيني لخدمة الصراع الأحزاب الصهيونية ولذلك المقاومة تتأهّب وتستعدّ لمواجهة أي عدوان”.

وحذرت الجهاد، الاحتلال الإسرائيلي من أي محاولة جديدة للتصعيد العسكري؛ “لأن النتائج ستكون أكثر فشلاً وهزيمة للعدو”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى