الحياة الزوجية لكبار الادباء والشعراء بين النعيم والجحيم
فيما احيط “عيد الحب”؛ بالحفاواة الشديدة والورود الحمراء تم تجاهل اليوم العالمى للزواج، الذي حل الشهر الماضي، ولكنه مر مرور الكرام، دون أن يحتفى به أحد.
غير ان هذا العيد المنسي عاد الى الاذهان قصص علاقات قصص علاقات كبار الادباء والشعراء بزوجاتهم, سواء كانت هذه العلاقات ودية او عكسية.
فيروى أن زوجة أمير الشعراء، أحمد شوقي، كانت سببًا فى المضى قدمًا فى الحياة دون يأس أو غضب؛ سببًا فى جعله محبًا لحياته، ساندته بمالها، ولم توجه له يومًا أخف لوم، وكان جديرًا فى أحيان كثيرة بلوم كثير، فقد كانت جديرة بكتابة اسمها بجانب اسمه على ديوانه، فلو كان مكان هذه الزوجة زوجة أخرى، لتلجلج لسان «شوقي»، وعجز عن إبداع كل هذا الشعر، الذى خلده، حيث إنها أتاحت له أكبر قدر من التفرغ الروحى للإبداع، دون أن تقوم بدور ما كملهمة أو محبطة، وهو الدور الذى يتشدق به كثيرٌ من المبدعين، فى محاولة لرسم صورة نموذجية للزوجة، بجوار زوجها المبدع.
لا يمكن للعالم أن ينسى مطلقًا العلاقة المعقدة بين تولستوى وزوجته، التى عاشت معه ما يقارب من نصف قرن، أنجبت له ثلاثة عشر ابنًا، ونسخت له بيدها «الحرب والسلام»، و«آنا كارنينا»، ثم انقلب عليها، وبدأ يخفى عنها ما يكتبه، كانت صوفيا صبية صغيرة، تزوجها تولستوى وهو فى ضعف عمرها تقريبًا.
ويبدو -كما تقول فى مذكراتها- أن «الزيجات السعيدة تتشابه كلها، أما التعيسة فلكلٍ منها طريقتها»، لقد سئم تولستوى شعوره الخانق بالمراقبة والمتابعة، ورغبة الزوجة فى وجود دور لها تتغنى به ليل نهار، ومن هنا انهار الرجل، وألقى بنفسه فى أحضان الطبيعة، حتى هرب منها فى قطار حيث مات.
أما «آنا» زوجة ديستوفسكي، فكانت أقرب إلى سكرتيرة ومديرة أعمال، والغريب أنها تحملت بصبر كبير مقامرات زوجها، حتى وصل به الأمر إلى رهن ثيابها، وظلت شديدة الوفاء له بعد موته، مؤكدة أنها لا يمكن لها أن تتزوج بعده أبدًا.
كان الأديب المصرى الراحل خيرى شلبى ينعم بزوجة وفرت له المساحة الهائلة التى يتحرك فيها، بلا مساءلة ولا تتبع، وحكت ابنته «ريم» فى لقاء تليفزيوني، قالت إن تجربة والدها فى الزواج كانت غريبة، وتكاد تكون معقدة، لكنها نجحت نجاحًا غير متوقع، لأنه تزوج فى سن متأخرة، حيث تزوج وعمره كان ٣٠ عامًا، بعد رفضه فكرة الزواج وتحمل مسؤولية بيت وأسرة.
لكنه تزوج بالفعل بعد أن أخذه جمال قريبته التى تركها طفلة صغيرة ورجع لزيارة أهله بعد فترة انقطاع طويلة ليجدها شابة فى ريعان شبابها، لكنه وضع لحياته معها خطة مسبقة، حيث أخبرها عن وضعه بالكامل، وظروف عمله التى تجعلها تتحمل معه عناءً كبيرًا، وبالفعل أصبحت رفيقته فى الغربة، وكان هو كل أهلها، وهى كل أهله.
تفرغت هى لإصلاح ما أفسده الزمن، وتفرغ هو للكتابة وإتمام مشروعه الأدبي، ولم تكتف بهذا بل أنجبت له أربعة أبناء، وربتهم أحسن تربية.
أما الأديب الأمريكى أرنست همنجواي، الشهير بروايته «العجوز والبحر»، فكان ذكوريًا ومتهمًا بأنه «زير نساء»، تزوج أربع مرات، وقيل إنه كان يتنقل من امرأة إلى أخرى طوال حياته، إلى جانب صداقاته المعروفة لعدد من الممثلات المشهورات، مثل إيفا غاردنر، انغريد برغمان، ومارلين ديتريش.
وعن زوجاته الأربع قال: «عندما كنت شابًا، كان آخر ما أفكر فيه هو الزواج؛ لكنى عندما تزوجت وطلقت وجدت الحياة من دون زوجة مستحيلة»، وكان عرضة للنقد من الحركات النسوية.
كان للشاعر المصرى أمل دنقل قصة حب عنيفة مع زوجته الكاتبة عبلة الرويني، خلدتها فى كتابها «الجنوبي»؛ فقال عنها أثناء فترة مرضه: «الحقيقة أننى لا أستطيع أن أوفيها حقها بالكلمات؛ فإذا كنت أنا المريض لا أستطيع تحمل سبعة أشهر داخل غرفة واحدة، فكيف بها وهى لم تغادر الغرفة يومًا واحدًا منذ دخلنا المستشفى.
وأضاف «دنقل»: الواقع أننى مدين لها بالكثير فى وقفتها، ولا أعتقد أنها كانت تستطيع تحمل هذا السجن ما لم تكن مرتبطة بي، كما أننى مرتبط بها ارتباطًا كاملًا ووثيقًا، وهى كما يقول أحد الأصدقاء «نموذج للمرأة العربية الجديدة».