المخابرات الامريكية تُعد لاشعال حرب طائفية بسورية منذ 30 سنة
نشر معهد «ليبرتاريان» الأميركي تقريراً عن وثيقة لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه)، رفعت السرية عنها حديثاً، تتناول سيناريوات محتملة عدة قد تؤدي إلى «انهيار النظام السوري» في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.
ووفق التقرير، تعود الوثيقة إلى عام 1986، أي في وقت كانت تخوض فيه دمشق «حرباً سرية قذرة مع إسرائيل والغرب، وكانت وسط أزمة دبلوماسية جعلتها شبه معزولة عن العالم».
يقول المعهد إنّ الوثيقة المؤلفة من 24 صفحة وبعنوان «سوريا: سيناريوات حول تحوّل سياسي دراماتيكي»، والتي، وفق مدير وكالة الاستخبارات المركزية، «تقدّم عدداً من السيناريوات المحتملة التي يمكن أن تؤدي إلى إطاحة الرئيس الأسد»، تناقش إمكانية «اندلاع حرب أهلية مشابهة لتلك التي تشهدها سوريا منذ عام 2011».
ففي الصفحة الثانية، تتحدث الوثيقة عن «ثورة سنيّة يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات واسعة النطاق… قد لا يتمكن النظام من سحقها في حال انضم إليها كبار الضباط السنّة في الجيش السوري… الأمر الذي سيمهّد الطريق لنشوب حرب أهلية».
وتناقش وكالة الاستخبارات «أرجحية» أن تقوم «جماعة الإخوان المسلمين بقيادة التمرّد على الرغم من هزيمتها في الثمانينيات»، مؤكدة وجود «توترات عميقة قد تنمو وتشعل موجة من العنف الطائفي».
ووفق الوثيقة، السيناريو هو كالآتي: «في حال استخدم النظام السوري القوة المفرطة لقمع الإخوان، يُمكن الاستفادة من ذلك واستخدامه كدليل على رغبة النظام في الانتقام من جميع المسلمين السنّة، ما سيدفع جماعات سنية أخرى (غير الإخوان) إلى النزول إلى الشارع… حينها، ستكثّف الحكومة السورية من استعمال القوة المفرطة ضد المتظاهرين، ظناً منها أنهم جميعهم إخوان… مما سيتسبّب بانفجار طائفي بين العلويين والسنّة في المجتمع السوري».
أما «المرحلة الأخيرة التي ستضمن اندلاع حرب أهلية»، وفق وكالة الاستخبارات، فهي «تدفق المقاتلين والأسلحة من الدول المجاورة»، وبالأخص من العراق، «الذي سيزوّد الثوّار والضباط السنّة المنشقين بكمية من الأسلحة كافية لبدء الحرب».
ويلفت معهد «ليبرتاريان» إلى أن هذا المخطط يتماشى مع تقرير سري آخر صدر عام 1983 دعا إلى تحويل العراق إلى «قاعدة للهجوم» على سوريا.
ثمّ تنتقل الوثيقة إلى الحديث عن «النتائج المرجوّة» التي من شأنها أن تصبّ في مصلحة واشنطن، ومن ضمنها «وجود نظام سنّي في سوريا يسيطر عليه رجال الأعمال المعتدلون»، الذين، في نظر الإدارة الأميركية، سيكونون موالين للغرب بعكس النظام البعثي، إذ إنهم «سيسعون إلى استقطاب المساعدات والاستثمارات الغربية لتعزيز القطاع الخاص في الاقتصاد السوري، ما سيفتح الطريق أمام توطيد العلاقات مع الحكومات الغربية».
وفي ما يخصّ الصراع مع إسرائيل، تشير وكالة الاستخبارات إلى أن رجال الأعمال «قد يدعمون القضايا العربية، ولكن انشغالهم في الحفاظ على مصالحهم الخاصة وتوسيع أعمالهم التجارية، فضلاً عن رغبتهم في تقويض قدرات الجيش ونفوذه، ستدفعهم إلى تجنّب أي صراع مع إسرائيل».
وتخلص الوثيقة إلى التحذير من تداعيات انهيار النظام البعثي وصعود «المتطرفين الذين سيسعون لإقامة دولة إسلامية قد تعمّق العداء لإسرائيل وتحوّل سوريا إلى ملاذ آمن للجماعات الإرهابية».