مشعل يعتبر تحرير قطاع غزة مقدمة لتحرير بقية فلسطين
قال المجاهد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إنّ المقاومة والصمود هما خيار الشعب الفلسطيني الرئيسي، مشددًا على أن تنوّع وسائل المقاومة الفلسطينية قد شكّل “رافعة مهمة للتجربة النضالية”.
جاءت تصريحات مشعل هذه في سياق كلمة له عبر الأقمار الصناعية، في مؤتمر “قضية فلسطين” الذي يقيمه مركز “الزيتونة” للدراسات والاستشارات في بيروت، اليوم الأربعاء.
ورأى مشعل، أن القيادة الفلسطينية مسؤولة عن “العمل على التوازن داخل المشروع الوطني، دون تقديم أثمان باهظة؛ على رأسها الاعتراف بالاحتلال، مع إدراك قسوة المتغيرات التي طرأت على المنطقة”.
وأضاف يقول : “من حق القيادة أن تجتهد من خلال استجماع أوراق القوة للخروج من الأزمات، لكن ليس على حساب الثوابت الفلسطينية”.
واعتبر مشعل أن “نجاحات عديدة تُحسب للتجربة الوطنية الفلسطينية، منها تحرير جزء من أرض الوطن؛ وهو غزة، وهذا مقدمة لمشروع التحرير والشعب الفلسطيني”.
وبيّن أن “صمود غزة الأسطوري جعلها نموذجًا لتحقيق المستحيل، والعدو سيكتشف أنها ليست الحلقة الأضعف، بل ستشكل المقتل الحقيقي لإسرائيل وبداية النهاية لكشف صورتها في العالم”.
وقال إن تجربة حركته في الإسهام بالقضية الفلسطينية، تمثلت بـ “الإصرار على إدخال مسيرة المقاومة بعد الضرر والتراجع الذي أصاب المشروع الوطني، والمساهمة بضخ دماء جديدة عبر التركيز في مجال إعادة الاعتبار للمقاومة”.
وأشار رئيس المكتب السياسي لـ “حماس”، إلى أن حركته حققت إنجازًا بإعادة مشروع المقاومة إلى واجهة الصراع بزخم كبير، من خلال تطوير أدواته وجعل كتائب القسام نموذجًا لجيش وطني عزز ثقة الشعب الفلسطيني في المقاومة بأسر الجنود وإجبار الاحتلال على الخروج من غزة”.
وأضاف “موقع المقاومة بقي ثابتًا رغم الحصار والابتزاز، وهي قدمت نموذجًا عمليًا للتمسك بالاستراتيجية والثوابت الوطنية دون الالتفات لشروط الرباعية، التي لو قبلت بها حماس لفتحت لها عواصم الدول”.
وأوضح مشعل، أن فصل المقاومة عن السياسة والميدان “أمر مُستهجن ومرفوض؛ فمن مسؤولية القيادة العمل على التوازن لا أن نقدم أثمانا باهظة على حساب المقاومة”.
وشدّد على أن “حماس سعت من أجل التوافق مع شركاء الوطن؛ كالاتفاق على وثيقة الأسرى، لكن الأبواب أغلقت أمامها”، منوهًا إلى أن حركته “لم تهمل الخارج الفلسطيني بمختلف ساحات المهجر، وتصر دومًا على إعادة بناء منظمة التحرير على أسس وطنية وبعث الروح فيها من جديد”.
“كما نجحت حماس في تقديم نموذج بالحفاظ على نظام مؤسساتي عبر العملية الديمقراطية والحفاظ على التوازن في دور المؤسسة والقيادات دون اختزال للمؤسسة ببعض القيادات”، وفقا لمشعل.
وذكر أن أولويات “حماس” خلال المرحلة القادمة تتمثّل بـ “ترتيب البيت الفلسطيني والأوراق الداخلية، بإنهاء الانقسام ودمقرطة المؤسسات الوطنية، وإعادة تعريف المشروع الوطني واستعادة جوهره، وإبرازه كقضية تحرير للأرض والقدس واللاجئين”.
ودعا الى التوافق على “استراتيجية نضالية مشتركة قادرة على مواجهة الاحتلال”، مبديًا استعداد حماس للمزاوجة ما بين العمل المقاوم والعمل السياسي من أجل حشد كل طاقات القوة وإدارة القرار والتحرك السياسي والدبلوماسي بإرادة وطنية مشتركة.