بعد عبدالناصر.. اسرائيل لم تكترث لعربي سوى حسن نصرالله

منذ عهد الرئيس الخالد جمال عبد الناصر, لم تبذل إسرائيل جهودًا لتحليل شخصية أيّ زعيم عربيّ،  الا السيّد حسن نصر الله, امين عام حزب الله اللبناني.

ويقول كتابٌ رسميٌ صادرٌ عن وزارة التربيّة والتعليم الإسرائيليّة إنّه منذ انتخاب نصر الله أمينًا عامّا لحزب الله، فقد زاد من اهتمام وتدّخل الحزب في الشؤون السياسيّة على الساحة اللبنانيّة، كما أنّ التنظيم رفع من استعداده العسكريّة، وصعّد المواجهة مع إسرائيل.

ولفت الكتاب الإسرائيليّ الرسميّ إلى أنّ شخصية نصر الله هي شخصيّة كاريزماتيّة جدًا، وأنّه يُشدّد على متابعة المُستجدّات داخل إسرائيل بشكلٍ يوميٍّ، ولهذا السبب، فإنّه يعرف بشكلٍ ممتازٍ ما يدور داخل المجتمع الإسرائيليّ، وما يؤلمه، كما أنّه يعلم جيّدًا ماذا يدور في الساحة السياسيّة الداخليّة في الدولة العبريّة.

كما لفت الكتاب إلى أنّ معرفة نصر الله الواسعة بخبايا المجتمع الإسرائيليّ وحساسياته يُمكنّه من استغلال هذا الأمر لتوجيه رسائل إلى الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا عن طريق الخطابات التي يُلقيها، والتي يتّم نقلها مباشرة عبر قنوات تلفزيونٍ عربيّة.

وشدّدّ الكتاب على أنّ نصر الله تمكّن من إرعاب الإسرائيليين، عندما ألقى في قرية بنت جبيل، في الجنوب اللبنانيّ، بعد انسحاب الجيش الإسرائيليّ في أيّار من العام 2000، وتحديدًا عندما قال إنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، أيْ أنّه يُمكن تدميرها بسهولةٍ بالغةٍ، على حدّ تعبير الكتاب الإسرائيليّ

ويقول قائد ذراع البر في الجيش الإسرائيلي، اللواء غاي تسور، إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نجح في تحويل منظمته إلى إحدى اقوي المنظمات في العالم.

بينما تصف مصادر في شعبة الاستخبارات العسكرية، نصر الله بأنه شخصية واسعة الاطلاع، ليس فقط في ما يتعلق بالإسلام أوْ بالنظريات القتالية والعسكرية، بل أيضًا بالاقتصاد والتجارة والأسواق العالمية، وله الفضل في تحويل حزب الله إلى ما هو عليه الآن من قدرة وانتشار وتأثير، كما قال لموقع (WALLA) الإسرائيليّ-الإخباري.

وبحسب ضابطٍ إسرائيليٍّ رفيع في الاستخبارات العسكرية، أضاف مُحلل الشؤون العسكريّة في الموقع، أمير بوحبوط، يعد نصر الله خبيرًا بمشاعر الجمهور الإسرائيلي وتطلعاته وأسباب قلقه، وهو يطلع على الأخبار والتعليقات الإسرائيليّة يومًا بيومٍ، بما يشمل كل ما ينشر في الصحافة العبريّة، وهناك وحدةً خاصّةً موكل إليها ترجمة ما يرد في العبرية، وتحديدًا صحيفة هآرتس، التي تصدر أيضًا باللغة الإنجليزيّو، كما تصل إليه تباعًا اختصارات عن سيرة حياة الشخصيات العامّة في إسرائيل، يعمل على ذكرهم في خطاباته، للتأثير في وعي الإسرائيليين.

علاوة على ذلك، لفت الموقع إلى أنّ ضابطًا رفيع المستوى في الجيش الإسرائيليّ أكّد، إضافة إلى ذلك، أنّ إسرائيل أولت اهتمامًا كبيرًا لأداء نصر الله بعد مقتل نجله هادي في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي، وقال إنّ نصر الله لم ينجر وراء مشاعر الأبوة وكبت حزنه وأخفاه عن الجمهور، ولم يسع بشكلٍ حثيثٍ إلى استعادة جثة نجله، وهذا هو سر هذا التنظيم، الذي يستند إلى أيديولوجيا دينية.

بالإضافة إلى ذلك، كشف الضابط نفسه, عن أنّ نسخةً من القرآن الكريم وجدت في جيب هادي نصر الله بعد سحب جثته من الميدان، إلّا أنّ إسرائيل في عملية التبادل اللاحقة احتفظت بالنسخة لديها، ولم تعدها مع الجثة.

ووصل الأمر إلى قيام كوكبة من الأطباء الإسرائيليين، المُختّصين في عمل الدماغ إلى تحليل شخصية نصر الله عن طريق استخدامهم لصوره خلال الخطابات ورفعه أحد أصابع يده اليمنى، ولماذا يستخدم أيضًا أصابع يده اليسرى، وما هو السبب الذي يدفعه أحيانًا إلى استخدام يديه الاثنتين.

وشدّدّ أحد الباحثين، الذي نشر نتائج البحث على موقع الطبّ البديل، على أنّ الجهة اليُمنى من الدماغ تؤكّد على القيم التي يحملها الإنسان، وعلى الطموحات والأحلام، أمّا الجهة اليسرى فإنّها تدُلّ على العملياتيّة في الحياة اليوميّة.

وأضاف: انظروا إلى الجهة اليُمنى من الصورة التي نشرها الباحث في عرضه للنتائج، إنّها، أضاف تؤكّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ نصر الله يطمح إلى محو الكيان الصهيونيّ عن وجه الأرض، كما قال.

علاوة على ذلك، قامت الجمعيّة الوطنيّة الإسرائيليّة بنشر ملصقٍ كبيرٍ في جميع المدن بالدولة العبريّة، تظهر فيه صورة السيّد نصر الله، مصحوبة بالشعر التالي: نصر الله يُريد القضاء علينا من الداخل، إنّه يعمل على تعويم إسرائيل بالمخدرات، التي باتت تُشكّل تهديدًا إستراتيجيًا على إسرائيل، كلّ من يستعمل المخدرات فإنّه عمليًا يُساهم في العملية التخريبيّة القادمة، جاء في الملصق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى