الصدفة تقود “شادية” الى الفن
في مثل هذا اليوم، 8 تشرين الثاني من عام 1929، في منطقة “الحلمية الجديدة” بمدينة القاهرة، ولدت الفنانة الرقيقة ذات الصوت الرائع شادية، لأب مصري كان يعمل مهندسا زراعيا، ويدعى أحمد كمال.
وقد بدأت فاطمة أحمد كمال شاكر، وهو الاسم الحقيقي للفنانة شادية، مسيرتها الفنية عن طريق الصدفة، عندما شاهد والدها إعلانًا عن مسابقة فنية تنظمها شركة اتحاد الفنانين التي أنشأها المخرج والمنتج السينمائي حلمي رفلة، مع المصور عبد الحليم نصر عام 1947، لاختيار وجوه جديدة تقوم ببطولة أفلام سينمائية من إنتاج الشركة، فاصطحبها والدها إلى لجنة المسابقة، ولم يكن سنها يتجاوز الـ18 ربيعًا آنذاك.
وعلى الفور تحمس لها المخرج أحمد بدرخان أحد أعضاء تلك اللجنة، ثم قام رفلة بتبنيها فنيًا ومنحها اسمها الفني “شادية”.
بدأت الممثلة الصغيرة مشوارها في عالم الفن بفيلم (أزهار وأشواك)، وبدأت تكتسب سماتها الفنية التي ستتميز بها بعد ذلك، من خلال تأدية أدوار الفتاة خفيفة الظل، حتى منحها الجمهور المصري والعربي لقب “دلوعة الشاشة”.
خلال فترة الخمسينيات تعاونت شادية مرات عدة مع النجمة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة وذلك من خلال فيلمي (موعد مع الحياة، وأشكي لمين).
وبعد فترة من عملها بالسينما عمدت شادية للتغلب على نوعية الأفلام “الخفيفة” التي كانت تقدمها، وبدأت في تقديم نوعية أخرى مختلفة كليًا عن سابقتها، حيث قدمت أدوارًا تتسم بالجرأة في تناول موضوعات اجتماعية خارج “التابوهات” مثل (بائعة الخبز، وليلة من عمري، والمرأة المجهولة).
وفي مرحلة الستينيات شكلت شادية مع الفنان الراحل صلاح ذو الفقار ثنائيًا كان يعتبر من أشهر وأنجح الثنائيات في عالم الفن العربي، وقدما أفلامًا منها: (أغلى من حياتي، وكرامة زوجتي، ومراتي مدير عام، وعيون سهرانة، وعفريت مراتي) وهي الأفلام التي لاقت نجاحًا جماهيريًا واسعا.
كما قدمت شادية في نفس الحقبة 4 أفلام مقتبسة عن روايات للأديب المصري نجيب محفوظ، وهي: (اللص والكلاب، وميرامار، والطريق، وزقاق المدق)، والمدهش أن رواية “زقاق المدق” التي تم إنتاجها كفيلم سينمائي في مصر عام 1963، أخرجه حسن الإمام، قد أعادت السينما المكسيكية إنتاجها سينمائيًا في فيلم جسدت فيه النجمة سلمى حايك، شخصية “حميدة” التي جسدتها شادية قبلها بـ32 عامًا، وكان أول أدوارها في السينما ونقطة انطلاقها إلى الشهرة عام 1995.
مع بداية فترة السبعينات بدأت الأفلام التي تقدمها شادية تتناقص بشكل ملحوظ حتى قدمت فيلم (لا تسألني من أنا) ثم اعتزلت بعد ذلك الفن، في منتصف الثمانينيات.
تزوجت شادية 3 مرات في حياتها، أولها من المهندس عزيز فتحي، ثم من الفنان المصري عماد حمدي لمدة 3 سنوات، ومن بعده الفنان صلاح ذو الفقار الذي انفصلت عنه عام 1969.