الاكراد يلعبون دور “مخلب القط” لتقسيم الشرق الاوسط

بات في حكم المعروف ان الاكراد الذين يعيشون في اربعة دول شرق اوسطية هي سوريا وتركيا وإيران والعراق قد استغلوا حالة الضعف التي تعاني منها هذه البلدان لترسيم معاهدة سايكس- بيكو جديدة تراعي مصالح الاكراد على حسابها.

فقد كشف عبدالسلام علي، ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سوريا لدى موسكو، في تصريحات لوكالة إنترفاكس, عن عقد مؤتمر لأكراد سوريا وتركيا والعراق وإيران في موسكو عند منتصف الشهر الجاري, لمناقشة موضوع  اعادة تقسيم مناطق النفوذ بالشرق الأوسط: الوضع الراهن والعواقب المحتملة.

وذكر القيادي الكردي أن ممثلين عن أحزاب كردية من الدول الأربع سيكونون موجودين في مؤتمر 15 الجاري بمن في ذلك ممثلو الأحزاب المحظورة في تركيا وإيران.

واعتبر مراقبون أن المؤتمر يكشف عن أن الأكراد قد وصلوا من القوة في المنطقة إلى درجة القبول بهم كقوة اقتراح في تحديد شكل المنطقة مستقبلا بقطع النظر عن مقاربة الدول التي ينتمون إليها.

ويرى المراقبون أن التحولات التي أنتجتها ثورات ما يسمى “الربيع العربي” قد أعادت القضية الكردية إلى الواجهة، فضلا عن نجاح الأكراد في استثمار الحرب على الإرهاب ليصبحوا رقما وازنا سياسيا وعسكريا عملت قوى كبرى على التنسيق معهم لطرد داعش في سوريا والعراق.

وقد تخلت الولايات المتحدة في فترة حكم الرئيس باراك أوباما عن حذرها تجاه الأكراد بسبب علاقاتها التاريخية مع تركيا، وزودتهم بالأسلحة وتولت تدريب أعداد من مقاتليهم، وقاتلت معهم تنظيم داعش، وهو الأمر نفسه الذي سار عليه الرئيس دونالد ترامب.

كما فشلت احتجاجات أنقرة في منع واشنطن من الاستمرار في علاقتها بفصائل كردية في سوريا اسهمت في التصدي لداعش على الأرض، مثلما نجح أكراد العراق قبل ذلك في دفع التنظيم المتشدد إلى إخلاء الكثير من المواقع التي سيطر عليها.

وستجد تركيا نفسها في وضع صعب لإقناع روسيا بعدم لعب ورقة الأكراد رغم التحالف الحالي بينهما في الملف السوري، تماما مثلما فشلت محاولتها مع واشنطن.

وقد اعتبرت أوساط كردية أن عقد المؤتمر الكردي الموسع في موسكو يكشف عن أن روسيا تنظر إلى تحالفها مع تركيا على أنه تحالف ظرفي، وأنها لا يمكن أن تفرط في ورقة الأكراد التي ستكون محددة في مراحل قادمة بالنسبة إلى الشرق الأوسط.

ولفتت هذه الأوساط إلى أن روسيا لا تخفي رغبتها في الانفتاح على الأكراد لمنع أن يتحولوا إلى ورقة إقليمية مهمة بيد واشنطن.

وليست تركيا فقط المتضررة من سعي روسيا لاستيعاب الأكراد وتثبيت دورهم في صياغة المرحلة المقبلة ما يهدد مساعيها لتحجيم دورهم, بل ستكون إيران مستهدفة أيضا، خاصة أن أكرادها قد نشطوا في الأشهر الأخيرة بشكل واضح, وسط تقارير تتحدث عن انطلاقهم من أراض يسيطر عليها أكراد العراق وتركيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى