عودة سورية للجامعة ضرورة لعودة الجامعة لعروبتها

هل آن الآوان للجامعة العربية أن تؤوب الى الصراط المستقيم وتصحح خطأها  التاريخى باستبعاد سوريا عن الجامعة العربية, تحقيقاً للهدف الصهيونى لدول مجلس التعاون الخليجى بانتحار الجامعة العربية وتفتيت دولها.

انتهاك ميثاق الجامعة العربية, وضرب هدفها الأستراتيجى – فى الحفاظ على كيان دولها واستقلالها ضد اى عدوان خارجى, وتحقيق وحدة التراب العربى فى المدى البعيد – فى الصميم كان واضحاً فى القرار الذى اتخذته الجامعة آبان تعرض سوريا للمؤامرة الكونية عليها- بديلا عن مؤازرتها والوقوف بجانبها- بانحسارها عن فعاليات الجامعة العربية, فكان عاراً من كل الدول العربية, تلك التى صاغت القرار ” كالسعودية وقطر ودول مجلس التعاون الخليجى” وكذلك التى أمتنعت عن التصويت لافرق.

والعار كل العار.. أن تطالب “روسيا” الدولة التى ليست عضواً بالجامعة بعودة سوريا اليها وأن يتدنى الأمين العام للجامعة العربية فى تصريحه معلنا بأن قرار عودة سوريا ليس مطروحاً الآن .

فاِن لم يكن مطروحاً الآن فماهو المطروح أذن , هل هو استدعاء اسرائيل الى عضوية الجامعة بديلا عن سوريا ؟ أم أن قوى الإرهاب التى تعيث فساداً وتدميراً على الأرض السورية خدمة لأمن اسرائيل هى المدعوة !!

اجتماع القمة العربية فى دورتها ال 28 فى إطار الجامعة العربية التي تستضيفها الأردن فى 29 آذار المقبل , لابد أن يكون فاعلا ومسايراً للتطورات الدولية الراهنة والتى تبدلت بعد انتصارات الجيش السورى فى حلب والتى أجبرت قوى دولية وإقليمية أن تبدل نظرتها تجاه النظام السورى وتعتبره الوحيد الآن القادر على حفظ كيان الدولة والتراب السورى وتنظيفها من الإرهاب, وما عداه من قوى المعارضه التى تستميلها قوى إقليمية ودوليه سيجعل سوريا تربة خصبة للإرهاب الدولى, بما يهدد أمن وسلام العالم .

اجتماع مجلس الجامعة العربية بالأردن لابد أن يأخذ فى الاعتبار اجتماع “استانه” بين الحكومة السورية والأطراف المعارضة, وأن يدعم كل فرص السلام التى بدت تلوح فى الأفق من اجل استقرار سوريا وهو ما يجعل دعوة الرئيس “بشار الأسد” فرض عين الآن وليس غداً.

لابد إذاً للحكومة الأردنية وملك الأردن بوصفه رئيسا ً للقمة القادمة أن يوجه الدعوة للرئيس ” بشار” باعتباره الرئيس الشرعى لجمهورية سوريا العضو المؤسس للجامعة العربية , حتى يضحى الاجتماع فاعلا وعلى قدر المسؤولية .

ولابد لمجلس الجامعة سواء على مستوى الرؤساء أو وزراء الخارجية أن يضع حداً للتدخل السعودى والقطرى والخليجى بصفة عامة فى الشأن السورى بالسالب لتدمير بلد فى الأساس هو عضو مؤسس فى الجامعة متنهكين بذلك مبادىء الجامعة وأهدافها التى تنص على عدم التدخل في شؤون الدول الأعضاء بل وأن تسعى جامعة الدول العربية إلى توثيق الصلات بين الدول العربية وصيانة استقلالها والمحافظة على أمن المنطقة العربية وسلامتها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية – هذا التدخل الذى

يهدد كيان الجامعة والذى لابد من كبح جماحة بتفويت مرمى تلك الدول نحو انهيار كيان الجامعة بالوقوف وجه عثره نحو دعوة الرئيس بشار لحضور القمه المرتقبه فى الاردن, ولايتم ذلك إلا بالتعالي على عمالة حكام هذه الدول.

مصر والجزائر بكل ثقلهما لابد أن تُفعلا دبلوماسياتهما من أجل اجبار حكومة الأردن وملكها بجعل دعوة الرئيس بشار الأسد للقمه وضع طبيعى يصحح الأوضاع ويوقف تمدد العمالة الخليجية التى تبغي تدمير سوريا وتدمير الجامعة تبعا لذلك .

إن عودة سوريا الى الجامعة العربية يقطع الطريق على كل المؤامرات التى تريد اسرائيل فى قلب الأمة أمراً واقعاً بل وقائداً لشرق أوسط جديد , تلك المؤامرة ان تحققت قد تنهى الأمة العربية وتفكك مفاصلها , خاصة وأن سياسة “ترامب” قد وضحت الآن وصارت من أجل “اسرائيل” دولة يهودية عاصمتها القدس وشرعنة المستوطنات بدت الأخطر لأنها تؤدى الى ضياع كل فلسطين وشعبها .

وأخيراً فاِن التمويل الخليجى للجامعة لا يمكن اعتباره مبرراً للسكوت على تدخلات الدول الخليجية من أجل أنهيار الجامعة وتدمير دولها .

فالجامعة العربية ستعود الى عروبتها بقيمها القومية فى الحرية والعدالة الاجتماعية والوحدة… وستنتهي الى سراب وتنهار بالمال الحرام المقدم من دول مجلس التعاون الخليجي.

لابد أن يعى شعبنا العربى قبل حكوماته أن عودة سوريا للجامعة العربية هوبمثابة عودة للروح اليها والتأكيد على عروبتها .

وأن الجامعة العربية بدون سوريا هو مدعاة لانهيارها أو صهينتها ,بما يؤثر على القومية العربية بكل قيمها وتلاشى كل دور قومى لها بما يؤدى الى زوالها وتحولها الى رفات وذرات تراب تتناثر فى الهواء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى