ترامب يقتدي بابن لأدن ويشجع العنصريين على قتل المسلمين

حصد التوتّر الكبير الذي خلقته قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد المسلمين في العالم أول ضحايا له في كندا أمس الاول, حيث استيقظت مقاطعة كيبيك الكندية على أنباء مقتل ستة أشخاص، وجرح 19 آخرين، في هجوم مسلح على مسجد مدينة كيبيك الكبير، أو ما يعرف بالمركز الثقافي الإسلامي، ليل الأحد الماضي، ليسجل حادثة العنف المسلح الأولى على أساس عنصري ديني، في تاريخ كندا الحديث.

الهجوم على الجامع الكيبيكي في جادة سانت فوي، استهدف أربعين من المصلين، إذ كانوا يؤدون صلاة العشاء، وقد نفذّه شاب مقنع بخوذة تزلج، يحمل سلاحا اوتوماتيكيا من نوع AK-47، وقد تمكنّت شرطة مدينة كيبيك من إلقاء القبض عليه بعد تنفيذ الهجوم، بعد اتصاله بالشرطة، حوالى الساعة التاسعة، أي بعد ساعة تقريباً من تنفيذ الهجوم، ليسلم نفسه، بعد أن قطع مسافة عشرين كيلومتراً إلى الأطراف الشرقية للمدينة.

وقال مصدر مطلع لـ”رويترز” إن الطالب الجامعي ألكسندر بيسونيت هو المشتبه به الوحيد في حادث إطلاق نار جماعي في مسجد في مدينة كيبيك أودى بحياة ستة مصلين الليلة قبل الماضية.

وأضاف المصدر أن شخصا ثانيا رهن الاحتجاز فيما له صلة بإطلاق النار يعتبر الآن شاهدا وليس مشتبها به.

وكانت قد صدرت رواية عن وسائل الإعلام أن أحد منفذي الهجوم كندي من أصل مغربي، وهو ما تم نفيه لاحقا.

وقال آلان روجيه, الذي كان موجوداً قرب المسجد خلال تنفيذ الهجوم، إنّ « تحركات غريبة شوهدت لمنفذ الهجوم، قبل دخوله إلى المسجد، لكنه لم يكن من المتوقع أبداً أن يكون مسلحا».

وقد استنكرت معظم دول العالم الهجوم الإرهابي، فيما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن تعازيه خلال اتصال هاتفي مع ترودو، كما أعرب عن استعداده لتقديم المساعدات اللازمة.

ووصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الحادث بأنه «هجوم إرهابي على المسلمين».

وجاء الهجوم عقب تصريحات لترودو قال فيها إن كندا سترحب باللاجئين، وذلك ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق برنامج قبول اللاجئين ومنع مواطني سبع دول غالبية سكانها مسلمون من دخول الولايات المتحدة مؤقتا لاعتبارات الأمن القومي.

وقالت متحدثة باسم مستشفى جامعة مدينة كيبيك إن خمسة من المصابين في هجوم المسجد يرقدون في وحدة العناية المركزة، مشيرة إلى أن ثلاثة منهم يعانون من إصابات تهدد حياتهم, مضيفة أن 12 آخرين يخضعون للعلاج من إصابات بسيطة.

وقالت باميلا سكينة الحايت، صديقة أحد رواد المسجد، إن جزارا يملك متجرا قرب المسجد وهو أب لأربعة أولاد قتل في الهجوم.

وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن اثنين من مواطنيها قتلا في «الاعتداء الارهابي» الذي استهدف المسجد، حسب بيان بثه التلفزيون الجزائري امس الاثنين.

وقال التلفزيون «أكدت وزارة الخارجية الجزائرية وجود جزائريين اثنين ضمن ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مصلين في المركز الثقافي الإسلامي بمقاطعة كيبيك».

ويعيش في كندا حوالى 100 ألف جزائري ما يجعل منهم ثاني أكبر جالية جزائرية في الخارج بعد فرنسا، بحسب تصريح السفير الجزائري السابق في أوتاوا اسماعيل بن عمارة لصحيفة «ليبرتي».

وأطلق رجلان ملثمان النار يوم الأحد الماضي على مصلين في مسجد في كيبيك، ما أسفر عن سقوط ستة قتلى قبل أن توقفهما الشرطة.

وهي المرة الأولى التي تشهد فيها كندا التي يقدر عدد المسلمين فيها بـ1.1 مليون شخص حسب معهد الإحصاء، هجوما من هذا النوع يستهدف مسجدا.

وعلى ذات الصعيد أعلنت الشرطة الكندية أن القضاء وجه تهمة القتل العمد إلى الطالب الجامعي ألكسندر بيسونيت (27 عاماً) المتحدر من كيبيك، والذي يعتنق أفكاراً قومية، وذلك لتنفيذه هجوماً مسلحاً على مسجد في المدينة أسفر عن مقتل ستة مسلمين.

وبحسب حسابات المتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أُغلقت بُعيد الهجوم، فإنه يعتنق أفكاراً قومية، ويؤيد مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ إذ أنه غالباً ما أعاد نشر هذه المواقف على حساباته، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت الشرطة إنه إضافة إلى تهمة قتل ستة أشخاص عمداً، وجهت إلى الموقوف تهمة الشروع في قتل خمسة أشخاص لا يزالون في المستشفى بحالة حرجة، مشيرة إلى أن “هناك مداهمات جارية، ونأمل الحصول على الدليل” الكافي لتوجيه تهمتي “الإرهاب” والنيل من الأمن القومي إلى الطالب.

من جهتها، أكدت جامعة لافال، القريبة من المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك الذي تعرض للهجوم، إن “المشتبه فيه الذي اعتُقل لصلته بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك” هو أحد طلابها ويدرس في كلية العلوم الاجتماعية.

وتم توجيه الاتهام إلى الموقوف بعدما مثُل مساء امس الاثنين أمام قاض مخفوراً وقد ارتدى زياً أبيض.

وأعلن الدرك الملكي الكندي أن نحو 80 شرطياً لا يزالون في الميدان يتابعون التحقيقات.

وكانت الشرطة أعلنت أن “بيسيونيت” نفسه اتصل بها بعد نصف ساعة من تنفيذه الهجوم لتسليم نفسه.

ومن المقرر أن يمثُل المتهم مجدداً أمام المحكمة في 21 شباط، في جلسة يوجه خلالها المدعي العام التهم رسمياً إليه.

وكانت الشرطة أعلنت في بادئ الأمر أنها اعتقلت مشتبهاً فيه آخر مغربي الأصل، إلا أنها ما لبثت أن أكدت براءته من الهجوم.

من جهة ثانية، أعلن المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك أن القتلى الستة هم جميعاً كنديون مزدوجو الجنسية.

وقال نائب رئيس المركز محمد العبيدي، إن القتلى هم: مغربي، وجزائريان، وتونسي، وغينيان، تتراوح أعمارهم بين 39 و60 عاماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى