بريطانيا بعد فرنسا لم تعد متمسكة برحيل الرئيس الاسد

اعلن بوريس جونسون, وزير الخارجية البريطاني، اول امس الخميس، أن بريطانيا لم تعد متمسكة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة في سوريا، مشيراً الى أن لندن قد تضطر الى اعتماد “تغيير كبير” في سياساتها اتجاه الأزمة السورية.

واعترف جونسون خلال مثوله امام لجنة الشؤون الدولية بمجلس اللوردات، بأن “تمسك بريطانيا بمبدأ رحيل الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة قبل إيجاد اي تسوية لم يعد يجدي نفعا لأنه لم يحقق اي تقدم يذكر”.

واضاف يقول : “لقد تشبثنا لوقت طويل بفكرة رحيل الاسد عن السلطة وأرى ان الوقت قد حان للبحث عن خيارات اخرى لاحلال السلام في سوريا” معتبرا انه من الواجب النظر ايضا الى “واقع الأمور وكيف تغيرت على الارض بما يستدعي تبني أفكار ومقاربات جديدة”.

وأكد جونسون ان هناك عددا من الخيارات التي يمكن اعتمادها لدفع القضية السورية الى الامام، منوها الى ضرورة البحث عن “مخرج ديمقراطي” للازمة السورية عبر تنظيم انتخابات تحت إشراف الامم المتحدة يشارك فيها كل السوريين بما يتضمن اللاجئين والنازحين، مؤكداً حق الرئيس الأسد بالمشاركة في تلك الانتخابات.

وحمل جونسون نواب البرلمان البريطاني جزءا من مسؤولية الموقف الذي تجد الحكومة البريطانية نفسها فيه بشأن القضية السورية, مشيرا الى ان “بريطانيا وجدت نفسها خارج اللعبة عندما صوت مجلس العموم عام 2013 ضد القيام بعمل عسكري ضد سوريا”.

وكان لوران فابيوس, وزير الخارجية الفرنسي، قد اكد أن بلاده غيرت طريقة تعاطيها مع الأزمة السورية، مشيراً الى أن باريس لم تعد تطالب برحيل الأسد كمقدمة لأي مفاوضات سلام مقبلة.

وقال فابيوس، في مقابلة مع صحيفة لوموند،” اذا اشترطنا حتى قبل أن تبدأ المفاوضات أن يتنحى الأسد، فلن نحقق الكثير”، موضحاً أن فرنسا تعتقد أن الحل الديبلوماسي سيتطلب إنشاء حكومة وحدة وطنية تضم عناصر من الحكومة لتجنب تكرار الانهيار الذي حدث في العراق.

وتأتي التصريحات الفرنسية الجديدة بعد أيام من تصريحات امريكية مماثلة، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، من لندن، انه ليس بالضرورة أن يرحل الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه فوراً، داعياً أياه للتفاوض” الحقيقي ” ، مضيفاً إن هناك حاجة ملحة لتجديد جهود التوصل لتسوية سياسية لإنهاء الصراع السوري الذي دخل عامه الخامس ولإنهاء أزمة اللاجئين في سوريا التي تزداد سوء، والتي اصبحت تشكل عبئاً على المجتمع الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى