القيلولة ضرورية ولكن بالوقت المناسب
كشفت دراسة علمية جديدة، أن أخذ قيلولة يوميا لمدة ساعة في الظهيرة، يحسن الأداء الإدراكي للبالغين، وخصوصا الكبار في السن، ويجعل الإنسان أكثر ذكاء.
واعتمدت الدراسة التي نشرتها مجلة “ريدر دايجست” الأمريكية، على سؤال ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص من كبار السن في الصين، حول قيلولتهم اليومية وما يترتب عليها.
وبينت أن الأشخاص الذين يأخذون قيلولة لنحو ساعة أو أكثر بقليل؛ يتحسن عندهم الأداء الإدراكي بشكل عام، مقارنة مع الأشخاص الذين يأخذون قيلولة أطول من 90 دقيقة أو أقل من 30 دقيقة.
وأظهرت الدراسة وجود ميزة هامة لصالح من يأخذون قيلولة، حيث كشف تحليل فريق البحث أن أولئك الذين لا يأخذون قيلولة الظهيرة؛ تزداد أمورهم سوءا، مقارنة مع من يأخذها، بالإضافة إلى أن القيلولة تؤثر إيجابا على الوظائف العقلية، و”تزيد عمر الشخص نحو خمس سنوات”.
وخلصت الدراسة إلى أن غفوة معتدلة يوميا؛ قد تكون جزءا من عملية تحسين الإدراك لدى الكبار.
يشار إلى أن هذه ليست الدراسة الأولى التي تظهر أن أخذ القيلولة هو ليس هواية شخصية، أو حتى عادة سيئة، فالباحثون في جامعة هارفرد وجدوا أن القيلولة تجعل الأشخاص أكثر تفاعلا في حل المشاكل، كما أنها تساعد في تنشيط الذاكرة والتفكير بإيجابية.
وخلص الباحثون إلى أن قيلولة الظهيرة تساعد في الفصل بين الأمور الضرورية وبين التفاصيل الصغيرة في عقل الشخص، وتحسن من قدرتنا على جمع الكلمات التي قد تبدو غير مرتبطة.
ونصحت مؤسسة النوم الوطنية بأن تكون القيلولة قصيرة بحيث لا تتجاوز الـ30 دقيقة، لتستمر بعدها يقظا، وتشعر بالتركيز دون الشعود بالدوار، وكي لا يؤثر طول القيلولة على وضع نومك الليلي وموعده.
وأشارت إلى أهمية العثور على مكان بارد ومظلم للاستلقاء على الأرض فيه، دون أي ضجيج أو إلهاء، وتجنب أخذ القيلولة في وقت مبكر جدا، أو قريب من وقت النوم المعتاد.
وبينت أنه بالإضافة إلى الفوائد العقلية، فإن هناك فوائد نفسية كبيرة للقيلولة، “فأخذ قيلولة بمثابة عطلة قصيرة؛ تقدم للجسم والعقل الاسترخاء مع التجديد”.