ترامب يستعير عقب تنصيبه رئيساً لغة القذافي الشعبوية

اكد الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، امس الجمعة، عزمه على توحيد الجهود لمحاربة ما اسماه ٍ”الارهاب الاسلامي المتطرف” محوه من الوجود.

وقال ترامب خلال حفل تنصيبه على مدارج مبنى الكابيتول، إن “اليوم العشرين من يناير سنتذكره على أنه اليوم الذي أصبح فيه الشعب حاكما مرة أخرى وسنجعل امريكا عظيمة من جديد”، مطلقا مقولة “أميركا اولاً”.

واضاف ترامب “سنوحد العالم ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف وسنمحوه من على وجه الأرض”، معربا عن “قناعته بمواجهة المصاعب والتحديات خلال فترة رئاسته”.

واكد ترامب “ضرورة الاهتمام  بالبنية التحتية الامريكية وتشجيع القطاع الاقتصادي الاميركي”، مبينا ان “مصانعنا تتحول إلى قبور ولا تعليم في مدارسنا والجريمة تمزق البلاد”.

وشدد ترامب على “المحافظة على التحالفات القديمة للولايات المتحدة وبناء أخرى جديدة”.

وبدأ ترامب، الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، مراسيم التنصيب عبر توجهه برفقة زوجته إلى كنيسة القديس يوحنا قرب البيت الأبيض في واشنطن.

وانتشر عشرات الآلاف من أفراد الوكالات الأمنية ونصبت حواجز لعدة كيلومترات، فيما كان من أهم الشخصيات التي حضرت في حفل التنصيب الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل، والرئيس الأسبق جورج بوش الأبن، والرئيس الأسبق بيل كلينتنون وزوجته هيلاري التي خسرت الانتخابات أمام ترامب، وكذلك الرئيس الأسبق جيمي كارتر.

خطاب الرئيس ترامب المعروف بإثارته للجدل في تصريحاته الرسمية ومشاكساته الإعلامية، لم يخل من محطات يمكن التوقف عندها؛ لكونها ستعبر “ربما” عن مستقبل سياسته في إدارة الدولة الأكثر نفوذاً في العالم، بل أعادت إلى أذهان الشارع العربي الرئيس الليبي السابق معمّر القذافي في أحد تعبيراته.

وجاء في خطاب الرئيس الأمريكي ما يشبه الوعود والتلمحيات، إذ قال ترامب في حفل تنصيبه عبارة: “لن نقبل سياسيين يقولون دون فعل‎. وقت الكلام انتهى وحان أوان الفعل”.

وفي تصريح يعبر عن توجهات الرئيس الأمريكي الجديد، ويرسم ملامح سياسته الخارجية، وهي السياسة التي اتبعها سلفه، باراك أوباما، وأدت إلى تقلص نفوذ الولايات المتحدة في العالم، قال دونالد ترامب: “من هذا اليوم ستكون أمريكا أولاً هي رؤيتنا‎”، وهو شعار لطالما كرره السياسيون والأحزاب التي تركز على الشأن الداخلي أكثر من تركيزها على الملفات الخارجية والدولية.

خطاب ترامب لم يخل من نزعة “شعبوية”، ففي سياق حديثه عن تسلمه للسلطة، اعتبر الرئيس الأمريكي أنه بتنصيبه اليوم، “ننقل السلطة من واشنطن العاصمة ونعيدها للشعب”، في استمرار لشعارات حملته الانتخابية التي “داعبت” مشاعر الشارع الأمريكي وأوصلته إلى سدة الحكم.

وطالب ترامب في خطابه الشعب الأمريكي بالتوحد خلفه قائلاً: “نحن أمة واحدة وحين نكون كذلك فلن يقف أحد في وجهنا”، بالتزامن مع المظاهرات التي عمت الولايات المتحدة في يوم تنصيبه.

وفي إشارة إلى الوعود التي تعهد بها إبان حملته الانتخابية، والتي قال فيها إنه سيحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة، عاد ترامب ليؤكد فيقول: “سوف نحمي حدودنا من كل من ينهب ثرواتنا”.

كما تطرق الرئيس الأمريكي إلى انخراط الولايات المتحدة على المستوى الدولي، وأشار إلى إنفاقها “تريلونات الدولارات” في الخارج، في حين تعاني البنية التحتية من تدهور ملحوظ، على حد قوله: “أنفقنا تريليونات الدولارات في الخارج بينما تردت البنية التحتية في بلادنا”.ترامب يبدو أنه يعلم الصعوبات التي ستواجهه خلال فترة رئاسته، لذلك قال بكل وضوح: “سوف نواجه تحديات وصعوبات ولكننا سنقوم بهذه المهمة”.

خطاب الرئيس الأمريكي الجديد سوف يحظى بكثير من التحليل لمضمونه وعباراته، لكن العبارة التي قد ترسخ في ذهن سامعه، وخاصة في عالمنا العربي، وترسم ملامح صورته لأربع سنوات مقبلة، هي قوله: “انتهى وقت الكلام الفارغ وحان وقت العمل”، وهو ما يعيد لأذهان الشارع العربي تصريح الرئيس الليبي السابق معمر القذافي “دقت الساعة العمل .. إلى الأمام”، والتي اشتهرت بها خطاباته بعد احداث التمرد الشعبية ضده في ليبيا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى