لماذا لم تسعفوا “المجد” ؟
بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
خطاب الكراهية …لا يوجد شيء اسمه خطاب كراهية, ولكن يوجد شيء إسمه غياب الوعي, وحين يغيب الوعي ينتصر الحقد, ينتصر التطرف ..وتنتصر الكراهية …..
بلدي سيكون بخير ..حين يقرأ مقال طارق مصاروة في الرأي على الأقل 10% ممن يشاهدون تلك الفتاة (اللي بالي بالكو) على (السناب شات) … حين يتوفر لكاتب قومي مثل فهد الفانك مساحة في وسائل التواصل الإجتماعي على الأقل تشبه ولو قليلا مساحات ..أغاني أيمن زبيب ..بصراحة لا أعرف من هو أيمن زبيب ؟
حين نحفظ ولو قصيدة واحدة من قصائد عبدالرحيم عمر أو حبيب الزيودي أو حيدر محمود ويتوفر لهم ولو مساحة بسيطة على شاشتنا الوطنية في الصباح , بدلا من الحديث مع سائحة كندية جاءت لرؤية وادي رم ..(عنها لا شافتو ولا نامت فيه) …
يغيب خطاب الكراهية ويندحر ..حين ننفق , ولو قليلا على ما كتبه روكس بن زائد العزيزي عن تاريخ البلد وأهلها ونعيد نشره , بدلا مما أنفقنا على (حيطنا مش واطي ) …(وسندح صدرك) و ( ولما رش الصلية رش) ..لو روجت شركات القطاع الخاص , مسابقة عن روكس بن زائد العزيزي وكم قرأت مما كتبه , لكان افضل بكثير من دعم ( لما رش الصلية رش) ..
يهزم خطاب الكراهية , ويندحر ..حين يقرر القطاع الخاص بدلا من دعم حملة (يلا نمشي) أو حملة (بدنا نلون الحيطان) ..أو حملة ( واك اند تاك) أن يدعم صحيفة مثل المجد ويمنع توقفها …ويوزعها مجانا على الموظفين في شركاته , فبدلا من قراءتهم تفاهات الفيس بوك في الصباح ربما ..سيثلج صدرهم خطا قوميا لفهد الريماوي , ربما سيغذي عقلهم مقالا تاريخيا عن مشروع (روجرز) …
سنهزم خطاب الكراهية ..حين نقرر في لحظة , بدلا من المسابقات التي تجريها المولات على سيارة , وبدلا من جوائز البنوك الوفيرة ..أن يخصص بنك عريق مثل بنك الإسكان , جائزة عن أفضل بحث يقدم حول (تيسير السبول) ..أو افضل بحث عن سماحة الإسلام , أو أن تمنح المليون لم يقرأ كل الروايات التي أنتجها نجيب محفوظ , أو يؤرخ لأدب الثورة الفلسطينية ..ولكن للأسف الجوائز تقدم لصاحب الحساب الأحدث , أولصاحب أكبر كرش ولصاحب أقدم حساب توفير ..
يندحر خطاب الكراهية ويهزم , حين نؤسس وزارة للوعي وليس للثقافة ..وزارة لا تدير مرافق بل تدير عقولا …
يندحر خطاب الكراهية ..حين يكون لدينا مؤسسة إذاعة وتلفزيون ..يقودها العقل وليس البيروقراط , ولا يوجد فيها ..من يقال عنهم :- (مدعوم من فوق) ولا يوجد فيها أيضا من لهم الله فقط ..
يندحر خطاب الكراهية ,حين ننفق على الوعي أكثر مما ننفق على ربطات العنق وحين ننفق على الكتاب أكثر مما ننفق على ( برادي المكاتب) ويندحر الخطاب حين ننفق على القصيدة والقصة ..أكثر مما ننفق على الضيافة في مكاتب المسؤولين …
الأزمة ليست أزمة خطاب كراهية , ولكنها أزمة عقل ..تعلق في (السناب شات) والفيس بوك, والأغاني …