“داعش” متخصص بتخريب الوطن العربي ولا علاقة له بعملية القدس
نفت الشرطة الإسرائيلية، وجود “خلايا نشطة” لـ “تنظيم داعش” في اسرائيل، خلافا لما صرّح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي حاول ربط عمليات الفلسطينيين الفدائية بتلك التي ينفذها “تنظيم داعش”.
وجاءت تصريحات الشرطة ، خلال تعقيبها على عملية الدهس التي وقعت، يوم امس الاحد، شرقي مدينة القدس، وأسفرت عن مقتل أربعة جنود اسرائيليين وجرح 15 آخرين، بينهم 8 في حالة الخطر الشديد، في حين استشهد منفذ العملية بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، في تصريحات لقناة “سي إن إن” الأمريكية، مساء امس الأحد، إنه “ليس هناك احتمالات بوجود خلايا نشطة لتنظيم (داعش) في إسرائيل”.
ورداً على سؤال حول تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن منفذ الهجوم كان من أنصار تنظيم داعش، قال روزنفيلد: “لا توجد خلايا نشطة لداعش في إسرائيل”.
وشدد على أن “الشرطة الإسرائيلية ومؤسسات أمنية أخرى لديها دائرات معلومات استخباراتية قوية للغاية، وتعتقل أي نوع من الإرهابيين نعلم عنهم”.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد صرح عقب الحادث بأن الفلسطيني منفذ الهجوم بالشاحنة في القدس المحتلة، من أنصار تنظيم داعش.
وقال في تصريحات له، مساء امس الأحد، إن منفذ عملية الدهس في مدينة القدس معروف لدى أجهزة الأمن، ووفقا لكل المؤشرات، فهو من أنصار تنظيم “داعش” الإرهابي.
وكانت مصادر خاصة قد أفادت أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل عائلة الشهيد فادي قنبر في بلدة جبل المكبر جنوبي شرق المدينة، وقامت بتفتيشه بشكل همجي.
وأضافت أن القوات الإسرائيلية اعتقلت كلا من؛ والديْ الشهيد قنبر، وإخوته محمد ومنذر، وزوجته أيضاً.
وأكّدت المصادر أن الشهيد لديه أربعة أبناء أكبرهم يبلغ من العمر سبع سنوات، أمّا أصغرهم فهو رضيع ويبلغ نحو ثمانية أشهر.
وقالت المصادر إن عدد الشهداء المقدسيين قد ارتفع إلى 60 شهيداً منذ اندلاع انتفاضة القدس التي بدأت مطلع تشرين أول 2015، عقب ارتقاء الشهيد فادي قنبر (28 عاماً) برصاص الاحتلال ظهر يوم امس الأحد.
وكان الشاب قنبر قد قام عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً، بدهس عشرات الجنود الإسرائيليين الذين كانوا متواجدين في جولة “استكشافية وتعريفية” قرب مستوطنة “أرمون هنتسيف” المقامة على أراضي بلدة جبل المكبر جنوبي شرق القدس، ما أسفر عن مقتل ضابطة، ومجندتين وجندي، إضافة لإصابة 15 آخرين، جراح ثلاثة منهمم خطرة، وفقاً للمصادر الطبية الإسرائيلية.
كما كانت شرطة الاحتلال، قد ذكرت في بيان لها، أن شابًا فلسطينيًا نفّذ عملية دهس من خلال شاحنة كان يقودها قرب مستوطنة “أرمون هنتسيف”، ما أدًى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين؛ بينهم مجنّدة.
وأضافت أن ما لا يقل عن 15 جنديًا إسرائيليًا أُصيبوا بجراح متفاوتة خلال عملية الدهس، حيث وصفت المصادر الطبية جراح أحدهم بـ “بالغة الخطورة”، وأربع إصابات بـ “المتوسطة”، و10 إصابات وُصفت بـ “الطفيفة”.
وعزّزت الشرطة الإسرائيلية من تواجد قوّاتها في محيط مكان العملية، وأغلقت عدداً من الشوارع، كما زار الموقع كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان لتفقّد الأوضاع.
وبعد أن قامت الشرطة الإسرائيلية بحظر النشر لمدة 30 يوماً حول كافة تفاصيل العملية بما فيها هوية المنفّذ، ألغت هذا القرار وقالت إن منفّذ العملية هو شاب مقدسي من بلدة جبل المكبر، ويبلغ من العمر 28 عاماً.
كما تم الإعلان عن أسماء القتلى الإسرائيليين وهم؛ الضابطة ياعيل يوكتينئال (20 عاماً)، والمجنّدة شير حجاج (22 عاماً)، والمجندة سيرا تسور (20 عاماً)، والجندي إيرز أورباخ (20 عاماً).
وفي أعقاب العملية، اجتمع المجلس الوزاري المصغّر “الكابينيت” مساء امس، وقرر عدم إعادة جثمان الشهيد قنبر إلى ذويه، ودفنه في مقابر الأرقام، وهدم منزله في أقرب وقت ممكن.
كما قرّر فرض الحصار على بلدة جبل المكبر واعتقال تسعة فلسطينيين على خلفية العملية وفرحتهم بها، من بينهم خمسة أفراد من عائلة الشهيد، واقتيدوا للتحقيقات.
واقتحمت قوات الاحتلال منزل ذوي الشهيد في “جبل المكبر”، وقامت بتخريب وتحطيم محتوياته، وتفتيشه بشكل دقيق، كما اعتقلت والديه وأشقائه وزوجته.
وأفادت مصادر فلسطينية أنه باحتجاز جثمان الشهيد قنبر امس، يرتفع عدد الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال إلى ثمانية جثامين.
والشهداء المحتجزون في ثلاجات معهد الطب العدلي “أبو كبير” بتل أبيب، هم؛ مجد الخضور، ومحمد طرايرة، ومحمد الفقيه، وعبد الحميد أبو سرور، ورامي عورتاني، ومصباح أبو صبيح، ومحمد نبيل سلام، وآخرهم الشهيد فادي قنبر.
وتعدّ هذه العملية الأولى في مدينة القدس المحتلة منذ بدء العام الجديد 2017، حيث جُلّ العمليات كانت من خلال رشق الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه المستوطنين والقوات الإسرائيلية.
وعلى صعيد متصل ذكر موقع “واللا الإخباري” الاسرائيلي، بأن عام 2016 قد شهد مقتل 41 جنديًا صهيونياً إثر حوادث مختلفة، وذلك بارتفاع خمسة جنود عن العام 2015، والذي قتل خلاله 36.
وأوضح هذا الموقع الإخباري ، امس الأحد، أن الجنود القتلى، قضوا نتيجة هجمات فلسطينية أو خلال تدريبات عسكرية أو في حوادث سير وظروف مختلفة؛ منها الانتحار.